Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202405 d_03; ct_50

مرض الزهايمر

تعرَّف على مزيد من المعلومات عن هذا الاضطراب الدماغي الذي يعد السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف. وتعرَّف أيضًا على الاختبارات والأدوية الجديدة المتاحة في الأسواق.

نظرة عامة

داء الزهايمر اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت. ويتسم بحدوث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات. يسبب داء الزهايمر تقلصًا في الدماغ وموت خلاياه في النهاية. وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف؛ وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.

يعيش في الولايات المتحدة نحو 6.5 ملايين مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فأكبر. ومنهم أكثر من 70% في سن 75 عامًا فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60% و70% من بين 55 مليون شخص تقريبًا من المصابين بالخَرَف في جميع أنحاء العالم.

تشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. وبمرور الوقت، يتطور ليسبب مشكلات خطيرة في الذاكرة وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية.

قد تحسِّن الأدوية أعراض المرض مؤقتًا أو تبطئ تقدمه. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم.

لا يوجد علاج يشفي من داء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة، يؤدي التدهور الشديد في وظائف الدماغ إلى الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.

الأعراض

فقدان الذاكرة هو العرض الرئيسي لداء الزهايمر. وتتضمن المؤشرات المبكرة للمرض صعوبة تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة. ومع تقدم المرض، تتدهور الذاكرة وتظهر أعراض أخرى.

في البداية، قد يكون الشخص المصاب بالمرض واعيًا بوجود صعوبة في تذكر الأشياء والتفكير بوضوح. ومع تدهور الأعراض، من المحتمل جدًا أن يلاحظ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المشكلات.

تؤدي التغيرات الدماغية المرتبطة بداء الزهايمر إلى تزايد المشكلات في الحالات الآتية:

الذاكرة

تنتاب كل شخص هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بداء الزهايمر يستمر ويزداد سوءًا. ومع مرور الوقت، يؤثر فقدان الذاكرة في القدرة على أداء الوظائف في العمل أو في المنزل.

قد يفعل الأشخاص المصابون بالزهايمر ما يلي:

  • الإكثار من تكرار نفس العبارات والأسئلة.
  • نسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث.
  • وضع الأشياء في غير مكانها، وغالبًا ما يضعونها في أماكن غير منطقية.
  • الضياع في أماكن كانوا يعرفونها جيدًا.
  • نسيان أسماء أفراد العائلة والأشياء المستخدمة يوميًا في نهاية المطاف.
  • مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة لوصف الأشياء أو التعبير عن الأفكار أو المشاركة في المحادثات.

التفكير والاستدلال

يؤدي داء الزهايمر إلى صعوبة في التركيز والتفكير، وخاصةً حين يتعلق الأمر بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام.

يكون القيام بأكثر من مهمة واحدة في الوقت نفسه صعبًا على وجه الخصوص. وقد تصعُب إدارة الشؤون المالية وموازنة دفاتر الشيكات ودفع الفواتير في الوقت المناسب. وفي النهاية، قد لا يتمكن الشخص المصاب بداء الزهايمر من تمييز الأرقام والتعامل معها.

إصدار الأحكام واتخاذ القرارات

يسبب داء الزهايمر تدهور في القدرة على اتخاذ قرارات وأحكام معقولة في المواقف اليومية. على سبيل المثال، قد يتخذ الشخص اختيارات سيئة داخل الأوساط الاجتماعية أو يرتدي ملابس لا تتناسب مع أحوال الطقس. وقد يصبح من الصعب على الشخص التعامل مع المشكلات اليومية. على سبيل المثال، قد لا يعرف الشخص كيف يتصرف في حال احتراق الطعام على الموقد أو كيف يتخذ القرارات أثناء القيادة.

