Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202410 d_31; ct_50

مرض باركنسون

لا يوجد علاج لهذا الاضطراب الانتقالي المتقدم، لكن العلاجات يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة الأعراض بشكل ملحوظ.

نظرة عامة

داء باركينسون هو اضطراب يتفاقم تدريجيًا يؤثر في الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب. وتبدأ الأعراض ببطء. قد يكون أول الأعراض ظهورًا رُعاشًا لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط. على الرغم من شيوع الرُعاش، فإن الاضطراب يسبب تيبسًا وبطء الحركة بكثرة أيضًا.

في المراحل المبكرة من داء باركينسون، قد يظهر على وجهك بعض التعبيرات القليلة أو لا تظهر على الإطلاق. وقد لا تتأرجح ذراعاك أثناء المشي. وقد يصبح النطق ضعيفًا أو غير واضح. وتزداد أعراض داء باركينسون سوءًا بتفاقم حالتك بمرور الوقت.

على الرغم من أن داء باركينسون لا شفاء له، فإن الأدوية يمكنها تخفيف الأعراض إلى حد كبير. وفي بعض الأحيان، قد يقترح عليك اختصاصي الرعاية الصحية إجراء جراحة لتنظيم عمل مواضع محددة من الدماغ وتحسين الأعراض.

الأعراض

قد تختلف أعراض مرض باركنسون من شخص إلى آخر. وقد تكون الأعراض المبكرة بسيطة وغير ملحوظة. وتبدأ الأعراض غالبًا بالظهور في أحد جانبي الجسم، وتظل عادةً أكثر حِدةً في هذا الجانب حتى بعد أن تبدأ إصابة الأطراف على جانبي الجسم.

قد تشمل أعراض مرض باركنسون ما يلي:

  • الرُّعاش. عادةً يبدأ الرُّعاش، الذي يُسمَّى الارتجاف النظمي، في أحد الأطراف وغالبًا يكون في اليد أو الأصابع. وقد تبدأ بالفرك على طول الإبهام والسبابة. وتُعرف هذه الحالة باسم رُعاش لفّ الأقراص. وقد ترتجف اليد عندما تكون في حال راحة. وربما يقل الارتجاف عند أداء المهام.
  • الحركة البطيئة، المعروفة باسم تباطؤ الحركة. قد يؤدي مرض باركنسون بعد بعض الوقت إلى إبطاء حركتك، ما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً. وقد تصبح خطواتك أقصر عند المشي. وربما يكون النهوض من على المقعد صعبًا. بل وربما تجرّ قدميك محاولاً المشي.
  • تيبّس العضلات. قد يحدث تيبّس العضلات في أي جزء من جسمك. يمكن أن تشعرك العضلات المتيبسة بالألم وتحد من نطاق حركتك.
  • اختلال وضعية الجسم وضعف اتزانه. قد يتخذ الجسم وضعية منحنية. أو ربما تتعرض للسقوط أو تواجه مشكلات في الاتزان نتيجة الإصابة بمرض باركنسون.
  • فقدان الحركات التلقائية. قد تتقلص قدرتك على أداء الحركات اللاإرادية، بما في ذلك رَمش العين أو الابتسام أو أرجحة ذراعيك عند المشي.
  • تغيُّرات الكلام. قد تتحدث بهدوء أو بسرعة أو تتلعثم أو تتردد قبل الكلام. وربما تتحدث بنبرة صوت رتيبة ولا تتبع أنماط الكلام المعتادة.
  • تغيّرات في الكتابة. قد تصبح الكتابة صعبة، وقد يبدو خطك صغيرًا.

متى تزور الطبيب

تجب زيارة اختصاصي الرعاية الصحية إذا شعرت بأي من الأعراض المصاحبة لداء باركينسون؛ ليس فقط لتشخيص حالتك المرضية بل أيضًا لاستبعاد الأسباب الأخرى لأعراضك.

