الرعاش مجهول السبب
تعرَّف على هذه الحالة المرَضية التي تسبب اهتزازًا لا يمكن السيطرة عليه، وتعرَّف على الفرق بينها وبين ومرض باركنسون.
نظرة عامة
الرُعاش مجهول السبب حالة تصيب الجهاز العصبي وتسبب الاهتزاز اللاإرادي والمنتظم. ويمكن أن يصيب الرعاش أيضًا أي جزء من الجسم، ولكن يحدث الارتجاف غالبًا في اليدين، ولا سيما عند أداء المهام البسيطة، مثل الشرب من الكوب أو عقد رباط الحذاء.
الرُعاش مجهول السبب ليس في العادة حالة خطيرة، ولكنه يتفاقم عادةً مع مرور الوقت ويمكن أن يصبح حادًا لدى بعض الأفراد. ولا تسبب الحالات الأخرى الرُعاش مجهول السبب، إلا أنه أحيانًا يحدث خلط بينه وبين مرض باركنسون.
يمكن أن تحدث الإصابة بالرُعاش مجهول السبب في أي مرحلة عمرية ولكن تكون أكثر شيوعًا في سن 40 عامًا فأكثر.
الأعراض
أعراض الرُعاش مجهول السبب:
- تبدأ بالتدريج وعادةً تكون ملحوظة أكثر في جانب واحد من الجسم.
- تتفاقم مع الحركة.
- عادةً تبدأ في اليدين، وتؤثر على يد واحدة أو على اليدين.
- يمكن أن تتضمن حركات بالرأس تشبه إيماءات "الموافقة" أو "الرفض".
- قد تزداد الحالة سوءًا بسبب الضغط العاطفي أو الإجهاد أو تناول الكافيين أو التعرض لدرجات الحرارة الحادة.
الرعاش مجهول السبب مقابل مرض باركنسون
يخلط الكثيرون بين الرُعاش ومرض باركنسون، رغم أن الحالتين في واقع الأمر مختلفتان في أوجه رئيسية:
- توقيت حدوث الرُعاش. عادةً يظهر رُعاش اليدين مجهول السبب عند استخدام اليدين. وتكون أعراض الرُعاش الناتج عن داء باركنسون أكثر وضوحًا عند إسدال اليدين على جانبي الجسم أو إراحتهما في الحِجر.
- الحالات المصاحبة. لا يسبب الرُعاش مجهول السبب مشكلات صحية أخرى، ولكن داء باركنسون يصاحبه انحناء القامة وبطء الحركة وجر القدمين أثناء المشي. غير أن الأشخاص المصابين بالرُعاش مجهول السبب يُصابون أحيانًا بمؤشرات وأعراض عصبية أخرى، مثل عدم اتزان المشية.
- أجزاء الجسم المصابة. يؤثر الرُعاش مجهول السبب بشكل رئيسي في اليدين والرأس والصوت. أما الرُعاش الناتج عن داء باركنسون فيبدأ غالبًا في اليدين، ويمكن أن يؤثر في الساقين والذقن وأجزاء أخرى من الجسم.
الأسباب
يبدو أن نحو نصف المصابين بالرُعاش مجهول السبب لديهم جين متغير. ويُشار إلى هذا النوع باسم الرُعاش العائلي. ولا يتضح سبب الحالة لدى الأشخاص غير المصابين بالرعاش العائلي.
عوامل الخطورة
تشمل عوامل الخطر المعروفة للرُعاش مجهول السبب:
-
تغير في أحد الجينات. النوع الموروث من الرُعاش مجهول السبب، المعروف باسم الرُعاش العائلي، هو اضطراب صبغي جسدي سائد. وتنتقل هذه الحالة وراثيًا بجين متغير من أحد الوالدين فقط.
ويبلغ احتمال إصابة أي شخص لدى أحد والديه جين متغير مسبِّب للرُعاش مجهول السبب بهذه الحالة 50%.
- العمر. تكثر الإصابة بالرُعاش مجهول السبب بين الأشخاص البالغين 40 عامًا فأكثر.
المضاعفات
الرعاش مجهول السبب ليس من الحالات المهددة للحياة، إلا أن أعراضه تتفاقم عادة بمرور الوقت. إذا وصلت حالات الرُعاش إلى درجة حادة، فقد تجد صعوبة فيما يلي:
- حمل كوب أو كأس دون انسكاب ما فيه.
