متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية
تعرّف على متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية؛ من حيث كيفية حدوثها بعد قطع القناة المنوية (استئصال الأسهر) وفحوصات تشخيصها وخيارات علاجها.
نظرة عامة
قطع القناة المنوية هو إجراء بسيط يمنع إمداد السائل المنوي بالحيوانات المنوية. وهو أحد الإجراءات الشائعة لتنظيم النسل لدى الرجال، ويتم عن طريق قطع الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية وسدها. ويمتص الجسم الحيوانات المنوية التي لم يعد بإمكانها الوصول إلى السائل المنوي.
ثمة مخاطر منخفضة ترتبط بعملية قطع القناة المنوية، إلا أن بعض الرجال يصابون بمتلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية. تشمل أعراض متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية ألمًا يستمر لمدة ثلاثة أشهر في إحدى الخصيتين أو كلتيهما بعد الإجراء. وقد تتراوح حدة هذا الألم بين ألم عادي أو كليل أو حاد يمكنه التأثير على أنشطة حياتك اليومية. وقد يكون الألم الذي يشعر به بعض الرجال حادًا بما يكفي لجعلهم يطلبون العلاج.
الأعراض
يشيع الشعور بالانزعاج بعد قطع القناة المنوية (استئصال الأسهر)، لكن يشعر الرجال المصابون بمتلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية بألم يبدو أنه لا يتسحن مطلقًا بعد إجراء العملية.
قد تشمل مؤشرات متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية وأعراضها ما يلي:
- الشعور بالألم أو الإيلام عند لمس كيس الصفن
- الشعور بالضغط أو الألم بعد القذف
- وجع مستمر في خصية واحدة أو الخصيتين
- ألم أو إيلام عند لمس موضع قطع القناة المنوية
- تورُّم القناة الصغيرة التي تأخذ شكل الحرف C خلف الخصية والتي يُخزَّن السائل المنوي بها (البربخ).
- الشعور بالألم عند ممارسة العلاقة الحميمية
متى ينبغي زيارة الطبيب
توجَّه إلى الطبيب فورًا إن شعرت بألم أو وجدت تورَّمًا في الخصيتين أو خروج سائل من القضيب أو شعرت بألم عند التبول. وقد يتمكن الطبيب من علاج السبب باستخدام الأدوية أو عن طريق إجراء جراحي بسيط.
بادر بالحصول على العلاج اللازم في الحال، في حالة الشعور بألم شديد في كيس الصفن.
الأسباب
لا تُعرف أسباب مفهومة لمتلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية. فمن بين الأسباب المحتملة ما يلي:
- العدوى. يمكن أن تضر الالتهابات كيس الصفن أو البربخ أو غيرهما من أجزاء الجسم الممتدة بطول القناة التي تحمل الأوعية الدموية والأعصاب المتصلة بالخصية (القناة المنوية).
- انضغاط الأعصاب. قد يسبب تضيق الأعصاب المتصلة بالخصية أعراض متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية.
- الضغط على الظهر. قد تسبب عدم قدرة الحيوانات المنوية على الحركة خلال الأنبوب الناقل لها من كلتي الخصيتين وهو الذي يُقطع خلال إجراء قطع القناة المنوية (استئصال الأسهر) ضغطًا على الظهر.
- النسيج النَّدْبي. قد تتكون أنسجة ندبية (ملتصقة) وتسبب ألمًا.
عوامل الخطورة
لا توجد عوامل خطر معروفة للإصابة بمتلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية. فهي لا ترتبط بأي فئة عمرية محددة، أو حالة اجتماعية واقتصادية، أو عوامل بيئية، أو أي نوع من الإجراءات الخاصة بقطع القناة المنوية.
المضاعفات
قد يسبب الألم الشديد ضغوطًا عاطفية ونفسية للرجال المصابين بمتلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية إذا تُرِك دون علاج. علاوة على ذلك، قد يؤثر استمرار الألم على جودة حياة الرجال المصابين بهذه المتلازمة.
قد يعجز الرجال عن المشاركة في الأنشطة البدنية الطبيعية، ويواجهون صعوبات في أداء مهامهم أعمالهم. ويمكن أن يسبب الألم أيضًا إحجامهم عن العلاقة الجنسية.
