Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202410 d_31; ct_50

داء السكري من النوع الأول

تعرف على أعراض وأسباب وعلاج هذه الحالة المزمنة التي ينتج فيها البنكرياس القليل من الأنسولين أو لا ينتجه على الإطلاق.

نظرة عامة

داء السكري من النوع الأول، والذي كان يُعرَف في السابق بداء سكري اليافعين أو داء السكري المعتمد على الأنسولين، هو حالة مزمنة، ينتج فيها البنكرياس كمية صغيرة من الأنسولين. الأنسولين هو هرمون يستخدمه الجسم للسماح للسكر (الغلوكوز) بدخول الخلايا لإنتاج الطاقة.

وقد تؤدي عوامل مختلفة، منها الخصائص الوراثية وبعض الفيروسات، إلى الإصابة بداء السكري من النوع الأول. ورغم أن داء السكري من النوع الأول يظهر عادةً في الطفولة أو المراهقة، لكنه قد يصيب البالغين أيضًا.

وبعد إجراء الكثير من الأبحاث، لم نتوصل إلى علاج نهائي لداء السكري من النوع الأول. ويركز العلاج على التحكم في كمية السكر في الدم باستخدام الأنسولين والنظام الغذائي واتباع نمط حياة صحي لمنع حدوث مضاعفات.

الأعراض

يمكن أن تظهر أعراض داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال بصورة مفاجِئَة، وقد تتضمن ما يلي:

  • الشعور بالعطش أكثر من المعتاد
  • كثرة التبول
  • التبوُّل في الفراش بالنسبة للأطفال الذين لم تكُن عادتهم التبول في الفراش ليلاً
  • الشعور بالجوع الشديد
  • فقدان الوزن دون تعمد
  • سرعة الغضب والانفعال أو ظهور تغيرات مزاجية أخرى
  • الشعور بالتعب والضعف
  • ضبابية الرؤية

متى تجب زيارة الطبيب؟

ينبغي استشارة الطبيب إذا لاحظت ظهور أي من الأعراض السابقة لديك أو لدى طفلك.

الأسباب

لا يُعرف السبب الدقيق للإصابة بداء السكري من النوع الأول. عادةً ما يدمر جهاز المناعة بالجسم -الذي يكافح الفيروسات والبكتريا الضارة بصورة طبيعية- الخلايا المنتِجة للأنسولين (الخلايا الجزيرية) في البنكرياس. تشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:

  • الخصائص الوراثية
  • التعرض للفيروسات والعوامل البيئية الأخرى

دور الأنسولين

بمجرد تدمير عدد كبير من الخلايا الجزيرية، ستقل كمية الأنسولين التي يفرزها الجسم أو ينقطع تمامًا. الأنسولين هو هرمون تُفرزه غدة توجد خلف المعدة وأسفلها (البنكرياس).

  • ويُطلق البنكرياس الأنسولين في مجرى الدم.
  • ثم ينتقل الأنسولين عبر الجسم، ما يسمح للسكر بدخول الخلايا.
  • يُقلِّل الأنسولين نسبة السكر الموجودة في مجرى الدم.
  • وعندما ينخفض مستوى السكر في الدم، يُفرز البنكرياس كمية أقل من الأنسولين في مجرى الدم.

دور الغلوكوز

الغلوكوز، أو السكر، هو مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا التي تتكون منها العضلات والأنسجة الأخرى بالجسم.

  • يأتي الغلوكوز من مصدرين رئيسيين: الطعام والكبد.
  • حيث يُمتَّص السكر في مجرى الدم، ومنه يدخل الخلايا بمساعدة الأنسولين.
  • وتخزِّن الكبد الغلوكوز في شكل غليكوجين.
  • وفي حال انخفاض مستويات الغلوكوز، مثلما يحدث عند عدم تتناول الطعام لفترة طويلة، تحلل الكبد الغليكوجين المُخزَّن إلى غلوكوز. وهذا يحافظ على مستوى الغلوكوز ضمن النطاق الطبيعي.

أما في حالة السكري من النوع الأول، فلا يوجد أنسولين يسمح بنفاذ الغلوكوز إلى الخلايا. ونتيجة لذلك، يتراكم السكر في مجرى الدم. وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات تهدد الحياة.

عوامل الخطورة

من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الأول ما يلي:

  • التاريخ العائلي المرضي. تزيد نسبة خطورة الإصابة بهذه الحالة قليلًا لدى أي شخص لديه والد أو أشقاء مصابون بداء السكري من النوع الأول.
  • الخصائص الوراثية. يزيد وجود بعض الخصائص الوراثية من مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الأول.
  • المنطقة الجغرافية. يزيد عدد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول عندما تبتعد عن خط الاستواء.
  • العمر. يمكن أن يظهر داء السكري من النوع الأول في أي عمر، لكنه يظهر على فترتي ذروة واضحتين. تظهر فترة الذروة الأولى لدى الأطفال بين 4 و 7 أعوام. فيما تظهر فترة الذروة الثانية لدى الأطفال بين 10 و 14 عامًا.

المضاعفات

تؤثر مضاعفات مرض السكري من النوع الأول على الأعضاء الرئيسية في الجسم مثل القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكليتين. لذلك فإن الحفاظ على المعدل الطبيعي لمستوى السكر في الدم يمكنه تقليل فرص الإصابة بالعديد من المضاعفات

التي قد تسبب إعاقات أو حتى تهدد الحياة.

  • مرض القلب والأوعية الدموية. يزيد مرض السكري من احتمال الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض الشريان التاجي المصحوب بألم في الصدر (الذبحة)، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وتضيُّق الشرايين (تصلُّب الشرايين)، وارتفاع ضغط الدم.
  • تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي). تضر نسبة السكر الزائدة في الدم جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب، وخاصة في الساقين. وقد يسبب ذلك الشعور بوخز أو خدر أو حُرقة أو ألم. ويبدأ ذلك عادةً في أطراف أصابع القدم أو أصابع اليدين وينتشر تدريجيًّا إلى أعلى. قد يؤدي عدم التحكم الجيد في مستوى السكر في الدم إلى فقدان الإحساس تمامًا في الأطراف المصابة بمرور الوقت.

