الاضطراب الفصامي العاطفي
يشمل هذا الاضطراب في الصحة العقلية أعراض الفصام، مثل الهلاوس أو الأوهام، أعراض الاضطراب المزاجي، كالاكتئاب أو الهوس.
نظرة عامة
الاضطراب الفُصامي العاطفي هو اضطراب صحة عقلية يتّسم بتركيبة من أعراض الفُصام مثل الهلاوس والتوّهُمات، وأعراض اضطراب المزاج مثل الاكتئاب والهَوَس.
ويوجد نوعان للاضطراب الفُصامي العاطفي يشتملان كلاهما على بعض أعراض الفُصام، وهُما:
- النوع ثنائي القُطب، وهو النوع الذي يشتمل على نَوبات هَوَس وأحيانًا نَوبات اكتئاب كبيرة
- النوع الاكتئابي، وهو النوع الذي يقتصر على نوبات اكتئاب كبيرة
وقد يسلك الاضطراب الفُصامي العاطفي مسلكًا فريدًا لدى كل شخص مُصاب.
وقد يؤدي عدم علاج الاضطراب الفُصامي العاطفي إلى مشكلات في الأداء في العمل أو في المدرسة أو في المواقف الاجتماعية مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة وصعوبة تولّي وظيفة أو حضور المدرسة. وقد يحتاج المُصابون بالاضطراب الفُصامي العاطفي إلى المساعدة والدعم لأداء المهام اليومية. ويمكن أن يساعد العلاج في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.
الأعراض
قد تختلف أعراض اضطراب الفصام العاطفي من شخص لآخر. يعاني المصاب فيه من أعراض نفسية، مثل الهلوسة أو التوهم، بالإضافة إلى أعراض الاضطراب المزاجي، سواء من النوع ثنائي القطب (ويتضمن نوبات من الهوس واحيانًا اكتئاب) أو النوع الاكتئابي (ويتضمن نوبات الاكتئاب فقط).
وبالرغم من اختلاف تطور ومسار اضطراب الفصام العاطفي، فإن السمات المميزة له تتضمن نوبات من الاضطراب المزاجي الشديد (مثل الاكتئاب أو الهوس) وأعراضًا نفسية تستغرق مدة أسبوعين على الأقل في حالة عدم ظهور عرض نوبة الاضطراب المزاجي الشديد.
تعتمد مؤشرات مرض الاضطراب الفصامي العاطفي وأعراضه على النوع — سواء من النوع ثنائي القطب أم الاكتئابي — وقد تتضمن:
- التوهّم — وجود معتقدات خاطئة وثابتة، بالرغم من وجود أدلة تثبت العكس
- الهلوسة، مثل سماع الأصوات أو رؤية أشياء ليست موجودة
- خللًا في التواصل والكلام، مثل الكلام غير المسترسل
- السلوك الغريب أو غير المعتاد
- أعراض الاكتئاب، مثل الشعور بالفراغ أو الحزن أو انعدام القيمة
- فترات من المزاج الجنوني (الهوس) مع زيادة مفاجئة في الطاقة والأرق لعدة أيام، والتصرف على غير الطبيعة
- ضعف الأداء المهني والدراسي والاجتماعي
- تتضمن مشاكل إدارة الرعاية الشخصية النظافة والمظهر الجسدي
متى تزور الطبيب
إذا ظننت أن شخصًا تعرفه قد تكون لديه أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي، فتحدث إليه عن مخاوفك. رغم أنك لا تستطيع أن ترغم شخصًا على طلب المساعدة المتخصصة، فإنه يمكنك أن تقدم له التشجيع والدعم، وأن تساعده في العثور على طبيب مؤهل أو اختصاصي صحة عقلية.
إذا كان شخص عزيز عليك لا يستطيع أن يوفر لنفسه الطعام، أو الملبس، أو المأوى، فقد تحتاج للاتصال بالرقم 911 أو بمسعفي طوارئ آخرين لطلب المساعدة، حتى يتوفر لهذا الشخص الخضوع للتقييم على يد اختصاصي صحة عقلية.
الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
قد يُجرى حديث عن الانتحار أو السلوك الانتحاري لشخص لديه اضطراب انفصام الشخصية. إذا كان لديك شخص عزيز عليك عرضة لخطر محاولة الانتحار أو قام بمحاولة انتحار، فتأكد من بقاء شخص ما مع هذا الشخص. اتصل على الفور برقم الطوارئ 911 أو رقم الطوارئ المحلي. أو في حال ظننتَ أنك قادر على اصطحاب هذا الشخص بأمان إلى أقرب مستشفى مزوَّدة بغرفة طوارئ، فافعل ذلك.
الأسباب
إن أسباب حدوث الاضطراب الفصاميِّ الوجدانيِّ ما زالت قيد البحث، ولكن من المرجح أن أحدها هو العامل الوراثي.
عوامل الخطورة
تتضمَّن العوامل التي تَزيد من خطورة الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي ما يلي:
- وجود أحد أقاربك بالولادة -مثل أحد والديكَ أو أحد إخوتكَ- مصاب بالاضطراب الفصامي العاطفي أو الفُصَام أو الاضطراب ثنائي القطب
- الأحداث المُسبِّبة للتوتُّر التي قد تتسبَّب في ظهور الأعراض
- تَعَاطِي مُخدِّرات أو عقاقير مُغيِّرة للمِزاج، والتي بدورها تُؤدِّي إلى تفاقم الأعراض حالَ وجود اضطرابٍ كامن
المضاعفات
الأشخاص المصابون بالاضطراب الفصامي العاطفي مُعرَّضون لخطر متزايد من:
- الانتحار أو محاولات الانتحار أو الأفكار الانتحارية
- العزلة الاجتماعية
- صراعات أسرية وفيما بين الأشخاص
- البطالة
- اضطرابات القلق
- مشكلات مُتعلِّقة بتناوُل المشروبات الكحولية أو تَعَاطِي المواد المُخدِّرة
- مشكلات صحية كبيرة
- الفقر والتشرد
التشخيص
يتضمن تشخيص الاضطراب الفصامي استبعاد اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، حتى نتأكد أن الأعراض ليست نتيجة استخدام الأدوية أو الأدوية المخدرة أو نتيجة حالة طبية ما. ويشمل تأكيد تشخيص الاضطراب الفصامي:
- الفحص البدني. إذ قد يساعد ذلك في استبعاد المشكلات الأخرى التي يمكن أن تسبِّب الأعراض، وللتحقق أيضًا من أي مضاعفات ذات صلة.
- الاختبارات والفحوصات ويشمل ذلك الاختبارات التي تساعد في استبعاد الحالات ذات الأعراض المماثلة، وفحص الكحول والمخدرات، وفي بعض الحالات، قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحوصات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية.
- التقييم النفسي يفحص الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية من خلال مراقبة المظهر والسلوك والسؤال ويبحث عن الأفكار والحالات المزاجية والأوهام والهلوسة وتعاطي المخدرات والميول الانتحارية، ويشمل ذلك أيضًا مناقشة الأسرة والسؤال عن تاريخ السلوك الشخصي.
- معايير التشخيص الاضطِراب الوجدانيِّ الفُصاميّ. قد يستخدم طبيبكَ أو اختصاصي الصحة العقلية المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5، الذي نشرته الرابطة الأمريكية للطب النفسي (American Psychiatric Association.).
المعالجة
يستجيب مرضى الاضطراب الفصامي العاطفي عامةً على الوجه الأفضل عند الجمع بين الأدوية، والعلاج النفسي، والتدريب على مهارات الحياة. ويتنوع العلاج بناءً على نوع الأعراض وشدتها، وما إذا كان الاضطراب اكتئابي أو ثنائي القطب من حيث النوع. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة للعلاج بالمستشفى. ويمكن للعلاج طويل الأجل أن يساعد على السيطرة على الأعراض.
الأدوية
بوجه عام، يصف الأطباء أدوية للاضطراب الفصامي العاطفي لتخفيف الأعراض الذهانية واستقرار المزاج وعلاج الاكتئاب. قد تتضمن هذه الأدوية ما يلي:
- مضادات الذهان. الدواء الوحيد الذي اعتمدته إدارة الغذاء والدواء بوجه خاص لعلاج الاضطراب الفصامي العاطفي هو دواء مضاد للذهان باليبيريدون (Invega). ومع ذلك، قد يصف الأطباء مضادات ذهان أخرى للمساعدة في السيطرة على الأعراض الذهانية، مثل الهلاوس والضلالات.