التخطيط للمهام المشابهة وإجراؤها

تتحول ممارسة الأنشطة الروتينية التي يتطلب إكمالها عدة خطوات إلى مهمة عسيرة. وقد يشمل ذلك التخطيط للمهام وتحضير وجبة أو ممارسة اللعبة المفضلة. وفي نهاية المطاف، ينسى الأشخاص المصابون بداء الزهايمر في المراحل المتقدمة كيفية أداء المهام الأساسية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام.

التغيرات في الشخصية والسلوك

يمكن لتغيرات الدماغ المصاحبة لداء الزهايمر التأثير في الحالة المزاجية والسلوك. وقد تشمل المشكلات ما يلي:

  • الاكتئاب.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة.
  • الانسحاب الاجتماعي.
  • التقلُّبات المزاجية.
  • فقدان الثقة بالآخرين.
  • الغضب أو السلوك العدواني.
  • التغيرات في عادات النوم.
  • الهذيان.
  • فقدان القدرة على التحكم في النفس.
  • الأوهام، مثل الاعتقاد أن شيئًا ما قد سُرِق.

المهارات التي يُحافظ عليها.

رغم التغيرات الكبيرة التي تطرأ على الذاكرة والمهارات، فإن المصابين بداء الزهايمر يمكنهم الاحتفاظ ببعض المهارات حتى ولو تفاقمت الأعراض. قد تشمل المهارات التي يحتفظ بها المريض عليها قراءة الكتب أو الاستماع إليها أو سرد القصص أو مشاركة الذكريات أو الغناء أو الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص أو الرسم أو ممارسة الحِرف اليدوية.

ويمكن الاحتفاظ بذه المهارات لفترة أطول لأن أجزاء من الدماغ المتحكمة فيها تُصاب بالضرر في مراحل متأخرة من المرض.

متى تزور الطبيب

يمكن أن تؤدي عدة حالات إلى فقدان الذاكرة أو غيره من أعراض الخَرَف. وبعض هذه الحالات يمكن علاجها. إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن ذاكرتك أو مهارات التفكير الأخرى، فتحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية.

وإذا لاحظت خللاً في مهارات التفكير لدى أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء، فتحدث إليه عن مخاوفك واعرض عليه اصطحابه لاستشارة اختصاصي الرعاية الصحية.

الأسباب

لويحات الأميلويد والتشابك الليفي العصبي في الدماغ

تتشكل لويحات الأميلويد وتتغير بروتينات تاو وتصبح متشابكة في دماغ مريض الزهايمر.

ما تزال الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بداء الزهايمر غير مفهومة بالكامل. ولكن بشكل أساسي، تكون هناك بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي. ويسبب ذلك اضطرابًا في عمل خلايا الدماغ -التي تُعرف أيضًا باسم الخلايا العصبية- ويؤدي إلى سلسلة من المشكلات؛ فتتعرض الخلايا العصبية للتلف وتفقد الاتصال بين بعضها، وتموت في النهاية.

يعتقد العلماء أن معظم الأشخاص يصابون بداء الزهايمر بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والمتعلقة بنمط الحياة التي تؤثر في الدماغ بمرور الوقت. وفي أقل من 1% من الحالات، يحدث داء الزهايمر بسبب تغيرات وراثية معيّنة تجعل الإصابة به أمرًا لا مفر منه في الأغلب. وفي تلك الحالات، يبدأ المرض عادةً في مرحلة منتصف العمر.

يبدأ تطور المرض قبل عدة سنوات من ظهور الأعراض الأولى. ويبدأ التلف غالبًا في المنطقة التي تتحكم في الذاكرة في الدماغ. ثم ينتشر فقدان الخلايا العصبية في مناطق أخرى من الدماغ بنمط متوقع إلى حد ما. وعند الوصول إلى المراحل المتأخرة من المرض ينكمش الدماغ انكماشًا كبيرًا.