    يمكن أن يؤدي الضرر الذي يلحق بالأعصاب التي تؤثر على السبيل المَعدي المَعوي إلى الغثيان أو القيء أو الإسهال أو الإمساك. وقد يسبب ذلك أيضًا ضعف الانتصاب عند الرجال.

  • تلف الكلى (الاعتلال الكلوي). تحتوي الكلى على ملايين الأوعية الدموية التي تمنع دخول الفضلات لمجرى الدم. وقد يُلحق السكري الضرر بهذا الجهاز. ويمكن أن ينتج عن الضرر الشديد الإصابة بالفشل الكلوي أو الداء الكلوي الغير قابل للعلاج في مرحلته النهائية، الذي يستلزم علاجه استخدام التنقية الميكانيكية (غسيل الكلى) أو زراعة الكلى.
  • تَلَف العين. قد يُتلف داء السكري الأوعية الدموية الموجودة في شبكية العين (الجزء الذي يستشعر الضوء)، وهي الحالة التي يُطلق عليها اعتلال الشبكية السكري، ما قد يُؤدي في نهاية الأمر إلى الإصابة بالعمى. يزيد داء السكري احتمال الإصابة بحالات مرَضية خطيرة أخرى متعلقة بالرؤية، مثل إعتام عدسة العين والمياه الزرقاء.
  • تلف القدم. يزيد تلف الأعصاب في القدم أو ضعف تدفق الدم إلى القدم من احتمال الإصابة ببعض المضاعفات في القدمين. فقد تتحول الجروح أو البثور إلى أنواع خطيرة من العدوى إذا تُركت دون علاج. وربما يحتاج علاج هذه العدوى استئصال (بتر) أحد أصابع القدم أو القدم أو الساق.
  • أمراض الجلد والفم. يمكن أن يجعلك مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بعدوى في الجلد والفم، بما في ذلك العدوى البكتيرية والفطرية. ويزداد احتمال الإصابة بأمراض اللثة وجفاف الفم.
  • مضاعفات أثناء الحمل. يهدد ارتفاع مستويات السكر في الدم حياة الأم والجنين. ويرتفع احتمال حدوث الإجهاض التلقائي وولادة جنين ميت والعيوب الخِلقية في حال عدم السيطرة على السكري سيطرة جيدة. أما الحامل، فيجعلها مرض السكري أكثر عرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري، ومشكلات العين السكرية (اعتلال الشبكية السكري)، وارتفاع ضغط الدم الحملي، وتسمم الحمل.

الوقاية

لا توجد طريقة معروفة للوقاية من مرض السكري من النوع الأول. إلا أن الباحثين يعملون على اكتشاف طرق للوقاية من المرض أو منع حدوث مزيد من التلف في الخلايا الجزيرية لدى الأشخاص المُشخَّص إصابتهم حديثًا.

اسأل طبيبك عما إذا كنت مؤهلاً للمشاركة في واحدة من تلك التجارب السريرية. فمن المهم الموازنة بعناية بين المخاطر والمنافع المحتملة لأي من العلاجات المتاحة خلال التجربة.

التشخيص

تشمل الاختبارات التشخيصية ما يلي:

  • اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C). يوضِّح اختبار الدم هذا متوسط مستوى سكر الدم لديك خلال فترة تتراوح بين الشهرين والثلاثة أشهر الأخيرة. حيث يقيس كمية سكر الدم المرتبط بالبروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء (الهيموغلوبين). فكلما زادت مستويات سكر الدم، زاد الهيموغلوبين المرتبط بالسكر. ويشير ظهور مستوى الهيموغلوبين السكري بنسبة 6.5 % أو أكثر في اختبارين منفصلين إلى إصابتك بمرض السكري.

وفي حال عدم توفر اختبار الهيموغلوبين السكري، أو إذا كانت نتيجة هذا الاختبار غير دقيقة في بعض الحالات، مثل الحَمل أو نوع غير شائع من الهيموغلوبين (متغير الهيموغلوبين)، فقد يستخدم الطبيب الاختبارات التالية:

  • اختبار سكر الدم العشوائي. ستُؤخَذ عينة دم في وقت عشوائي، ويمكن تأكيدها عبر إجراء اختبارات إضافية. وتظهر قِيَم السكر في الدم بوحدة ملليغرام لكل ديسي لتر (ملغم/دل) أو ملليمول لكل لتر (ملليمول/لتر). وبغض النظر عن آخر مرة تناولتَ فيها الطعام، يشير مستوى سكر الدم العشوائي الذي يبلغ 200 ملغم/دل (11.1 ملليمول/لتر) أو أكثر إلى الإصابة بمرض السكري.
  • اختبار سكر الدم أثناء الصيام. ستؤخَّذ منك عينة دم بعد التوقف عن الأكل (الصيام) أثناء الليل. ويبلغ المعدل الصحي لمستوى سكر الدم أثناء الصيام أقل من 100 ملغم/دل (5.6 ملليمول/لتر). كما يُعَد مستوى سكر الدم أثناء الصيام الذي يتراوح بين 100 و125 ملغم/دل (5.6 إلى 6.9 ملليمول/لتر) دليلاً على الإصابة بمقدمات السكري. أما إذا بلغ مستوى سكر الدم 126 ملغم/دل (7 ملليمول/لتر) أو أعلى في اختبارين منفصلين، فيشير ذلك إلى الإصابة بمرض السكري.

وفي حال الإصابة بمرض السكري، فقد يُجري الطبيب أيضًا اختبارات دم. وهذا من أجل التحقق من وجود أجسام مضادة يشيع وجودها في مرض السكري من النوع الأول. إذ تساعد الاختبارات على تحديد ما إذا كنتَ مصابًا بالسكري من النوع الأول أو النوع الثاني عندما يكون التشخيص غير مؤكد. كذلك يشير وجود الكيتونات — المنتجات الناتجة عن تكسير الدهون — في البول إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، وليس النوع الثاني.

بعد التشخيص

ستحتاج إلى زيارة طبيبك بانتظام لاستشارته بشأن التحكم في مرض السكري. وخلال هذه الزيارات، سيتحقق الطبيب من مستويات الهيموغلوبين السكري. وقد يختلف مستوى الهيموغلوبين السكري المستهدف حسب عمرك وعوامل أخرى. وبصفةٍ عامة توصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري أن تكون مستويات الهيموغلوبين السكري أقل من 7 %، أو أن يكون متوسط مستوى الغلوكوز 154 ملغم/دل (8.5 ملليمول/لتر) تقريبًا.