- تناول الطعام دون اهتزازه.
- وضع مستحضرات التجميل أو الحلاقة.
- الكلام، في حال إصابة الحنجرة أو اللسان.
- الكتابة بخط مقروء.
التشخيص
يشمل تشخيص الرُعاش مجهول السبب مراجعة التاريخ الطبي والعائلي والأعراض وإجراء فحص بدني.
لا توجد فحوص طبية مُحددة لتشخيص الرُعاش مجهول السبب. وفي الغالب يكون التشخيص عن طريق استبعاد الحالات الأخرى التي قد تكون سببًا في الأعراض. ولهذا قد يقترح الطبيب إجراء الفحوص الآتية.
الفحص العصبي
في الفحص العصبي، يختبر الطبيب أداء الجهاز العصبي، ويشمل ذلك فحص:
- مُنعكسات الأوتار.
- قوة العضلات والتوتر العضلي.
- القدرة على الشعور بأحاسيس معينة.
- وضعية الجسم وتناسق الحركة.
- المشية.
الاختبارات المختبرية
يمكن إجراء تحليل للدم والبول بحثًا عن عدة عوامل، مثل:
- مرض الغدة الدرقية.
- مشكلات الأيض.
- الآثار الجانبية للأدوية.
- مستويات المواد الكيميائية التي قد تُسبب حدوث الرُعاش.
فحوصات الأداء
لتقييم الرُعاش نفسه، قد يطلب منك الطبيب ما يأتي:
- الشرب من كوب.
- مد الذراعين.
- الكتابة.
- رسم شكل حلزوني.
إذا كان الطبيب لا يزال غير متيقن مما إذا كان الرُعاش رُعاشًا مجهول السبب أم داء باركنسون، فيمكنه أن يطلب فحص ناقل الدوبامين. إذ يمكن أن يساعد هذا الفحص طبيبك على معرفة الفرق بين نوعي الرُعاش.
المعالجة
لا يحتاج بعض المصابين بالرُعاش مجهول السبب إلى علاج إذا كانت أعراضهم خفيفة. ولكن إذا كان الرُعاش مجهول السبب يؤدي إلى صعوبة في ممارسة العمل أو أداء الأنشطة اليومية، فناقش خيارات العلاج مع الطبيب.
الأدوية
- حاصرات مستقبلات بيتا. تساعد حاصرات مستقبلات بيتا التي تُستخدم عادةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مثل دواء بروبرانولول (Inderal LA و InnoPran XL و Hemangeol) في تخفيف الرُعاش لدى بعض المرضى. لكن قد لا تكون حاصرات مستقبلات بيتا خيارًا مناسبًا للمصابين بالربو أو لديهم مشكلات معينة في القلب. وتجدر الإشارة إلى أن الآثار الجانبية يمكن أن تشمل التعب أو الدُّوار أو مشكلات في القلب.
- الأدوية المضادة لنوبات الصرع. قد يكون دواء بريميدون (Mysoline) فعالاً لدى الأشخاص الذين لا يستجيبون لحاصرات مستقبلات بيتا. ومن الأدوية الأخرى التي يمكن وصفها الغابابنتين (Gralise و Neurontin و Horizant) وتوبيراميت (Topamax و Qudexy XR وغيرهما). وتشمل آثارها الجانبية الشعور بالنعاس والغثيان، وتختفي عادةً في فترة زمنية قصيرة.
- المهدِّئات. قد يستخدم الأطباء أدوية البنزوديازيبين، مثل الكلونازيبام (Klonopin)، لعلاج المرضى الذين يتفاقم الرعاش لديهم نتيجة للتوتر أو القلق. وقد تشمل آثارها الجانبية التعب أو الخَدَر الخفيف. ويجب استخدام هذه الأدوية بحذر لأنها قد تسبب الإدمان.
-
حُقن أونا بوتيولينوم توكسين إيه (Botox). قد تفيد حُقن البوتوكس في علاج بعض أنواع الرُعاش، لا سيما رُعاش الرأس والصوت. ويمكن لجرعة الواحدة من حُقن البوتوكس تحسين أعراض الرُعاش لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
لكن قد يسبب البوتوكس ضعفًا في الأصابع إذا استُخدم لعلاج رعاش اليد. قد تؤدي حقن البوتوكس (Botox) حال استخدام لعلاج رُعاش الصوت إلى بحة في الصوت وصعوبة في البلع.