الأسباب

يتعرض المصابون بمرض باركنسون لتلف بعض الخلايا العصبية في الدماغ أو موتها تدريجيًا. ويرجع السبب في كثير من أعراض مرض باركنسون إلى فقد الخلايا العصبية التي تنتج الناقل الكيميائي في الدماغ المُسمَّى الدوبامين. ينتج عن انخفاض مستويات الدوبامين حدوث نشاط غير منتظم في الدماغ، ما يؤدي إلى مشكلات في الحركة إضافة إلى أعراض مرض باركنسون الأخرى.

السبب وراء مرض باركنسون غير معروف، لكن يبدو أن هناك عدة عوامل لها دور في ذلك، وتشمل:

  • الجينات. لقد اكتشف الباحثون تغيرات جينية محدّدة ربما تسبب حدوث مرض باركنسون. ولكنها غير شائعة باستثناء حالات نادرة يُصاب فيها العديد من أفراد العائلة بمرض باركنسون.

    على الرغم من ذلك، يبدو أن تغيُّرات جينية مُحدَّدة تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، ولكن مع خطر بسيط نسبيًّا للإصابة بالمرض لكل واحد من تلك العلامات الجينية.

  • العوامل البيئية. قد يزيد التعرُّض لمواد سامة محددة أو عوامل بيئية من احتمالات الإصابة بمرض باركنسون المتأخر، ولكن هذا الاحتمال بسيطة.

لاحظ الباحثون أيضًا حدوث العديد من التغيرات في أدمغة المصابين بمرض باركنسون، رغم عدم وضوح سبب هذه التغيرات. تشمل تلك التغيرات:

  • وجود جُسيمات ليوي. وجود كُتل لمواد مُحدَّدة في خلايا الدماغ هي علامات مجهرية لوجود مرض باركنسون. وتُسمَّى جُسيمات ليوي، ويعتقد الباحثون أن هذه الجسيمات تحمل مفتاحًا هامًّا للسبب وراء مرض باركنسون.
  • العثور على بروتين ألفا سينوكلين في أجسام ليوي. على الرغم من وجود العديد من المواد في أجسام ليوي، يرى العلماء أن أهمها هو البروتين الطبيعي واسع الانتشار المسمى ألفا سينوكلين. ويوجد في كل أجسام ليوي في هيئة تكتلات تعجز الخلايا عن تكسيره. وهو أحد مجالات التركيز المهمة حاليًا بين الباحثين المتخصصين في مرض باركنسون. وقد اكتشف الباحثون وجود بروتين ألفا سينوكلين المتكتل في السائل النخاعي لدى الأشخاص الذين أُصيبوا مؤخرًا بمرض باركنسون.

عوامل الخطورة

من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بداء باركنسون ما يأتي:

  • العمر. نادرًا ما يُصاب اليافعون بمرض باركنسون. بل يبدأ المرض عادةً في منتصف العمر أو في مراحل عمرية متأخرة، ويزداد احتمال الإصابة مع التقدم في السن. فعادةً تكون أعمار المصابين بالمرض قريبة من 60 عامًا أو أكثر. أما إذا أُصيب شاب بداء باركنسون، فقد تُفيد الاستشارات الوراثية في اتخاذ القرارات المتعلقة بتنظيم الأسرة. ويختلف العمل والأوضاع الاجتماعية والآثار الجانبية للأدوية أيضًا عن تلك الخاصة بكبير السن المصاب بداء باركنسون وتتطلب تدابير خاصة.
  • الوراثة. يزيد وجود قريب مُصاب بداء باركنسون احتمال إصابتك بالمرض. لكن يظل احتمال إصابتك بالمرض منخفضًا، ما لم يكن الكثيرون من أقاربك مصابين به.
  • الجنس. يصيب داء باركنسون الرجال بنسبة أكبر من إصابته النساء.
  • التعرض للسموم. يمكن أن يزيد التعرُّض المستمر لمبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية احتمالات خطر التعرض للإصابة بداء باركنسون.