يوضح اختبار الهيموغلوبين السكري مدى نجاح الخطة العلاجية لمرض السكري بصورة أفضل من اختبارات سكر الدم اليومية. وقد يعني ارتفاع مستوى الهيموغلوبين السكري أنك تحتاج إلى تغيير كمية الأنسولين أو خطة الوجبات أو كليهما.

كما سيأخذ الطبيب عينات من الدم والبول. وسيستخدم هذه العينات لفحص مستويات الكوليسترول، وفحص وظائف الغدة الدرقية ووظائف الكبد والكلى. كذلك سيقيس الطبيب ضغط الدم لديك وسيفحص المواضع التي تقيس منها سكر الدم وتتناول فيها الأنسولين.

المعالجة

رسم توضيحي يظهر مضخة الأنسولين

تُعد مضخة الأنسولين جهازًا في حجم الهاتف الخلوي تقريبًا ويمكن تثبيتها على خارج الجسم. ويوجد أنبوب يعمل على توصيل خزان الأنسولين بقسطرة يتم إدخالها أسفل جلد البطن. وتكون مضخات الأنسلوين مبرمجة على توزيع كميات محددة منه تلقائيًا وعند تناول المريض للطعام.

يشمل علاج السكري من النوع الأول ما يلي:

  • تلقّي الأنسولين
  • حساب نسبة الكربوهيدرات والدهون والبروتينات
  • مراقبة مستوى سكر الدم بصورة منتظمة
  • تناول أغذية صحية
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على وزن صحي

يتمثل الهدف من ذلك في الحفاظ على مستوى سكر الدم بحيث يكون أقرب إلى المستوى الطبيعي قدر الإمكان لتأخير حدوث مضاعفات أو الوقاية منها. وبصورة عامة، يتمثل الهدف في الحفاظ على مستويات سكر الدم خلال النهار قبل وجبات الطعام بحيث تتراوح بين 80 و130 ملغم/دل (4.44 إلى 7.2 ملليمول/لتر). ويجب ألا تزيد الأرقام بعد وجبة الطعام عن 180 ملغم/دل (10 ملليمول/لتر) بعد ساعتين من الأكل.

الأنسولين والأدوية الأخرى

يحتاج أي مصاب بمرض السكري من النوع الأول إلى العلاج بالأنسولين طوال حياته.

توجد عدة أنواع من الأنسولين، منها:

  • الأنسولين قصير المفعول. يُعرف هذا النوع أحيانًا بالأنسولين العادي، ويبدأ مفعوله في غضون 30 دقيقة تقريبًا بعد الحقن. ويبلغ مفعوله أعلى مستوى له خلال مدة من 90 إلى 120 دقيقة ويستمر لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات تقريبًا. ومن أمثلته Humulin R وNovolin R وAfrezza.
  • الأنسولين سريع المفعول. يبدأ مفعول هذا النوع من الأنسولين خلال 15 دقيقة. ويبلغ مفعوله أعلى مستوى في غضون 60 دقيقة ويستمر لمدة 4 ساعات تقريبًا. يُستخدم هذا النوع عادةً قبل تناول الوجبات بفترة تتراوح بين 15 و20 دقيقة. ومن أمثلته غلوليزين (Apidra) وليسبرو (Humalog وAdmelog وLyumjev) وأسبارت (NovoLog وFiAsp).
  • الأنسولين متوسط المفعول. يُعرف هذا النوع من الأنسولين أيضًا بأنسولين إن بي إتش، ويبدأ مفعوله في غضون ساعة إلى 3 ساعات تقريبًا. ويبلغ مفعوله أعلى مستوى له خلال مدة من 6 إلى 8 ساعات ويستمر لمدة تتراوح من 12 إلى 24 ساعة. ومن أمثلته أنسولين NPH‏ (Novolin N وHumulin N).
  • الأنسولين طويل وممتد المفعول. قد يمتد تأثير هذا النوع من الأنسولين لمدة من 14 إلى 40 ساعة. ومن أمثلته غلارجين (Lantus وToujeo Solostar وBasaglar) وديتيمر (Levemir) وديغلوديك (Tresiba).

سيحتاج المريض على الأرجح إلى استخدام عدة حُقن يومية تحتوي على تركيبة من الأنسولين طويل المفعول والأنسولين سريع المفعول. وتحاكي هذه الحُقن استخدام الجسم الطبيعي للأنسولين بصورة أفضل إذا ما قورنت بأنظمة الأنسولين القديمة التي كانت تتطلّب حقنة واحدة أو حقنتين فقط يوميًا. وقد تبيَّن أن استخدام ثلاث حُقن أو أكثر من الأنسولين في اليوم يُحسّن مستويات السكر في الدم.

خيارات توصيل الأنسولين

لا يمكن أخذ الأنسولين عن طريق الفم لخفض سكر الدم؛ حيث ستكسِّر إنزيمات المعدة الأنسولين، وتحجب مفعوله. لذلك ستحتاج إلى حقن الأنسولين أو استخدام مضخة أنسولين.

  • الحُقن. كما يمكنك استخدام إبرة رفيعة ومِحقنة أو قلم أنسولين لحقن الأنسولين تحت الجلد. تشبه أقلام الأنسولين أقلام الكتابة بالحبر وتتوفر بأشكال يمكن إعادة ملئها وأخرى يُتخلص منها بعد انتهائها.

    وإذا اخترت حُقن الأنسولين، فستحتاج على الأرجح استخدام مزيج من أنواع الأنسولين خلال فترتي النهار والليل.

  • مضخة الأنسولين. هذا جهاز صغير يُرتدى خارج الجسم، ويُبرمج لتوصيل كميات مُحددة من الأنسولين طوال اليوم وعندما تتناول الطعام. يوجد أنبوب يعمل على توصيل خزان الأنسولين بقِسطار يُدخل أسفل جلد البطن.

    ويتوفر أيضًا خيار المضخة دون أنبوب، ويُرتدى فيه جراب يحتوي على الأنسولين على الجسم، ومزود بأنبوب قسطرة صغير يُدخل تحت الجلد.