العلاج
وقد يقترح الطبيب الخضوع لعلاج طبيعي أو مهني. يمكن لاختصاصي العلاج الطبيعي أن يُعلمك التمارين المطلوبة لتحسين قوة العضلة والسيطرة عليها وتناسقها.
قد يساعدك اختصاصيو العلاج الطبيعي على التأقلم على التعايش مع الرُعاش الأساسي. قد يقترح الاختصاصيون استخدام أجهزة تكيُّفية لتقليل تأثير الرُعاش في أنشطتك اليومية، بما في ذلك:
- الأدوات الزجاجية وأدوات المطبخ الثقيلة.
- أثقال المعصم.
- أدوات الكتابة العريضة والثقيلة، مثل الأقلام ذات القبضة العريضة.
أجهزة تحفيز العصب
جهاز تنبيه العصب المحيطي الإلكتروني القابل للارتداء (Cala Trio) هو خيار علاجي جديد للمصابين بالرعاش مجهول السبب. يعمل الجهاز، الذي يمكن ارتداؤه كسوار معصم لمدة 40 دقيقة مرتين في اليوم عن طريق تحفيز الأعصاب والعضلات المحيطية لتوفير استجابة عضلية تقلل حالات الرعاش. وقد كشفت الدراسات أن الجهاز يمكن أن يحقق بعض التحسن في حالات الرعاش.
الجراحة
قد تصبح الجراحة خيارًا إذا كانت حالات الرُعاش التي تشتكي منها تؤدي إلى الإصابة بإعاقة شديدة ولم تستجب للأدوية.
-
التنبيه العميق للدماغ. هذا النوع من الجراحة هو الأكثر شيوعًا لعلاج الرُعاش الأساسي. وهو الإجراء المفضل بوجه عام في المراكز الطبية ذات الخبرة الكبيرة في إجراء هذه الجراحة. وتتضمن الجراحة إدخال مسبار كهربائي طويل ورفيع إلى جزء الدماغ الذي يسبب حدوث الرُعاش والمعروف باسم "المهاد". يمر سلك من المسبار الكهربائي تحت الجلد إلى جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب يسمى المحفز العصبي، ويُزرع في الصدر. يبث هذا الجهاز نبضات كهربائية غير مؤلمة لمقاطعة الإشارات الصادرة من المهاد التي تسبب حالات الرُعاش.
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للتحفيز العميق للدماغ حدوث خلل في المعدات أو مشكلات في التحكم في الحركة أو الكلام أو التوازن بالإضافة إلى الإصابة بالصداع والضعف. وغالبًا تختفي الآثار الجانبية بعد مرور بعض الوقت أو بعد ضبط الجهاز.
-
بَضع المهاد بالموجات فوق الصوتية المركزة. تتضمن هذه الجراحة غير المتوغلة استخدام الموجات الصوتية المكثفة التي تنتقل عبر الجلد والجمجمة، حيث تولد هذه الموجات حرارة لتدمير نسيج الدماغ الموجود في منطقة محددة من المهاد لإيقاف الرُعاش. يستخدم الجراح التصوير بالرنين المِغناطيسي ليتمكن من استهداف المنطقة الصحيحة في الدماغ، وللتأكد من أن الموجات الصوتية تُخرج كمية الحرارة المطلوبة بالفعل لهذا الإجراء الطبي.
تُجرَى عملية بَضع المهاد بالموجات فوق الصوتية المركزة على جانب واحد من الدماغ. تؤثر الجراحة على الجانب الآخر من الجسم المقابل للجهة التي أجريت فيها.
يسبب بَضع المهاد بالموجات فوق الصوتية المركزة الإصابة بتقرّح قد يؤدي إلى حدوث تغيّرات دائمة في وظائف المخ. فقد أصيب بعض الأشخاص باضطرابات في الإحساس، وصعوبة في المشي أو الحركة. إلا أن معظم المضاعفات تختفي من تلقاء نفسها، أو قد تكون طفيفة بحيث لا تؤثر على جودة الحياة.
نمط الحياة وعلاجات منزلية
لتقليل الرُعاش أو الحد منه، اتبع النصائح التالية:
- تجنب تناول الكافيين. قد يسبب الكافيين والمواد المنشطة الأخرى زيادة الرعاش.