المضاعفات

يكون داء باركنسون مصحوبًا غالبًا بالمشكلات الإضافية التالية التي قد تكون قابلة للعلاج:

  • صعوبات التفكير. قد تجد مشكلات في الإدراك، مثل الخَرَف، وصعوبات في التفكير. ويحدث ذلك عادةً في المراحل المتأخرة من داء باركنسون. ولا تُجدي الأدوية نفعًا في علاج تلك المشكلات الإدراكية عادةً.
  • الاكتئاب والتقلبات العاطفية. قد يُصاب المريض بالاكتئاب في المراحل المبكرة أحيانًا. ويمكن أن يساعد علاج الاكتئاب في حل المشكلات الأخرى التي يسببها داء باركنسون.

    وقد تشعر أيضًا بتقلبات عاطفية أخرى، كالخوف أو القلق أو فقدان الدافع. وقد يعطيك فريق الرعاية الصحية دواءً لعلاج هذه الأعراض.

  • صعوبات البلع. قد يواجه المريض صعوبات في البلع مع تفاقُم الحالة. وقد يتراكم اللعاب في فمه بسبب بُطء البلع، ما يؤدي إلى سَيَلان اللعاب.
  • مشكلات في مضغ الطعام وتناوله. تؤثر المراحل المتأخرة من مرض باركنسون على عضلات الفم، ما يجعل المضغ صعبًا. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الاختناق وسوء التغذية.
  • اضطرابات النوم ومشكلاته. كثيرًا ما يتعرض المصابون بداء باركنسون لاضطرابات في النوم، تشمل الاستيقاظ بشكل متكرر ليلاً أو الاستيقاظ مبكرًا أو النوم أثناء النهار.

    وقد يصابون أيضًا باضطراب حركة العين السريعة السلوكي النومي، الذي يشير إلى تجسيد الأحلام. ويمكن للأدوية تحسين جودة النوم.

  • اضطرابات المثانة. قد يُسبب داء باركنسون حدوث اضطرابات في المثانة، مثل عدم القدرة على التحكم في البول أو صعوبة التبول.
  • الإمساك. يصاب العديد من مرضى باركنسون بالإمساك، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تباطؤ حركة السبيل الهضمي.

وقد يصابون أيضًا بما يلي:

  • تغيُّرات في ضغط الدم. قد يشعر المرضى بالدوار أو الدوخة عند الوقوف بسبب حدوث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم (نقص ضغط الدم الانتصابي).
  • ضعف حاسة الشم. قد تجد مشكلات في حاسة الشم. وقد تواجه صعوبة في معرفة روائح معينة أو التمييز بين الروائح.
  • الإرهاق. يفقد الكثير من مرضى باركنسون الطاقة ويشعرون بالإرهاق، خاصة في الأوقات المتأخرة من اليوم، ولا يُعرف سبب ذلك دائمًا.
  • الألم. يشعر بعض مرضى باركنسون بالألم في أجزاء محددة من الجسم أو في الجسم كله.
  • الخلل الوظيفي الجنسي. يلاحظ بعض المصابين بداء باركنسون انخفاضًا في الرغبة الجنسية أو الأداء الجنسي.

الوقاية

نظرًا لأن سبب داء باركنسون غير معروف، فلا توجد طرق مثبتة الفعالية للوقاية منه.

أظهرت بعض الأبحاث أن ممارسة التمارين الهوائية بانتظام قد تُقلل من خطر الإصابة بداء باركنسون.

أظهرت بعض الأبحاث الأخرى أن الأشخاص الذين يتناولون الكافيين -الموجود في القهوة والشاي والكولا- يصابون بداء باركنسون بمعدل أقل مقارنةً بغيرهم. ويرتبط الشاي الأخضر أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بداء باركنسون. ومع ذلك، ما تزال قدرة الكافيين على الوقاية من داء باركنسون أو الارتباط بشكل أو بآخر بينهما أمرًا غير معروف. وفي الوقت الحالي، لا يوجد دليل كافٍ يشير إلى أن تناول المشروبات الغنية بالكافيين يقي من داء باركنسون.