ويركز الباحثون الذين يحاولون فهم سبب الإصابة بداء الزهايمر على دور نوعين من البروتينات:

  • اللويحات. بروتين بيتا أميلويد هو جزء من بروتين أكبر. ويبدو أن هذه الأجزاء عندما تجتمع معًا يكون لها تأثير سام على الخلايا العصبية، وتعطل الاتصال بين خلايا الدماغ. وتشكل هذه التجمعات ترسّبات أكبر تسمى لويحات الأميلويد التي تحتوي على بقايا أخرى من الخلايا.
  • الحُبَيْكات. تؤدي بروتينات تاو دورًا في نظام الدعم والنقل الداخلي في خلايا الدماغ لحمل العناصر المغذية والمواد الضرورية الأخرى. وفي داء الزهايمر، يتغير شكل بروتينات تاو وتنتظم على هيئة أشكال تسمى الحُبَيْكات العصبية الليفية. وتعوق الحُبَيْكات نظام النقل وتسبب تلفًا للخلايا.

عوامل الخطورة

السن

التقدم في السن هو أكبر عوامل الخطر المعروفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بداء الزهايمر. وداء الزهايمر ليس جزءًا من مرحلة الشيخوخة الطبيعية. لكن مع التقدم في السن، تزداد احتمالات الإصابة به.

وجدت دراسة إلى أنه في كل عام تشخَّص أربع حالات جديدة بالزهايمر بين كل 1000 شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 عامًا. أما بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و 84 عامًا، تشخَّص 32 حالة جديدة بالزهايمر بين كل 1000 شخص. وبالنسبة للأشخاص الذين يبلغون من العمر 85 عامًا أو أكثر، تشخَّص 76 حالة جديدة بالزهايمر بين كل 1000 شخص.

التاريخ العائلي والجينات

يزداد خطر إصابتك بداء الزهايمر بعض الشيء في حال إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى — مثل والديك أو إخوتك — بالمرض. وما زالت كيفية تأثير الجينات المتوارثة بين العائلات على خطر الإصابة أمرًا مجهولًا إلى حد كبير، بالإضافة إلى أن العوامل الوراثية غالبًا ما تكون معقدة.

من العوامل الوراثية المفهومة بشكل أفضل أحد أشكال جين صميم البروتين الشحمي E‏. يزيد أحد أشكال جين، APOE e4، خطر الإصابة بداء الزهايمر. يحمل نحو 25% إلى 30% من الأشخاص جين APOE e4. ولكن لا يشترط أن يُصاب بالمرض كل من لديه هذا الشكل من الجين.

وقد اكتشف العلماء تغيرات نادرة تحدث في ثلاثة جينات، وتؤكد بنسبة كبيرة احتمال إصابة الشخص الوارث لأحدها بداء الزهايمر. لكن هذه التغيرات مسؤولة عن أقل من 1% من حالات الإصابة بداء الزهايمر.

متلازمة داون

يتعرض الكثير من الأشخاص المصابين بمتلازمة داون للإصابة بداء الزهايمر. ومن المرجح أن يكون ذلك مرتبطًا بوجود ثلاث نسخ من كروموسوم 21، وهو الجين المسؤول عن إنتاج البروتين الذي يؤدي إلى تكوُّن بيتا-أميلويد. ويمكن أن تتحول جزيئات بيتا-أميلويد إلى لويحات في الدماغ. وغالبًا ما تظهر الأعراض لدى المصابين بمتلازمة داون مبكرًا بفترة تتراوح بين 10 إلى 20 عامًا مقارنةً بعامة الناس.

الجنس

يوجد عدد أكبر من النساء المصابات بهذا المرض بشكل عام لأنهن يملن إلى العيش لفترة أطول مقارنة بالرجال.

الاختلال المعرفي المعتدل (fMCI)

يواجه الشخص المصاب بالاختلال المعرفي المعتدل ضعفًا في الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى بشكل أكبر من المعتاد بالنسبة إلى عمره، ولكن هذا الضعف لا يمنعه من المشاركة في البيئات الاجتماعية أو بيئات العمل.