- اشرب الكحوليات باعتدال، أو لا تشربها على الإطلاق. قد يلاحظ بعض الأشخاص أن الرعاش يتحسن قليلاً مع شُرب الكحوليات، ولكن شرب الكحوليات ليس حلاً جيدًا. إذ يتفاقم الرعاش بمجرد زوال آثار الكحول. وستحتاج أيضًا إلى زيادة جرعات الكحوليات مستقبلاً لتخفيف الرعاش، ما قد يؤدي إلى اضطراب تعاطي الكحول.
- تعلّم كيفية الاسترخاء. يؤدي التوتر والقلق إلى تفاقُم حدة الرُعاش. لذلك قد يحسّن الاسترخاء من الرُعاش. لن تتمكن من التخلص من كل مصادر التوتر في حياتك، ولكن يمكنك تغيير طريقة تفاعلك مع المواقف المسببة له باتباع مجموعة من أساليب الاسترخاء؛ مثل التدليك أو التأمل.
-
إجراء تغييرات في نمط الحياة. أكثِر من استخدام يدك الأقل تأثرًا بالرعاش. وابحث عن حلول تجنبك الكتابة بيدك الأكثر تأثرًا بالرعاش، مثل استخدام الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وبطاقات الائتمان بدلاً من كتابة الشيكات.
جرّب استخدام الأوامر الصوتية على هاتفك الذكي، وبرامج التعرف على الصوت على جهاز الكمبيوتر.
التأقلم والدعم
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أن يكون للرعاش الأساسي عواقب اجتماعية ونفسية خطيرة. إذا كانت آثار الرعاش الأساسي تجعل من الصعب عليك أن تعيش حياتك تمامًا كما كنت تفعل في السابق، ففكر في الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم.
إن مجموعات الدعم ليست مخصصة للجميع، ولكن قد تجد أنه من المفيد الحصول على تشجيع من الأشخاص الذين يفهمون ما تمر به. أو اذهب إلى مستشار أو أخصائي اجتماعي يمكنه مساعدتك في مواجهة تحديات العيش مع الرعاش الأساسي.
التحضير للموعد
ستبدأ على الأرجح باستشارة طبيب الرعاية الأولية. أو قد تُحال على الفور إلى طبيب مدرب على أمراض الدماغ والجهاز العصبي، ويُسمى طبيب الأعصاب.
إليكَ بعض المعلومات لمساعدتكَ على الاستعداد لموعدكَ الطبي.
ما يمكنك فعله
عند حجز الموعد الطبي، اسأل عما إذا كانت هناك أمور يتعين عليك فعلها قبل الموعد، مثل الصيام قبل إجراء فحص معين. جهّز قائمة بما يلي:
- الأعراض التي تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بسبب الموعد الطبي.
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك مصادر التوتر الشديد والتغيرات الحياتية التي حدثت مؤخرًا والتاريخ المَرَضي للعائلة.
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها، بما في ذلك جرعاتها.
- الأسئلة التي ترغب في طرحها على طبيبك.
اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو صديقًا، إن أمكن، لمساعدتك على تذكُّر المعلومات التي ستتلقاها.
من الأسئلة التي يمكن طرحها على الطبيب بشأن الرُعاش مجهول السبب:
- ما أكثر الأسباب احتمالاً لإصابتي بهذه الأعراض؟
- هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
- ما هي الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- كيف يتطور الرُعاش مجهول السبب عادةً؟
- ما هي العلاجات المتاحة، وما العلاج الذي توصيني به؟
- لديَّ حالاتٌ صحيَّةٌ أخرى، ما هي أفضل طريقة ممكنة للتعامل مع هذه الحالات معًا؟
- هل هناك قيود ينبغي عليَّ الالتزام بها؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟ إذا كان الأمر كذلك، فمَنِ الذي تقترحه؟
- هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني أخذها؟ ما هي المواقع الإلكترونية التي تنصحني بقراءتها؟
لا تتردَّدْ في طرح الأسئلة.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة مثل:
- متى بدأت الأعراض بالظهور لديك؟
- هل لديك تاريخ عائلي من الإصابة بالرعاش؟
- هل سبق أن تعرَّضت لإصابة في الرأس؟
- ما أجزاء جسمك المصابة؟
- هل يوجد أي شيء يحسِّن أعراض الرعاش لديك أو يسبب تفاقُمها؟
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use