التشخيص

لا يوجد في الوقت الحالي فحص معين لتشخيص الإصابة بمرض باركنسون. يشخِّص الحالة طبيب الأعصاب المتخصص في علاج أمراض الجهاز العصبي. ويعتمد تشخيص مرض باركنسون على التاريخ الطبي للحالة ومراجعة الأعراض والفحص العصبي والبدني.

قد ينصح أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية بإجراء فحص معين بالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة، يُطلق عليه فحص ناقلات الدوبامين. ومع أن هذا الفحص قد يساعد على إثبات اشتباه إصابتك بمرض باركنسون، فإن الأعراض التي تظهر عليك ونتائج الفحص العصبي هما ما يحددان التشخيص السليم في النهاية. لا يحتاج معظم المرضى إلى إجراء فحص ناقلات الدوبامين.

وقد يطلب منك فريق الرعاية الصحية إجراء فحوصات مختبرية، مثل اختبارات الدم، لاستبعاد احتمال وجود حالات مَرَضية أخرى قد تكون سببًا في ظهور الأعراض.

ويمكن أيضًا استخدام الفحوصات التصويرية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير الدماغ بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، للمساعدة على استبعاد احتمال وجود اضطرابات أخرى. لكن الفحوص التصويرية هذه لا تساعد تحديدًا في تشخيص الإصابة بمرض باركنسون.

قد يعطيك أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية، بالإضافة إلى فحصك، دواء يحتوي على الكاربيدوبا والليفودوبا (مثل Rytary وSinemet وغيرهما)، وهو أحد أدوية مرض باركنسون. ويجب إعطاء جرعة كافية من الدواء حتى يظهر مفعوله؛ إذ لا يمكن الاعتماد على الجرعات المنخفضة لمدة يوم أو يومين. وسيؤكد التحسُّن الملحوظ في الغالب بعد تناول هذا الدواء على تشخيص إصابتك بمرض باركنسون.

يستغرق تشخيص الإصابة بمرض باركنسون في بعض الأحيان وقتًا طويلاً. وقد يوصي الأطباء بتحديد مواعيد طبية للمتابعة الدورية مع أطباء الأعصاب المدرَّبين على علاج اضطرابات الحركة، لتقييم حالتك والأعراض التي تنتابك بمرور الوقت وتشخيص إصابتك بمرض باركنسون.

ولكن هناك فحص جديد يلوح في الأفق. يدرس الباحثون إمكانية إجراء فحص لمرض باركنسون يمكنه اكتشاف المرض قبل بداية ظهور الأعراض. ويُسمَّى الفحص اختبار تضاعف الحمض النووي لبروتين ألفا سينوكلين. في دراسة أُجريت عام 2023، فحص الباحثون السائل النخاعي لأكثر من ألف شخص للبحث عن تكتُّلات بروتين ألفا سينوكلين. يوجد بروتين ألفا سينوكلين في أجسام ليوي. ويشكِّل تكتلات لا يستطيع الجسم تفكيكها. وتنتشر التكتلات وتدمِّر خلايا الدماغ.

يمثل وجود تكتلات بروتين ألفا سينوكلين مؤشرًا مميِّزًا لمرض باركنسون. ويحدِّد الاختبار المصابين بمرض باركنسون بدقة في 87.7% من المرات. كما أن الاختبار عالي الحساسية في الكشف عن الأشخاص المُعرَّضين لخطر الإصابة بمرض باركنسون.

وكانت دراسة اختبار تضاعف الحمض النووي لبروتين ألفا سينوكلين الأكبر حتى الآن. يقول بعض الباحثين إن الدراسة قد تشكِّل علامة فارِقة في تشخيص مرض باركنسون وأبحاثه وتجاربه السريرية. ولكن ما زال الأمر يتطلب دراسات موسَّعة. وهناك بارقة أمل بين الباحثين تشير إلى احتمال إجراء الاختبار باستخدام عينات الدم بدلاً من السائل النخاعي في المستقبل.