رغم ذلك، فإن المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل معرضون بشكل كبير للإصابة بالخَرَف. عندما يؤثر الاختلال المعرفي المعتدل في الذاكرة بشكل رئيسي، فمن الأرجح أن تتفاقم الحالة إلى الإصابة بالخَرَف بسبب داء الزهايمر. يمنح تشخيص الاختلال المعرفي المعتدل الأشخاص فرصة للتركيز بدرجة أكبر على تغييرات نمط الحياة الصحي ووضع استراتيجيات للتعويض عن فقدان الذاكرة. ويمكنهم أيضًا ترتيب مواعيد منتظمة لتلقي الرعاية الصحية لمتابعة الأعراض.

الإصابة الرضحية في الرأس

أثبتت عدة دراسات واسعة أن خطر الإصابة بالخَرَف وداء الزهايمر يزداد بين الأشخاص في سن 50 عامًا فما فوق ممن تعرضوا لإصابة رضحية في الدماغ. ويزداد الخطر أكثر بين الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات رضحية في الدماغ وكانت هذه الإصابات متعددة وأشد خطورة. وتشير بعض الدراسات إلى أن الخطر قد يبلغ أقصاه أثناء الشهور الستة الأولى وحتى عامين بعد الإصابة.

تلوث الهواء

وجدت دراسات أُجريت على الحيوانات أن جسيمات التلوث العالقة بالهواء قد تسرِّع انهيار الجهاز العصبي. وأظهرت الدراسات التي أُجريت على الإنسان أن التعرض لتلوث الهواء -وخاصةً التلوث الناتج عن عوادم السيارات وحرق الأخشاب- يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالخَرَف.

الإفراط في تناول الكحول

لطالما عُرف أن تناول كميات كبيرة من الكحول يسبب تغيرات في الدماغ. وقد اكتشفت العديد من الدراسات والمراجعات واسعة النطاق وجود ارتباط بين اضطرابات تعاطي الكحول وبين زيادة احتمالات الإصابة بالخَرَف، والخرَف الباكر تحديدًا.

أنماط النوم السيئة

أثبتت الأبحاث وجود ارتباط بين أنماط سوء النوم -مثل صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم- وبين زيادة احتمالات الإصابة بداء الزهايمر.

نمط الحياة وصحة القلب

أظهرت الأبحاث أن عوامل الخطر نفسها المرتبطة بمرض القلب قد تُزيد أيضًا احتمال الإصابة بالخَرَف. لكن لا يُعلم بوضوح ما إذا كانت هذه العوامل تزيد من احتمالات الإصابة بالخَرَف عن طريق تسببها في تفاقم التغيرات التي يحدثها داء الزهايمر في الدماغ أو عن طريق التسبب في تغيرات الأوعية الدموية في الدماغ. ومنها:

  • قلة ممارسة الرياضة.
  • السمنة.
  • التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول.
  • ضعف السيطرة على داء السكري من النوع الثاني.

يمكن تعديل جميع هذه العوامل، ولذلك فإن تغيير عادات نمط الحياة يمكن أن يغير إلى حد ما من احتمالات التعرض للإصابة. فعلى سبيل المثال، ترتبط ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي منخفض الدهون وغني بالفواكه والخضراوات بانخفاض احتمالات الإصابة بداء الزهايمر.

التعلم مدى الحياة والمشاركة الاجتماعية

كشفت الدراسات أن التفاعل الاجتماعي والانخراط في أنشطة تحفز العقل طوال الحياة يمكنه أن يقلل من خطر الإصابة بداء الزهايمر. ويبدو أن مستويات التعليم المنخفضة، أي الأقل من التعليم الثانوي، من عوامل الخطر المرتبطة بداء الزهايمر.