- عقاقير مُثبتة للحالة المزاجية. عندما يكون الاضطراب الفصامي العاطفي من النوع ثنائي القطب، يمكن لمثبتات المزاج أن تساعد في تحقيق التوازن بين المستويات المرتفعة للهوس والمستويات المنخفضة للاكتئاب.
- مضادات الاكتئاب. عندما يكون الاكتئاب هو اضطراب مزاجي كامن، يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب في إدارة مشاعر الحزن أو اليأس أو صعوبة النوم والتركيز.
العلاج النفسي
بالإضافة إلى الأدوية، قد يساعد العلاج النفسي، الذي يسمى أيضًا العلاج الحديث. قد يشمل العلاج النفسي ما يلي:
- العلاج الشخصي. قد يساعد العلاج النفسي في تطبيع أنماط التفكير وتقليص الأعراض. يمكن أن يساعد بناء علاقة ثقة في العلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فصامي عاطفي على فهم حالتهم بشكل أفضل وتعلم كيفية إدارة الأعراض. تركز الجلسات الفعالة على خُطَط الحياة الحقيقية والمشاكل والعلاقات وإستراتيجيات المواجهة.
- العلاج الأسري أو الجماعي. يمكن أن يكون العلاج أكثر فاعلية عندما يتمكن الأشخاص المصابون باضطراب الفصام من مناقشة مشاكل حياتهم الحقيقية مع الآخرين. يمكن أيضًا أن تساعد تهيئة المجموعة المساندة على تقليل العُزلة الاجتماعية، وتوفير فحص واقعي أثناء فترات الذِّهان، وزيادة الاستخدام المناسب للأدوية وتطوير مهارات اجتماعية أفضل.
تدريب المهارات الحياتية
قد يساعد تعلم المهارات الاجتماعية والمهنية على التقليل من العزلة وتحسين نوعية الحياة.
- تدريب المهارات الاجتماعية. يلقي هذا بالضوء على تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي وتعزيز القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية. يمكن ممارسة مهارات وسلوكيات جديدة خاصة ببيئات مثل المنزل أو مكان العمل.
- إعادة التأهيل المهني والتوظيف المدعوم. يلقي ذلك بالضوء على مساعدة الأشخاص ممن يعانون اضطراب انفصام العواطف لإعدادهم للوظائف وإيجادها والاستمرار بها.
دخول المستشفى
خلال فترات الأزمات أو عند حدوث أعراض شديدة، قد يكون دخول المستشفى ضروريًّا لتأكيد السلامة، والتغذية السليمة، والنوم الجيِّد، والعناية الشخصية الأساسية.
العلاج بالصدمة الكهربائية
بالنسبة للبالغين الذين يعانون اضطرابًا فصاميًا عاطفيًا ولا يستجيبون إلى العلاج النفسي أو الأدوية، فقد يتم النظر في استخدام العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT).
التأقلم والدعم
إن الاضطراب الفصامي العاطفي يقتضي علاجًا ودعمًا متواصلين. يُمكن للمرضى المصابين بالاضطراب الفصامي العاطفي الاستفادة من:
- التثقيف بشأن الاضطراب. قد يُساعد التثقيف بشأن الاضطراب الفصامي العاطفي المرْضَى على الالتزام بخطة العلاج. يُمكن للتثقيف أيضًا أن يُساعد الأصدقاء والعائلة على فَهْم الاضطراب الفصامي العاطفي، ومن ثمَّ يكونون أكثر تعاطُفًا مع مريضهم.
- وجوب الانتباه لمُؤشِّرات المرض التحذيرية. حَدِّد الأشياء التي ربما تُحَفِّز ظهور الأعراض أو قد تتعارض مع قيامكَ بالأنشطة اليومية أو تُعيقها. ضَعْ خُطة لما يجب فِعْله إذا ما عادت الأعراض للظهور مرة أخرى. اتصِلْ بطبيبكَ أو بمن يُعالجكَ إذا استلزَم الأمر لمنع الوضع من التدهوُر.