المعالجة

التنبيه العميق للدماغ

ينطوي التحفيز العميق للدماغ على زرع قطب كهربائي بصورة عميقة داخل الدماغ. يتم التحكم في كمية التحفيز التي يوصلها القطب الكهربائي من قِبل جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب يتم وضعه تحت الجلد في صدرك. يتم ربط الجهاز بالقطب الكهربائي من خلال السلك الذي يسير تحت جلدك.

لا يمكن علاج داء باركنسون، ولكن يمكن أن تساعد الأدوية على السيطرة على الأعراض بشكل كبير غالبًا. وقد ينصح الأطباء بالتدخل الجراحي في بعض الحالات الأكثر تقدمًا.

قد يوصي فريق الرعاية الصحية أيضًا ببعض التغييرات في نمط الحياة، وبالأخص ممارسة التمارين الهوائية باستمرار. وفي بعض الحالات، يكون العلاج الطبيعي الذي يركز على التوازن وتمارين الإطالة مهمًّا. يمكن أيضًا الاستعانة باختصاصي في اضطرابات النطق واللغة لتحسين مشكلات النطق.

الإجراءات الجراحية

  • التنبيه العميق للدماغ. في عمليات التحفيز العميق للدماغ، يزرع الجراحون أقطابًا كهربائية في جزء محدَّد من الدماغ. وتتصل هذه الأقطاب الكهربائية بمولد مزروع في الصدر بالقرب من عظم الترقوة. ويرسل المولد نبضات كهربية إلى الدماغ، ما قد يخفف من أعراض داء باركينسون.

    وقد يضبط فريق الرعاية الصحية الإعدادات حسب متطلبات الحالة. تنطوي الجراحة على مخاطر تشمل العدوى أو السكتة الدماغية أو النزف داخل الدماغ. يتعرَّض بعض الأشخاص لمشكلات في استخدام نظام التحفيز العميق للدماغ أو لمضاعفات بسبب عملية التحفيز نفسها. ولذلك قد يحتاج أحد أفراد فريق الرعاية إلى ضبط بعض أجزاء النظام أو استبدالها.

    يُطرح خيار التنبيه العميق للدماغ في أغلب الأحيان لمن هم في مرحلة متقدمة من داء باركينسون واستجاباتهم لدواء ليفودوبا غير مستقرة. ويمكن أن يؤدي التحفيز العميق للدماغ إلى استقرار التقلبات الناجمة عن تأثير الدواء، وتقليل الحركات اللاإرادية، التي تسمى خلل الحركة، أو إيقافها، وتخفيف الرُّعاش، والحد من تيبس العضلات، وتحسين الحركة.

    يتميز التحفيز العميق للدماغ بفاعليته في ضبط الاستجابات المتقلبة لدواء ليفودوبا أو السيطرة على خلل الحركة الذي لا يتحسن بتعديل جرعات الدواء.

    مع ذلك، لا يفيد التحفيز العميق للدماغ في المشكلات التي لا تستجيب للعلاج بدواء ليفودوبا باستثناء الرُّعاش. ويمكن السيطرة على الرُعاش عن طريق التحفيز العميق للدماغ حتى إذا كان غير مستجيب تمامًا لدواء ليفودوبا.

    لا يمنع التحفيز العميق للدماغ داء باركينسون من التطور على الرغم من أنه يعالج أعراض داء باركينسون على نحو مستدام.