المضاعفات

يمكن أن تؤدي أعراض داء الزهايمر مثل فقدان الذاكرة واللغة وعدم القدرة على الحكم السليم وغيرها من التغيرات الدماغية إلى زيادة صعوبة التعامل مع حالات صحية أخرى. قد لا يستطيع الشخص المصاب بداء الزهايمر القيام بما يأتي:

  • إخبار شخص عن شعوره بالألم.
  • شرح أعراض مرض آخر.
  • اتباع خطة علاجية.
  • توضيح الآثار الجانبية لدواء.

مع وصول داء الزهايمر إلى مراحله الأخيرة، تبدأ التغيرات الدماغية في التأثير على الوظائف الجسدية. وقد تؤثر هذه التغيرات في القدرة على البلع والتوازن والتحكم في التبرز والتبول. ويمكن أن تؤدي هذه الآثار إلى الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل:

  • استنشاق طعام أو سائل إلى داخل الرئتين.
  • الإصابة بعدوى الإنفلونزا والتهاب الرئة وحالات العدوى الأخرى.
  • السقوط.
  • الكسور.
  • قُرح الفراش.
  • سوء التغذية والجفاف.
  • الإمساك أو الإسهال.
  • مشكلات الأسنان مثل تقرحات الفم أو تسوس الأسنان.

الوقاية

داء الزهايمر حالة مرضية لا يمكن الوقاية منها. ومع ذلك، يمكن تعديل عدد من عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة.

تشير الأدلة إلى أن اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالخَرَف.

لاتباع خيارات نمط الحياة المفيد لصحة القلب الذي قد يقلل من خطر الإصابة بالخَرَف، عليك:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • اتباع نظام غذائي من الخضر والفواكه الطازجة، والزيوت الصحية، والأطعمة منخفضة الدهون المشبعة، مثل النظام الغذائي المتوسطي.
  • اتباع إرشادات العلاج للتحكم في ارتفاع ضغط الدم والسكري، وارتفاع مستوى الكوليستيرول.
  • إذا كنت مدخنًا، فاطلب من اختصاصي الرعاية الصحية مساعدتك على الإقلاع عن التدخين.

توصلت دراسة كبيرة وطويلة الأمد أُجريت في فنلندا إلى أن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد ساعد على تقليل الانحدار المعرفي بين الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخَرَف. حصل المشاركون في الدراسة على جلسات فردية وجماعية ركزت على النظام الغذائي والتمارين الرياضية والأنشطة الاجتماعية.

وفي دراسة أخرى أجريت في أستراليا، حصل فيها الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالخَرَف على جلسات تدريب متعلقة بالنظام الغذائي والتمارين الرياضية والتغييرات الأخرى في نمط الحياة. ونتيجة لذلك، فقد حققوا نتائج أفضل في الاختبارات المعرفية بعد سنة واحدة وسنتين وثلاث سنوات مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا التدريب.

أظهرت دراسات أخرى أن الاستمرار في الانشغال في أنشطة ذهنية واجتماعية يرتبط بالاحتفاظ بمهارات التفكير لاحقًا في الحياة ويقلل خطر الإصابة بداء الزهايمر. ويتضمن ذلك المشاركة في المناسبات الاجتماعية والقراءة والرقص وممارسة ألعاب الطاولة وابتكار الأعمال الفنية والعزف على آلة موسيقية وأنشطة أخرى.

التشخيص

فحوص الدماغ المستخدَمة في تشخيص داء الزهايمر.

فحوص الدماغ (التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوروديوكسي غلوكوز) المستخدَمة في تشخيص داء الزهايمر. تُظهِر الفحوص دماغًا سليمًا، ودماغًا آخر يعاني من الاختلال المعرفي المعتدل ودماغًا مصابًا بداء الزهايمر. تمثل المساحات ذات اللونين الأسود والأزرق عملية أيض صحية للدماغ. بينما تمثل المساحات الخضراء والصفراء والحمراء تدهور أيض الدماغ مع تقدم المرض.