التشخيص
سيُجري الطبيب فحصًا بدنيًا دقيقًا للكشف عن وجود إيلام عند لمس الخصيتين والبربخ أو وجود تورّم فيهم. سيبحث الطبيب أيضًا عن وجود ندبة نسيجية على شكل كرة صغيرة في موضع قطع القناة المنوية (الورم الحبيبي النطافي)
من الضروري استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لآلام الخصية. وتشمل الفحوص التي قد يُوصي بها الطبيب ما يلي:
- فحوص العَدوى المنقولة جنسيًّا. يُدخل الطبيب مسحة رفيعة في طرف القضيب للحصول على عينة من إفرازات الإحليل. ثم تُحلل العينة في المختبر للكشف عن وجود أية عدوى منقولة جنسيًا مثل السيلان وداء المتدثرة.
- تحاليل البول والدم. تُحلَّل عينات من البول والدم للكشف عن وجود عدوى أو أي شيء آخر غير طبيعي.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية. هذا الفحص هو إحدى طرق التصوير التي تستخدم موجات صوتية عالية التردد لتصوير الأجزاء الداخلية من الجسم. ويمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لاستبعاد حالة التفاف الخصية التي تلوي معها الحبل المنوي الذي ينقل الدم إلى كيس الصفن (التواء الخصية)، والتكيس الذي يصيب البربخ (الخراج المنوي)، وحالات العدوى التي تصيب الخصية أو البربخ، أو الفتق.
- التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسيًا قويًا وموجات راديو لتكوين صور تفصيلية للأجزاء الداخلية من الجسم. وقد يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة العمود الفقري أو الوركين لدى الرجال الذين لديهم تاريخ مرضي مع مشكلات الظهر أو الورك لاستبعاد حالة انضغاط الأعصاب.
المعالجة
يعتمد علاج متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية على الأعراض وشدة الألم.
الأدوية
- المسكنات. قد تساعد مضادات الالتهابات مثل الأيبوبروفين (Advil وMotrin IB، وغيرهما) على تخفيف الألم والتورم. يمكن للرجال الذين يحدث لديهم ألم قبل القذف أو بعده أن يأخذوا هذه الأدوية قبل الجماع. ويمكن أيضًا أخذ المسكنات التي تُصرف بوصفة طبية لتخفيف الألم.
- أدوية أخرى. إذا لم تساعد مضادات الالتهابات في علاج الحالة في غضون أربعة أسابيع، فقد يقترح الطبيب أخذ مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات أو مضادًّا للتشنج. فهذه الأدوية من شأنها تخفيف ألم الأعصاب، ورغم ذلك لم تُدرس بكثافة على الرجال المصابين بمتلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية.
طرق العلاج
- ملابس داخلية داعمة. يمكن لارتداء حزام واق للخصيتين أو سروال داخلي ضاغط أن يساعد في تخفيف ألم الخصيتين.
- التبريد أو التدفئة. قد يساعد استخدام كمادات باردة أو وسادات دافئة في تخفيف الألم. ويمكن للجلوس في حمام دافئ أيضًا أن يكون مفيدًا خلال نوبات الألم.
- العلاج الطبيعي. يمكن للرجال الذين يشعرون بألم في منطقة الحوض أو ألم عند التبول أن يستفيدوا من العلاج الطبيعي على القاع الحوضي لمعرفة كيفية إرخاء عضلات محددة في الحوض.
- إحصار العصب. قد يقترح الطبيب اللجوء إلى إحصار العصب الذي يتضمن استخدام دواء مخدر لاستهداف العصب الذي يمتد إلى الخصيتين. ولكن هذا لا يخفف الشعور بالانزعاج سوى لفترة مؤقتة على الأرجح. وغالبًا ما يعود الألم بعدما ينتهي مفعول الدواء المخدر.
الجراحة
- استئصال الورم الحبيبي الناتج عن تسرب الحيوانات المنوية. يتكون لدى بعض الرجال كرة صغيرة من الأنسجة الندبية على الأسهر دون الشعور بأي ألم في أي جزء آخر من كيس الصفن. وقد يشعر هؤلاء الرجال بالراحة ويزول الألم لديهم بعد إزالة هذه الأنسجة الندبية جراحيًا.