العلاجات المتقدمة

التصوير بالموجات فوق الصوتية المركَّزة والموجَّهة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (MRgFUS) من الأساليب العلاجية طفيفة التوغل التي ساعدت بعض الأشخاص المصابين بداء باركنسون على السيطرة على الرُعاش. وفي هذا الإجراء يُوجِّه الأطباء التصوير بالموجات فوق الصوتية من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي إلى المنطقة التي يبدأ عندها الرُعاش في الدماغ. وتكون هذه الموجات بدرجة حرارة مرتفعة للغاية تؤدي إلى حرق المناطق التي تسهم في حدوث الرُعاش.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

ستحتاج إلى التعاون مع فريق الرعاية الصحية تعاونًا وثيقًا لوضع خطة علاجية لداء باركنسون توفر لك أكبر قدر ممكن من تخفيف الأعراض بأقل آثار جانبية ممكنة. يمكن أن تؤدي أدوية معينة إلى تفاقم الأعراض، لذلك يُرجى مناقشة أي أدوية تأخذها في الوقت الحالي مع فريق الرعاية

وقد تساعد أيضًا بعض التغييرات في نمط الحياة في تسهيل التعايش مع داء باركنسون.

نمط غذائي صحي

رغم عدم وجود طعام أو مجموعة من الأطعمة تساعد على علاج داء باركنسون، فإن بعض الأطعمة قد تساعد على تخفيف بعض الأعراض. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب كمية كبيرة من السوائل في منع الإصابة بالإمساك، وهو أمر شائع الحدوث في داء باركنسون.

كما أن النظام الغذائي المتوازن يوفر العناصر المغذية، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، التي قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بداء باركنسون.

المعالجة

التمارين

يمكن أن تزيد ممارسة الرياضة قوة عضلاتك ومرونتها وتوازنها. ويمكن للتمارين الرياضية كذلك تحسين حالتك الصحية العامة وتقليل شعورك بالاكتئاب أو القلق.

قد يقترح فريق الرعاية الصحية الرجوع إلى اختصاصي علاج طبيعي لمعرفة برنامج تمارين رياضية مناسب لحالتك. ويمكنك أيضًا تجربة ممارسة تمارين مثل المشي أو السباحة أو البستنة أو الرقص أو التمارين الرياضية المائية أو تمارين الإطالة.

قد يؤثر مرض باركنسون على شعورك بالاتزان، مما يجعل مشيتك الطبيعية أمرًا صعبًا. وقد تحسِّن التمارين الرياضية توازنك. وقد تفيد المقترحات التالية:

  • حاوِل ألا تتحرك بسرعة كبيرة.
  • حاول أن يضرب كعب قدمك الأرض أولًا عند المشي.
  • وإذا لاحظت أن قدماك تحتكّان بالأرض، فتوقّف وتحقق من صحة وضعية جسمك. والوضعية الأفضل أن تكون واقفًا منتصبًا.
  • انظر أمامك أثناء المشي لا إلى الأسفل مباشرةً.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

تَجنب السقوط

في مراحل المرض المتأخرة، قد تَتعرض للسقوط بسهولة كبيرة. في الواقع، قد تَفقد توازنك بمجرد دفعة أو لكمة بسيطة. قد تُساعد الاقتراحات التالية:

  • انعطف بدلًا من تدوير جسدك فوق قدمك.
  • وزع وزنك بالتساوي على قدميك ولا تنحني.
  • تَجنب حمل أشياء أثناء المشي.
  • تَجنب المشي للخلف.

أنشطة الحياة اليومية

قد يجد المصابون بداء باركنسون أداء الأنشطة الحياتية اليومية مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام والاستحمام والكتابة أمرًا عسيرًا. ويمكن أن يوضح لك اختصاصي العلاج المهني أساليب تجعل أداء المهام اليومية أسهل.

وإذا كانت لديك مشكلة في الكلام، فقد يساعدك اختصاصي علاج النطق في التغلب عليها. تواجه كثير من المصابين بداء باركنسون صعوبات في الكلام مثل بطء الحديث وضعف الصوت، ومشكلات في نطق الحروف الساكنة، والتلعثم، وانخفاض الصوت مع الكلام بنبرة رتيبة غير معبرة بما يكفي، والصمت غير الملائم للموقف. وقد يستطيع اختصاصي علاج النطق مساعدتك على حل هذه المشكلات.