مراقبة سكر الدم

بناءً على نوع الأنسولين الذي تختاره أو تطلبه، قد تحتاج إلى فحص مستوى السكر في الدم وتسجيل القراءات أربع مرات في اليوم على الأقل.

وتُوصي جمعية السكري الأمريكية بفحص مستويات السكر في الدم قبل تناول الوجبات العادية والخفيفة، وقبل النوم، وقبل ممارسة الرياضة أو القيادة، ومتى اعتقدت أن نسبة السكر في الدم قد انخفضت. فالمتابعة الدقيقة هي السبيل الوحيد لضمان الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف. ويمكن عن طريق المتابعة المستمرة تقليل مستويات الهيموغلوبين السكري.

وحتى لو كنت تأخذ الأنسولين وتلتزم بتناول الطعام وفقًا لجدول زمني صارم، فمن الممكن أن تتغير مستويات السكر في الدم. ستكتشف كيف يتغير مستوى السكر في الدم استجابةً للطعام وممارسة الأنشطة والمرض والأدوية والتوتر والتغيرات الهرمونية والكحول.

المراقبة المستمرة للغلوكوز

أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGM) لمتابعة مستويات سكر الدم. تساعد مرضى السكري كثيرًا في الوقاية من انخفاض نسبة سكر الدم. وقد ثبت أن هذه الأجهزة تعمل على خفض مستوى الهيموغلوبين السكري.

تُوصَّل أجهزة المراقبة المستمرة للغلوكوز بالجسم باستخدام إبرة رفيعة تحت الجلد مباشرة. وتعمل على فحص مستوى الغلوكوز في الدم كل بضع دقائق.

النظام الحلَقي المغلق

النظام الحلَقي المغلق جهاز يُزرَع في الجسم لربط جهاز مراقبة الغلوكوز المستمرة بمضخة أنسولين. ويفحص جهاز المراقبة مستويات سكر الدم بشكل منتظم. ويُوصِّل الجهاز الكمية المناسبة من الأنسولين تلقائيًا حسبما يتطلب جهاز المراقبة.

اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العديد من الأنظمة الحلقية المغلقة الهجينة لعلاج داء السكري من النوع الأول. ويطلق على هذه الأنظمة وصف "الهجينة" لأنها تتطلب بعض المدخلات من المستخدم. فعلى سبيل المثال، قد تضطر إلى إدخال كمية الكربوهيدرات المستهلكة أو تأكيد مستويات السكر في الدم من وقت إلى آخر.

ولم يظهر بعد النظام الحلَقي المغلق الذي لا يحتاج إلى أي مدخلات من المستخدم. لكن كثير من هذه الأنظمة يخضع حاليًا للتجارب السريرية.

أدوية أخرى

قد تُوصف أيضًا أدوية أخرى للمصابين بمرض السكري من النوع الأول، مثل:

  • أدوية ارتفاع ضغط الدم. قد يصف الطبيب مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBS) للحفاظ على صحة الكلى. ويُنصح بهذه الأدوية لمرضى السكري الذين يزيد ضغط الدم لديهم عن 140/90 ملليمتر زئبقي.
  • الأسبرين. قد يُوصيك الطبيب بتناول جرعة منخفضة أو جرعة عادية من الأسبرين يوميًا لحماية قلبك. ربما يشعر الطبيب أنك أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وسيناقش الطبيب معك احتمال الإصابة بالنزيف إذا كنت تتناول الأسبرين.
  • أدوية خفض الكوليسترول. قد تكون الإرشادات المرتبطة بالكوليسترول أكثر حزمًا لمرضى السكري نظرًا لأنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

    توصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري بخفض نسبة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار) إلى أقل من 100 ملغم/دل (2.6 ملليمول/لتر). يُوصَى برفع مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (الكوليسترول النافع) إلى أعلى من 50 ملغم/دل (1.3 ملليمول/لتر) عند النساء، وأعلى من 40 ملغم/دل (1 ملليمول/لتر) عند الرجال. أما الدهون الثلاثية -وهي نوع آخر من دهون الدم- فيجب أن تظل أقل من 150 ملغم/دل (1.7 ملليمول/لتر).

الأكل الصحي ومتابعة الكربوهيدرات

لا يوجد شيء يضاهي في فعاليته النظام الغذائي المخصص لمرض السكري. لذا من المهم تركيز نظامك الغذائي على الأطعمة المغذية وقليلة الدهون والغنية بالألياف مثل:

  • الفواكه
  • الخضراوات
  • الحبوب الكاملة

سيوصي اختصاصي النُّظم الغذائية المسجَّل بتناول كميات أقل من المنتجات الحيوانية والكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والحلوى. وهذا النظام الغذائي الصحي مما يوصى به أيضًا للأشخاص غير المصابين بمرض السكري.

سيكون عليك تعلُّم طريقة حساب مقدار الكربوهيدرات في الأطعمة التي تتناولها حتى تتمكن من إعطاء نفسك ما يكفي من الأنسولين ما يُتيح للجسم الاستفادة جيدًا من هذه الكربوهيدرات. يمكن أيضًا لاختصاصي النُّظم الغذائية المسجَّل مساعدتك في وضع نظام وجبات يلائم احتياجاتك.

النشاط البدني

يحتاج الجميع لممارسة التمارين الهوائية بانتظام بمن فيهم مرضى السكري من النوع الأول. احصل أولاً على موافقة الطبيب على ممارسة التمارين الرياضية، ويمكنك بعدئذ اختيار الأنشطة التي تستمتع بها مثل المشي أو السباحة، ومارسها يوميًا عندما يمكنك ذلك. احرص على ممارسة التمارين الهوائية المعتدلة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، على ألا تزيد المدة التي تقضيها دون تمرين على يومين.

تذكَّر أن الأنشطة البدنية تخفض مستوى السكر في الدم. وفي حال بدء ممارسة نشاط جديد، قِس مستوى السكر في الدم بوتيرة أكبر من المعتاد حتى تعرف مدى تأثير هذا النشاط على مستويات السكر في دمك. وقد تحتاج إلى تعديل نظامك الغذائي أو جرعات الأنسولين بسبب زيادة النشاط.

الأنشطة المثيرة للقلق

قد تكون بعض الأنشطة الحياتية مصدر قلق للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول.