- بتر عصب الحبل المنوي بالجراحة المجهرية يفصل الجرّاح في هذه العملية الجراحية الأعصاب والأوردة المؤدية إلى الخصية عن الأجزاء الأخرى من الحبل المنوي لتقليل إشارات الألم أو إيقافها. ويبدو أن عملية بتر عصب الحبل المنوي بالجراحة المجهرية أكثر فعالية لدى الرجال الذين يشعرون براحة مؤقتة من انسداد الحبل المنوي. كما أنها تساهم حال نجاحها في تحسين نوعية حياتهم بشكل كبير قد تشمل المضاعفات الألم المستمر أو المتفاقم وزيادة تراكم السوائل في الغمد المحيط بالخصية ما يسبب تورمًا في كيس الصفن (القيلة المائية) وضمور الخصية.
- استئصال البربخ. بالنسبة للرجال الذين يشعرون بألم في البربخ، قد تؤدي إزالة البنية على شكل حرف C التي تخزّن الحيوانات المنوية خلف الخصية إلى تخفيف الألم. ويبدو أن الإجراء الجراحي أكثر فعالية في تخفيف الألم لدى الرجال المصابين بكيسة أو ورم حبيبي أو كتلة في البربخ.
- إعادة وصل القناة المنوية (المفاغرة الأسهرية). ستؤدي إعادة وصل القناة المنوية إلى استعادة دفق الحيوانات المنوية إلى السائل المنوي، وربما استعادة الخصوبة. ويخفف هذا الإجراء من الألم والضغط المصاحبين للقذف. وإجراء إعادة وصل القناة المنوية أكثر فعالية من عملية بتر عصب الحبل المنوي بالجراحة المجهرية في تخفيف الألم بالنسبة إلى بعض الرجال.
- استئصال الخصيتين. يتم اللجوء لاستئصال الخصيتين كحل أخير بالنسبة للرجال الذين لا يستجيبون للعلاجات الأكثر تحفظًا. ويشعر الرجال أحيانًا بألم الطرف الوهمي في موضع الخصية حتى بعد استئصالها.
الطب البديل
لا يُعرف الكثير عن الطب البديل لعلاج متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية.
قد يفكر الطبيب المتابع للحالة في استخدام العلاج بالوخز بالإبر، سواء وحده أو مع الأدوية. على الرغم من عدم وجود تجارب سريرية تثبت فعالية الوخز بالإبر في علاج متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية، يعتبر الوخز بالإبر إجراء غير باضع وآمنًا للرجال ممن شُخِّصت حالتهم مؤخرًا بالإصابة بهذه المتلازمة.
التحضير للموعد
ما يمكنك فعله
عند تحديد الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك ما يجب فعله قبل الموعد، مثل الصيام قبل إجراء فحص معين. جهِّزْ قائمة بما يلي:
- الأعراض التي تشعر بها، وتشمل تلكَ التي قد تبدو غير مرتبطة بسبب حجزك للموعد الطبي
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك مصادر التوتر الشديد والتغيرات الحياتية التي حدثت لك مؤخرًا والتاريخ المرضي للعائلة
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها، مع تحديد جرعاتها
- الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك
اصطحب معك أحد الأقارب أو الأصدقاء إن أمكن لمساعدتك على تذكُّر المعلومات التي تُقدَّم لك.
من الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها عن متلازمة ألم ما بعد قطع القناة المنوية:
- ما السبب المرجح لظهور أعراضي؟
- بخلاف السبب الأكثر احتمالًا، ما الأسباب المحتملة الأخرى لظهور أعراضي؟
- ما الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل من المرجح أن تكون حالتي مؤقتة أم مزمنة؟
- ما أفضل إجراء يمكن اتخاذه؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأولية التي تقترحها؟
- لديَّ مشكلات صحية أخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
- هل هناك أي قيود يجب عليَّ اتّباعها؟
- هل يجب أن أراجِع اختصاصيًّا؟
- هل هناك أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
لا تتردد في طرح أسئلة أخرى.
ما الذي تتوقعه من الطبيب
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة، مثل:
- متى بدأت الأعراض في الظهور؟
- هل أعراضك مستمرَّة أم عرضية؟
- ما مدى شِدَّة أعراضك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد حدة أعراضك، إن وُجد؟
ما يمكنك فعله في الوقت الحالي
تجنب فعل أي شيء يبدو أنه يسبب تفاقم المؤشرات والأعراض.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use