الطب البديل

يمكن أن تساعد العلاجات الداعمة على التخفيف من بعض أعراض داء باركنسون ومضاعفاته، مثل الألم والإرهاق والاكتئاب. وفي حال اتباعها مع العلاجات الخاصة بك، فقد تساهم في تحسين جودة حياتك:

  • التدليك. يمكن للعلاج بالتدليك أن يساهم في تقليل شد العضلات ويعزز من الشعور بالاسترخاء. إلا أن هذا العلاج نادرًا ما يَكون مغطى من التأمين الصحي.
  • التاي تشي. التاي تشي أحد أشكال التمارين الرياضية الصينية القديمة، وهي عبارة عن حركات بطيئة وسلسة يمكن أن تؤدي إلى تحسين المرونة والتوازن وقوة العضلات. قد تساعد رياضة التاي تشي أيضًا على الوقاية من السقوط. هناك عدة أشكال من رياضة التاي تشي تناسب مختلف الفئات العمرية والحالات البدنية.

    وقد أظهرت إحدى الدراسات أن رياضة التاي تشي يمكنها تحسين التوازن لدى المصابين بالحالات الطفيفة والمعتدلة من مرض باركنسون بدرجة أفضل من تمارين الإطالة وتدريبات المقاومة.

  • اليوغا. في رياضة اليوغا، يمكن أن تزيد حركات الإطالة البسيطة وأوضاعها من مرونة جسمك وتوازنه. ويمكنك تعديل معظم الأوضاع بحيث تتناسب مع قدراتك البدنية.
  • تقنية ألكسندر. قد تساهم هذه التقنية - التي تركز على وضعية العضلات والتوازن والتفكير في كيفية استخدام عضلاتك - في تقليل الشد والألم العضليين.
  • التأمل. في التأمل، تفكر بهدوء وتركز ذهنك على فكرة أو صورة معينة. ويمكن أن يساهم التأمل في التخفيف من التوتر والألم ويحسن شعورك بالصحة والعافية.
  • العلاج بالحيوانات الأليفة. يمكن أن يسهم وجود كلب أو قط في زيادة مرونتك وحركتك وتحسين صحتك النفسية.
  • أساليب الاسترخاء. تساعد هذه الممارسات على خفض ضغط دمك، وتقليل سرعة القلب وتحسين التوتر العضلي.

التأقلم والدعم

قد يكون العيش بمرض مزمن أمرًا صعبًا، ومن غير المستبعد أن تشعر بالغضب أو الاكتئاب أو الإحباط في بعض الأوقات. ومن ثمّ، قد يكون داء باركنسون مثيرًا للاستياء بشدة، إذ يصبح المشي والتحدث وحتى تناول الطعام أكثر صعوبة واستهلاكًا للوقت.

لذا فالاكتئاب أمر شائع بين المصابين بداء باركنسون. ولكن قد يساعد أخذ مضادات الاكتئاب على تخفيف أعراضه؛ لذا عليك استشارة فريق الرعاية الصحية في حال استمرار شعورك بالحزن أو اليأس.

ونظرًا لأن الأصدقاء والأقارب هم أقرب الداعمين لك، فمن المفيد بوجه خاص أن يكون الأشخاص الذين هم على علم بما تمر به متفهمين لحالتك. لا تفيد مجموعات الدعم الجميع، لكن مجموعات الدعم قد تكون من المصادر الجيدة لحصول الكثير من المصابين بمرض باركنسون وعائلاتهم على معلومات عملية عن مرض باركنسون.

توفر لك المجموعات أيضًا مكانًا للتعرّف على أشخاص يمرون بمواقف مماثلة ويمكنهم مساعدتك.

قد تفيدك محاولة عدم التخلي عن أنشطتك المعتادة. والهدف من هذا فعل أكبر قدر مما كان بوسعك فعله قبل بدء الإصابة بداء باركنسون. ركّز على حاضرك وحاول الحفاظ على نظرتك الإيجابية.