  • القيادة. يمكن أن يحدث انخفاض سكر الدم في أي وقت. لذا قد يكون من الأفضل التحقق من نسبة سكر الدم لديك وقتما تقود سيارتك بنفسك. وإذا كان منخفضًا عن 70 ملغم/دل (3.9 ملليمول/ل)، فتناول وجبة خفيفة تحتوي على 15 غرامًا من الكربوهيدرات. وأعِد الاختبار مرةً أخرى خلال 15 دقيقة للتأكد من ارتفاعه إلى مستوى آمن قبل القيادة.
  • العمل. قد يشكِّل مرض السكري من النوع الأول بعض الصعوبات في مكان العمل. فمثلاً، إذا كنت تعمل في وظيفة تتطلب ممارسة القيادة أو تشغيل ماكينات ثقيلة، فقد يشكِّل انخفاض نسبة سكر الدم مخاطر شديدة عليك وعلى من حولك من الأشخاص. وقد تحتاج إلى التعاون مع الطبيب وصاحب العمل الذي تعمل لديه للتأكد من اتخاذ بعض الترتيبات الخاصة. فقد تحتاج إلى فترات راحة إضافية لاختبار نسبة سكر الدم وضمان سهولة الحصول على الأطعمة والمشروبات. وتوجد قوانين فيدرالية وأخرى محلية تُلزم أصحاب العمل باتخاذ هذه الترتيبات لمرضى السكري.
  • الحمل. يكون خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل أعلى بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول. وينصح الخبراء بضرورة زيارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الحمل. يجب أن تكون قراءات الهيموغلوبين السكري أقل من 6.5% قبل محاولة الحمل.

    يكون خطر ظهور أمراض عند الولادة (أمراض خلقية) أعلى بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول. وتزداد المخاطر في حال عدم التحكم في مرض السكري على نحو جيد خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى من الحمل. ويمكن أن تقلل الرعاية الدقيقة لمرض السكري أثناء الحمل من خطر حدوث مضاعفات.

  • التقدم في العمر أو وجود بعض الحالات المَرَضية الأخرى. بخصوص المرضى أو الذين يعانون من ضعف أو لديهم صعوبة في التفكير بوضوح، قد يكون التحكم التام في سكر الدم غير ممكن عمليًّا. يمكن أيضًا أن تزيد من احتمال انخفاض السكر في الدم. وبالنسبة للعديد من مرضى السكري من النوع الأول، يمكنهم وضع هدف أقل صرامة للتحكم في سكر الدم، إّ قد يكون انخفاض الهيموغلوبين السكري (A1C) لأقل من 8% مناسبًا.

العلاجات المحتملة في المستقبل

  • زراعة البنكرياس. في حال زراعة بنكرياس ونجاح العملية، سوف تستغني عن الأنسولين. لكن عمليات زرع البنكرياس لا تنجح دائمًا - كما ينطوي الإجراء على مخاطر جسيمة. وحيث إن هذه المخاطر قد تفوق مخاطر مرض السكري نفسه، فلا يلجأ الأطباء عمومًا إلى عمليات زرع البنكرياس إلا لمن يعانون من سكري تصعب السيطرة عليه نهائيًا. ويمكن أيضًا اللجوء إليها لمن يحتاجون إلى زرع كلى أيضًا.
  • زراعة الخلايا الجزيرية. يُجري باحثون تجارب على زرع خلايا جزيرية، حيث يوفر هذا الإجراء خلايا جديدة منتجة للأنسولين من بنكرياس متبرع. وقد نتجت مشكلات عن هذا الإجراء التجريبي في الماضي. لكن اتباع أساليب جديدة وابتكار أدوية أفضل لمنع رفض الخلايا الجزيرية من شأنه تحسين فرصه نجاح هذا النوع من العلاج.

مؤشرات حدوث المشكلات

رغم بذل أقصى ما بوسعك، إلا أن المشكلات تظهر أحيانًا. تتطلب بعض مضاعفات السكري من النوع الأول قصيرة المدى، مثل انخفاض السكر في الدم، رعاية عاجلة.

انخفاض سكر الدم

يحدث انخفاض سكر الدم عندما لا يوجد سكر (غلوكوز) كافٍ في دم مريض السكري. اسأل الطبيب عن مستوى سكر الدم المنخفض بالنسبة لك. يمكن أن تنخفض مستويات السكر في الدم لأسباب كثيرة، مثل تفويت إحدى الوجبات، أو تناول كمية من الكربوهيدرات أقل من المقرر في خطة وجباتك، أو ممارسة أنشطة بدنية أكثر من القدر الطبيعي أو حقن جرعة أنسولين أكثر من المحددة.

اعرف أعراض نقص سكر الدم. وحلل نسبة السكر في الدم إذا كنت تعتقد أن مستوياته لديك منخفضة. وواظب على تحليل سكر الدم كلما ساورك شك بشأنه. وتشمل أعراض انخفاض سكر الدم المبكرة ما يلي:

  • شحوب الجسم
  • الارتعاش
  • الدوخة أو الدوار
  • التعرق
  • الجوع أو الغثيان
  • سرعة أو عدم انتظام ضربات القلب
  • صعوبة التركيز
  • الشعور بالضعف وعدم وجود طاقة (التعب)
  • سهولة الاستثارة أو القلق
  • الصداع
  • وخز أو خدر في الشفتين أو اللسان أو الخدين

وقد يسبب نقص سكر الدم ليلاً الاستيقاظ بسبب بلل ملابس النوم نتيجة للعرق الغزير أو الشعور بالصداع. كما يمكن أن يسبب نقص سكر الدم في الليل أحيانًا ارتفاع قراءات سكر الدم على نحو غير معتاد في ساعات الصباح الأولى.