- انضمَّ إلى إحدى مجموعات الدعم. تستطيع مجموعات الدعم المساعدة في إقامة علاقات مع الآخرين؛ لمواجهة التحدِّيات المشابهة. إن مجموعات الدعم قد تُساعد أيضًا العائلة والأصدقاء في مواجهة التحدِّيات.
- طَلَب المساعدة من الخِدْمات الاجتماعية. وهذه الخِدْمات عندها القدرة على المساعدة في السكن الميسور التكلفة والانتقالات والأنشطة اليومية.
أيضًا تجنَّبْ تعاطِيَ المُخدِّرات الترفيهية والتبغ والكحول. فهي يُمكن أن تَزيد من تدهوُر أعراض الفصام العاطفي أو تُعيق تأثير الأدوية المُعالِجة. وعند الضرورة، احصُلْ على العلاج المناسب لمشكلة تعاطي مواد الإدمان.
التحضير للموعد
إذا اعتقدت أنك مصاب باضطراب فصامي عاطفي أو أن شخص عزيز عليك قد يكون مصابًا به، فعليك اتخاذ الخطوات اللازمة للتحضير للموعد، سواء كان ذلك مع طبيب الرعاية الأولية أو أخصائي الصحة النفسية، مثل طبيب نفسي.
إذا كان الموعد لأحد الأقارب أو الأصدقاء، فاعرض عليه الذهاب معه. سوف يساعدك تلقي المعلومات بشكلٍ مباشر على معرفة ما تواجهه وكيفية مساعدة الشخص العزيز عليك.
ما يمكنك فعله
للاستعداد لموعدك الطبي، ضع قائمة بكلٍّ من:
- أي أعراض قد لاحظتها، وتشمل أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بالسبب الذي حدَّدت من أجله الموعد الطبي
- المعلومات الشخصية الأساسية، وتشمل أي تاريخ عائلي لاضطرابات الصحة العقلية أو أي توتر زائد أو تغييرات حديثة في الحياة
- جميع الأدوية التي تتناولها، الفيتامينات، والمستحضرات العشبية، وأي مكمِّلات غذائية أخرى وجرعاتها
- أسئلة يجب طرحها على طبيبك لمساعدتك على الاستفادة لأقصى درجة من موعدك معه
تتضمَّن بعض الأسئلة الأساسية التي توَد طرحها ما يلي:
- ما السبب الأرجح لهذه الأعراض؟
- هل هناك أي أسباب محتمَلة أخرى؟
- كيف ستحدِّد التشخيص؟
- هل حالتي مؤقتة أم طويلة المدى؟
- ما العلاجات التي تنصحني بها؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأوَّليَّة التي تقترحها؟
- ما هي الآثار الجانبية للدواء الذي تصفه؟
- هل هناك أي منشورات أو مواد مطبوعة أخرى يُمكِنني الحصول عليها؟
- ما المواقع الإلكترونية التي تُوصِي بالاطلاع عليها؟
لا تتردَّد في طرح أي أسئلة أخرى خلال موعدك الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يسأل الطبيب عدة أسئلة، مثل:
- ما هى الأعراض التي لاحظتها؟
- متى بدأت ملاحظة الأعراض؟
- هل أعراضك مستمرة أم عرضية؟
- هل فكرت في الانتحار أو حاولت ارتكابه؟
- كيف تؤدي مهامك اليومية — هل تقوم بتناول الأطعمة والاستحمام والذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الأنشطة الاجتماعية بانتظام؟
- هل أعرب أصدقاؤك أو أفراد أسرتك الآخرون عن قلقهم بشأن سلوكك؟
- هل تم تشخيصك بإصابتك بأي أمراض أخرى؟
- هل تم تشخيص إصابة أي فرد آخر في عائلتك بالمرض النفسي؟
كن مستعدًا للإجابة على هذه الأسئلة وبذلك سيتوفر لك المزيد من الوقت للتطرق إلى أي نقاط تريد التركيز عليها.
© 2024-1998 مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي (MFMER). جميع الحقوق محفوظة.
Terms of Use