لمعرفة مجموعات الدعم في مجتمعك، استشر فريق الرعاية الصحية أو اختصاصي اجتماعي معنيّ بداء باركنسون أو أحد أفراد التمريض العاملين في قطاع الصحة العامة المحلية. أو تواصل مع مؤسسة باركنسون أو الجمعية الأمريكية لداء باركنسون.

قد تستفيد أنت وعائلتك أيضًا من استشارة اختصاصي في الصحة العقلية، مثل اختصاصي علم النفس أو اختصاصي اجتماعي متخصص في علاج المصابين بحالات مزمنة.

التحضير للموعد

ستبدأ على الأرجح بزيارة أحد خبراء الرعاية الصحية، وقد يحيلك بعد ذلك إلى طبيب متخصص في علاج اضطرابات الجهاز العصبي، يسمى طبيب الأعصاب.

نظرًا إلى كثرة النقاط التي تنبغي مناقشتها، يُستحسن أن تستعد جيدًا لموعدك الطبي. وإليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد لموعدك الطبي.

ما يمكنك فعله؟

  • دوِّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حدَّدت الموعد الطبي من أجله.
  • دوِّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوطات شديدة تعرضت لها أو تغييرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
  • اكتب قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكمّلات الغذائية التي تتناولها.
  • اطلب من أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك مرافقتك إذا أمكن. ففي بعض الأحيان، قد يكون من الصعب تذكر كل المعلومات المقدمة لك خلال موعدك الطبي. وقد يتذكر من يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها.
  • جهِّز قائمة بالأسئلة التي ترغب في طرحها خلال الموعد الطبي.

سيكون وقتك مع فريق الرعاية الصحية محدودًا؛ لذلك سيساعدك إعداد قائمة بالأسئلة مسبقًا على تحقيق الاستفادة القصوى من زيارتك. ومن الأسئلة الأساسية المطلوب التي يمكنك طرحها عن متلازمة باركنسون:

  • ما أكثر الأسباب احتمالاً لإصابتي بهذه الأعراض؟
  • هل هناك أسباب محتملة أخرى؟
  • ما أنواع الاختبارات التي قد أحتاج إلى إجرائها؟ هل تتطلب هذه الاختبارات أي استعدادات خاصة؟
  • كيف يتطوَّر مرض باركنسون عادةً؟
  • هل سأحتاج في النهاية إلى رعاية طويلة الأمد؟
  • ما العلاجات المتاحة؟ وما العلاج الذي توصيني به؟
  • ما أنواع الآثار الجانبية التي يمكن أن أتوقعها مع العلاج؟
  • إذا لم ينجح العلاج أو توقَّفَت فاعليته، فهل هناك خيارات إضافية متاحة لي؟
  • لديَّ مشكلات صحية أخرى. كيف يُمكِنُني التعامل مع هذه المشاكل معًا بأفضل طريقة مُمكِنة؟
  • هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يمكنني أخذُها معي للمنزل؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصح بزيارتها؟

بالإضافة إلى الأسئلة التي أعددتها مسبقًا لطرحها على فريق الرعاية، لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى قد تطرأ على ذهنك أثناء موعدك الطبي.

ما يمكن أن يقوم به الطبيب

من المرجح أن يطرح عليك فريق الرعاية الصحية عدة أسئلة. وسيوفر استعدادك للإجابة عنها الوقت الكافي لمناقشة أي نقاط تريد قضاء مزيد من الوقت في التحدث عنها. قد تُسأل عما يلي:

  • متى ظهرت عليك الأعراض لأول مرة؟
  • هل الأعراض مستمرة طوال الوقت أم أنها تظهر وتختفي؟
  • هل يوجد أي شيء قد يُحسِّن الأعراض التي تشعر بها؟
  • هل يوجد أي شيء قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض؟
Last Updated: April 5th, 2024