وإذا لم يُعالَج نقص سكر الدم الناتج عن داء السكري، فقد تزداد أعراضه سوءًا ويمكن أن تشمل ما يلي:

  • التشوش أو السلوك غير المعتاد أو كليهما، ومن أمثلة ذلك عدم القدرة على إكمال المهام الروتينية
  • فقدان التناسق
  • صعوبة النطق أو التلعثم في الكلام
  • تشوُّش الرؤية أو الرؤية النفقية
  • عدم القدرة على الأكل أو الشرب
  • ضعف العضلات
  • النعاس

قد يسبب نقص سكر الدم الشديد ما يلي:

  • التشنجات أو النوبات المرضية
  • فقدان الوعي
  • الوفاة في حالات نادرة

يمكنك رفع مستوى السكر في الدم بسرعة من خلال أكل أو شرب أحد المنتجات التي تعد مصدرًا بسيطًا للسكر، مثل أقراص الغلوكوز أو الحلوى الجافة أو عصير الفاكهة. وأخبر العائلة والأصدقاء عن الأعراض التي تجب مراقبتها وما الذي يجب عليهم فعله في حال عدم قدرتك على علاج الحالة بنفسك.

إذا لم يكن جهاز قياس الغلوكوز في الدم متوفرًا، فسارع أولاً بعلاج انخفاض سكر الدم بأي طريقة إذا ظهرت أعراض نقص سكر الدم، ثم أجرِ اختبارًا له في أسرع وقت ممكن.

وأخبِر المحيطين بك بشأن إصابتك بنقص سكر الدم. فإذا علم المحيطون بك الأعراض التي ينبغي لهم ملاحظتها، فقد يتمكنون من تنبيهك إلى الأعراض المبكرة. من المهم أن يعرف أفراد العائلة والأصدقاء المقربون بمكان احتفاظك بدواء غلوكاجون وكيفية إعطائه، حتى يسهل التعامل مع المواقف المحتملة الخطورة بأمان. وغلوكاغون هو هرمون يحفز إفراز السكر في الدم.

إليك بعض المعلومات حول التصرّف في الحالات الطارئة التي يمكنك تعريف الآخرين بها. إذا كنت مع شخص لا يستجيب (فاقد للوعي) أو لا يستطيع البلع بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم فافعل ما يلي:

  • لا تحقنه بالأنسولين، لأن هذا سيؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بدرجة أكبر
  • لا تُقدَّم له سوائل أو طعامًا، فقد يؤدي هذا إلى الاختناق
  • أعطِه غلوكاجون في صورة حُقنة أو بخَّاخ أنف
  • اتصل على 911 إذا كنت في الولايات المتحدة أو على رقم الطوارئ في منطقتك للإسعاف إذا لم يكن غلوكاغون متاحًا، أو لم تكن تعرف كيفية استخدامه، أو لا يستجيب الشخص له

عدم الشعور بأعراض نقص سكر الدم

قد يفقد بعض الأشخاص القدرة على الشعور بانخفاض مستويات السكر في الدم لديهم. ويطلق على هذه الحالة عدم الشعور بأعراض نقص سكر الدم. وفيها يتوقف الجسم عن إبداء رد فعل تجاه انخفاض مستوى السكر في الدم بأعراض مثل الدوار أو الصداع. وكلما زادت إصابتك بانخفاض السكر في الدم، زادت احتمالية إصابتك بعدم الشعور بأعراض نقص سكر الدم.

إذا كان بإمكانك تجنب حدوث نوبة سكر في الدم لعدة أسابيع، فقد تبدأ في أن تصبح أكثر وعيًا بالانخفاضات المقبلة. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تساعد زيادة نسبة السكر في الدم المستهدفة (على سبيل المثال، بين 80 و120 ملغم/دل إلى ما بين 100 و140 ملغم/دل) لفترة قصيرة على الأقل في تحسين الشعور بانخفاض نسبة السكر في الدم.

ارتفاع سكر الدم

يمكن أن يرتفع سكر الدم لعدة أسباب. على سبيل المثال، يمكن أن يرتفع بسبب تناول الكثير من الطعام أو تناول أطعمة غير مناسبة أو عدم أخذ جرعة كافية من الأنسولين أو مقاومة أحد الأمراض.

تنبّه للآتي:

  • كثرة التبوُّل
  • العطش الشديد
  • تَغَيُّم الرؤية
  • الإرهاق
  • الصداع
  • سهولة الاستثارة

إذا اشتبهت إصابتك بارتفاع سكر الدم، فافحص مستوى سكر الدم لديك. فإن وجدته أعلى من النطاق المستهدف، فستحتاج على الأرجح إلى أخذ "جرعة تصحيح". وجرعة التصحيح هي جرعة إضافية من الأنسولين تُعطى لإعادة نسبة السكر في الدم إلى نطاقها الطبيعي. وجدير بالذكر أن مستويات السكر في الدم لا تنخفض بنفس سرعة ارتفاعها. فاسأل الطبيب عن الوقت الذي عليك انتظاره حتى تعيد الفحص. وإذا كنت تستخدم مضخة أنسولين، فقد تعني قراءات نسبة السكر في الدم المرتفعة العشوائية أنه ينبغي تغيير مكان وضع المضخة على جسمك.

إذا كانت قراءة السكر في الدم لديك أعلى من 240 ملغم/دل (13.3 مللي مول/لتر)، فاختبر مدى وجود الكيتونات باستخدام عود اختبار البول. ولا تمارس الرياضة إذا كان مستوى السكر في الدم لديك أعلى من 240 ملغم/دل أو في حال وجود كيتونات. وفي حال وجود آثار كيتونات أو كميات صغيرة منها، اشرب سوائل إضافية لا تحتوي على سعرات حرارية لطرد الكيتونات.

إذا كانت نسبة السكر في الدم لديك أعلى من 300 ملغم/دل (16.7 ملي مول/لتر) باستمرار، أو إذا بقيت الكيتونات في البول مرتفعة على الرغم من أخذ جرعات تصحيحية من الأنسولين، فاتصل بالطبيب أو اطلب الرعاية في حالات الطوارئ.

زيادة الكيتونات في البول (الحماض الكيتوني السكري)

إذا كانت خلايا الجسم بحاجةٍ ماسّةٍ إلى الطاقة، فقد يبدأ الجسم في تكسير الدهون. يَنتج عن هذه العملية أكاسيد سامة تسمى الكيتونات. الحماض الكيتوني السكري هو حالة طارئة تهدد الحياة.

تشمل أعراض هذا المرض الخطير ما يلي:

  • الغَثَيان
  • القيء
  • ألم في البطن
  • وجود رائحة سكرية في النفَس تشبه رائحة الفاكهة
  • ضيق النفَس
  • جفاف الفم
  • الضعف
  • التشوُّش
  • الغيبوبة

إذا كنت تشتبه في إصابتك بالحماض الكيتوني السكري، فحلل البول للتحقق من مدى احتوائه على كمية زائدة من الكيتونات باستخدام عدة اختبار كيتونات تتاح دون وصفة طبية. وفي حال وجود كميات كبيرة من الكيتونات في البول، اتصل بالطبيب فورًا أو اطلب الرعاية الطارئة. كما يجب الاتصال بالطبيب إذا كنت قد تقيأت أكثر من مرة مع وجود كيتونات في البول.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

يمكن أن يؤدي التحكم بعناية في مرض السكري من النوع الأول إلى تقليل احتمال التعرّض للمضاعفات الخطيرة بل وتلك التي قد تسبب الوفاة. لذلك، احرص على اتباع النصائح التالية:

  • التزم بأساليب السيطرة على مرض السكري. تناوَل الأدوية حسب تعليمات الطبيب. تعرّف على كل ما يمكنك التعرف عليه عن مرض السكري من النوع الأول. اجعل النمط الغذائي الصحي والنشاط البدني جزءًا من جدولك اليومي الأساسي. تواصَل باستمرار مع اختصاصي التوعية بمرض السكري، واطلب المساعدة من فريق الرعاية الصحية.
  • عرِّف من حولك بحالتك. ارتدِ شارة أو سوارًا مكتوبًا عليه أنك مصاب بمرض السكري. واحتفظ بمجموعة غلوكاغون معك تحسُّبًا لانخفاض معدل سكر الدم فجأة. واحرص على أن يعرف أصدقاؤك والمقربون إليك كيفية استخدامها.
  • حدد مواعيد لإجراء فحوصات بدنية سنوية وفحوصات دورية للعين. لا تغني الفحوصات الدورية لمرض السكري عن الفحوصات البدنية السنوية وفحوصات العين المنتظمة. فخلال الفحص البدني، سيتحقق الطبيب من عدم وجود أي مضاعفات ذات صلة بمرض السكري. وسيفحصك أيضًا بحثًا عن أي مشكلات صحية أخرى. وسيجري أخصائي العيون فحصًا للكشف عن أي مؤشرات تُنذر بحدوث مضاعفات في العين، مثل تلف شبكية العين وإعتام عدسة العين والمياه الزرقاء.
  • احرص على تلقي آخر جرعات اللقاحات. قد يُضعف ارتفاع مستوى السكر في الدم الجهاز المناعي. لذلك احرص على تلقي لقاح الإنفلونزا كل عام. ومن المرجح أن يوصي الطبيب بالحصول على لقاح الالتهاب الرئوي أيضًا، وقد ينصح بتلقي لقاح كوفيد 19.

    ويوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بلقاح التهاب الكبد B للبالغين المصابين بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني الذين لم يتلقوا هذا اللقاح من قبل وتتراوح أعمارهم بين 19 و59 عامًا. ويوصِي أيضًا بتلقي اللقاح في أقرب وقتٍ ممكن بعد التشخيص بالإصابة بمرض السكري من النوع الأول أو الثاني. إذا كنت تبلغ من العمر 60 عامًا أو أكثر ومصابًا بمرض السكري ولم تتلقَ هذا اللقاح من قبل، فتحدث مع الطبيب لمعرفة ما إن كان مناسبًا لك أم لا.

  • اعتنِ بقدميك. اغسل قدميك يوميًّا بالماء الفاتر. وجففهما برفق، وخاصة ما بين الأصابع، ورطِّبهما بأحد أنواع دَهون الترطيب. افحص قدميك يوميًّا للتحقق من عدم وجود بثور أو جروح أو قُرح أو احمرار أو تورم. استشر الطبيب إذا كانت لديك قرحة أو مشكلة أخرى بالقدم لا تُشفى.
  • تحكّم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. يساعد تناوُل أطعمة صحية وممارسة الرياضة بانتظام في التحكم في ضغط الدم المرتفع وضبط مستوى الكوليسترول. وقد يستدعي الأمر أيضًا استخدام أدوية.
  • إذا كنت تدخّن أو تتعاطى أنواعًا أخرى من التبغ، فاطلب من الطبيب أن يساعدك في الإقلاع عن ذلك. فالتدخين يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات السكري. ومن هذه المضاعفات النوبات القلبية والسكتات الدماغية وتلف الأعصاب وأمراض الكلى. تحدّث مع الطبيب عن طرق الإقلاع عن التدخين أو التوقف عن استخدام أنواع التبغ الأخرى.
  • إذا اخترت تناول الكحوليات، فتناولها باعتدال. من الممكن أن يؤدي تناول الكحوليات إلى انخفاض مستوى السكر في الدم أو ارتفاعه، وذلك حسب المقدار الذي يشربه الشخص وما إذا تناول معه طعامًا في الوقت نفسه أم لا. إذا اخترت شُرب الكحوليات، فتناولها باعتدال مع وجبة طعام دائمًا. واحرص على قياس مستوى السكر في الدم قبل النوم.
  • تعامل مع الإجهاد بجدية. قد تتسبب الهرمونات التي يفرزها الجسم عند تعرّضك للإجهاد لفترة طويلة في الحيلولة دون عمل الأنسولين كما ينبغي. وقد يجعلك هذا تشعر بمزيد من الإجهاد والإحباط. لذا، تَراجَع قليلاً وضع بعض الحدود للتغلّب على الإجهاد. رتب مهامّك حسب أولويتها. وتعرّف على طرق للاسترخاء. احصل على قسط كافٍ من النوم.

التأقلم والدعم

يمكن أن يؤثِّر داء السكري في مشاعر المريض بشكل مباشر وغير مباشر. وقد يؤثِّر عدم التحكم في مستوى السكر في الدم في مشاعر المريض ما يؤدي إلى ظهور تغييرات سلوكية، ومنها على سبيل المثال سهولة الاستثارة. فقد تشعر بالاستياء لإصابتك بمرض السكري في بعض الأوقات.

إن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والضيق المرتبط بالسكري. ويحرص العديد من اختصاصيي مرض السكري عادةً على تعيين اختصاصي اجتماعي أو نفسي كجزء من فريق رعاية مرضى السكري.

وقد تجد أن التحدث مع أشخاص آخرين مصابين بمرض السكري من النوع الأول أمر مفيد. تتوفر مجموعات الدعم الشخصي والدعم عبر الإنترنت. وغالبًا ما يكون أعضاء المجموعة على علم بأحدث العلاجات. كما يتبادلون تجاربهم الخاصة والمعلومات المفيدة. فعلى سبيل المثال، قد يدلونك على مطاعم الوجبات السريعة التي توفر عرض نِسب الكربوهيدرات في الوجبات المفضلة لديك.

إذا كنت مهتمًا بالانضمام إلى مجموعة دعم، فقد يرشح لك الطبيب الذهاب إلى مجموعة قريبة منك. أو يمكنك زيارة مواقع الويب للجمعية الأمريكية لمرض السكري (ADA) أو مؤسسة أبحاث السكري لدى اليافعين (JDRF). وتعرض هذه المواقع معلومات عن مجموعات الدعم والأنشطة المحلية للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول. كما يمكنك أيضًا التواصل مع الجمعية الأمريكية لمرض السكري على 800-DIABETES‏ (800-342-2383) أو مؤسسة أبحاث السكري لدى اليافعين على 800-533-CURE‏ (800-533-2873).

التحضير للموعد

إذا كنتَ تعتقد أنك أو طفلك مصابين بمرض السكري من النوع الأول، فتوجه لزيارة الطبيب على الفور. يمكنك معرفة ما إذا كنتَ في حاجة إلى إجراء المزيد من التقييم والخضوع لمزيد من العلاج عبر إجراء اختبار دم بسيط.

وبعد تشخيص حالتك، ستحتاج إلى متابعة طبية دقيقة حتى تنتظم مستويات سكر الدم. يتعاون الطبيب المتخصص في الاضطرابات الهرمونية (اختصاصي الغدد الصماء) عادةً مع متخصصين آخرين لرعاية مرضى السكري. قد يشمل فريق الرعاية الصحية المتابع لحالتك ما يلي:

  • مشرف تثقيفي معتمد لمرض السكري
  • أخصائي حمية مسجل
  • مرشد اجتماعي أو اختصاصي في الصحة العقلية
  • صيدلي
  • طبيب أسنان
  • مشرف تثقيفي معتمد لمرض السكري
  • طبيب متخصص في العناية بالعين (طبيب العيون)
  • طبيب متخصص في صحة القدم (اختصاصي الأقدام)

بمجرد أن تتعلم كيفية التحكم في السكري من النوع الأول، قد يوصيك الطبيب بإجراء فحوصات كل بضعة أشهر. ومن المهم أيضًا إجراء فحص سنوي شامل بالإضافة إلى الفحوصات المنتظمة للقدم والعينين. وهذا ضروري خاصةً إذا كنتَ تجد صعوبة في السيطرة على مرض السكري لديك وفي حالة الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو بمرض في الكلى أو في حالة الحَمل.

وقد تساعدكِ هذه النصائح في الاستعداد للمواعيد الطبية. كما ستعرف من خلالها ما يمكن أن تتوقعه من الطبيب.

ما يمكنك فعله

  • دوِّن أي أسئلة ترغب في طرحها. بمجرد بدء العلاج بالأنسولين، ينبغي أن تختفي الأعراض الأولى لداء السكري. ورغم ذلك، قد تواجهك مشكلات جديدة يجب معالجتها. وتتضمَّن هذه المشكلات انخفاض نسبة السكر في الدم التي تحدث كثيرًا أو إيجاد طرق للتحكم في ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول أطعمة معينة.
  • دوِّن المعلومات الشخصية الرئيسية، بما فيها أي مصادر توتر شديدة أو تغيُّرات حياتية حدثت لك مؤخرًا. يمكن أن تؤثر عوامل متعددة في التحكم في السكري من بينها التوتر.
  • اكتب قائمة بجميع الأدوية والفيتامينات والمكمّلات الغذائية التي تتناولها.
  • لإجراء فحوصاتك الدورية، احضر سجلات قيم الغلوكوز أو جهاز قياس الغلوكوز في المواعيد الطبية.
  • دوِّن الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب.

قد يساعدك إعداد قائمة بالأسئلة في تحقيق أقصى استفادة من وقتك مع الطبيب وباقي أفراد فريق الرعاية الصحية. من الموضوعات التي ننصحك بمناقشتها مع الطبيب أو اختصاصي النُّظم الغذائية المسجل أو اختصاصي التوعية بداء السكري ما يلي:

  • توقيت مراقبة نسبة الغلوكوز في الدم وعدد مرات المراقبة
  • العلاج بالأنسولين — أنواع الأنسولين المُستخدَمة، ووقت أخذ الجرعة وكميتها
  • التحكم في الأنسولين — الحقن مقابل المضخات
  • انخفاض سكر الدم - كيفية اكتشافه وعلاجه
  • ارتفاع سكر الدم - كيفية اكتشافه وعلاجه
  • الكيتونات — الفحص والعلاج
  • التغذية — أنواع الأطعمة وتأثيرها في سكر الدم
  • حساب الكربوهيدرات
  • التمارين الرياضية - ضبط الأنسولين والمدخول الغذائي المناسبين لممارسة الأنشطة
  • الإدارة الطبية - عدد مرات زيارة الطبيب وأفراد رعاية المصابين بداء السكري الآخرين
  • إدارة يوم المريض

ما المُتوقع من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك الطبيب الكثير من الأسئلة، منها:

  • كيف تشعر حيال السيطرة على داء السكري؟
  • كم عدد المرات التي تتعرض فيها لنوبات انخفاض سكر الدم؟
  • هل تعلم متى يحدث هبوط مستوى السكر في دمك؟
  • ما نظامك الغذائي اليومي المعتاد؟
  • هل تمارس الرياضة؟ إذا كان الأمر كذلك، فكم مرة؟
  • في المتوسط، ما كمية الأنسولين التي تستخدمها يوميًّا؟

ما يمكنك فعله في الوقت الحالي

إذا كنت تجد مشكلة في التحكم في مستويات السكر بالدم أو لديك أي أسئلة، فتواصل مع فريق الرعاية الصحية بين المواعيد الطبية.

Last Updated: March 27th, 2024