من العوامل المهمة في تشخيص الإصابة بداء الزهايمر قدرة المريض على شرح الأعراض التي يشعر بها. وقد يُساعد أيضًا رأي أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين بشأن الأعراض وتأثيرها في الحياة اليومية. وتساعد اختبارات الذاكرة ومهارات التفكير أيضًا على تشخيص الإصابة بداء الزهايمر.

يمكن أن تستبعد تحاليل الدم والفحوص التصويرية الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض. أو ربما تساعد اختصاصي الرعاية الصحية على تحديد المرض المسبب لأعراض الخَرَف على نحو أفضل.

لم يكن داء الزهايمر في الماضي يُشخَّص بشكل مؤكد تمامًا إلا بعد الوفاة عندما يكشف فحص مجهري للدماغ عن وجود لويحات وحُبَيكات. أما الآن فيستطيع اختصاصيو الرعاية الصحية والباحثون تشخيص داء الزهايمر بقدر أكبر من اليقين بينما لا يزال المريض على قيد الحياة، إذ يمكن أن تكشف المؤشرات الحيوية عن وجود اللويحات والحُبَيْكات. وتتضمن اختبارات المؤشرات الحيوية أنواعًا محددة من فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والاختبارات التي تقيس بروتينات الأميلويد والتاو في الجزء السائل من الدم والسائل الدماغي النخاعي.

الاختبارات

من المرجح أن تشمل إجراءات تشخيص داء الزهايمر الاختبارات الآتية:

فحص عصبي وبدني.

سيجري لك الطبيب فحصًا بدنيًا. وقد يشمل الفحص العصبي اختبار ما يلي:

  • ردود الأفعال اللاإرادية (المنعكسات).
  • شد العضلة وقوتها.
  • القدرة على النهوض من المقعد والسير في الغرفة.
  • حاستَي البصر والسمع.
  • التناسق الحركي.
  • الاتزان.

اختبارات المختبر

يمكن أن تساعد تحاليل الدم على استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لفقدان الذاكرة والارتباك، مثل اضطراب الغدة الدرقية أو الانخفاض الكبير في مستويات الفيتامينات. يمكن أن تقيس تحاليل الدم أيضًا مستويات بروتين بيتا أميلويد وبروتين تاو، لكن هذه التحاليل غير متوفرة على نطاق واسع وقد لا تشملها التغطية التأمينية.

اختبارات النفسية العصبية والحالة العقلية

قد يُجري لك الطبيب اختبارًا بسيطًا للحالة العقلية لتقييم الذاكرة وغيرها من مهارات التفكير. وقد توفر الأشكال الأطول من هذا النوع من الاختبارات مزيدًا من التفاصيل عن الوظائف العقلية التي يمكن مقارنتها بأشخاص في العمر نفسه ومستوى التعليم نفسه. ومن الممكن أن تساعد هذه الاختبارات على تحديد التشخيص وتصبح نقطة بداية لتتبع الأعراض في المستقبل.

تصوير الدماغ

تُستخدم صور الدماغ عادةً لتحديد التغيرات المرئية المرتبطة بحالات أخرى مختلفة عن داء الزهايمر والتي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل السكتات الدماغية أو الإصابات الجسدية أو الأورام. وقد تساعد تقنيات التصوير الجديدة على اكتشاف تغيرات محددة في الدماغ ناتجة عن داء الزهايمر، لكنها تُستخدم بشكل أساسي في المراكز الطبية الكبرى أو في التجارب السريرية.

وتشمل تقنيات تصوير بنية الدماغ ما يلي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي موجات راديوية ومجالاً مغناطيسيًا قويًا لإنشاء صور مفصلة للدماغ. قد تُظهر فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي انكماشًا في بعض مناطق الدماغ المرتبطة بداء الزهايمر، كما أنها تستبعد أيضًا الحالات الأخرى. وبوجه عام، يُفضل إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي على فحص التصوير المقطعي المحوسب لتقييم حالات الخَرَف.
  • التصوير المقطعي المحوسب. التصوير المقطعي المحوسب هو تقنية أشعة سينية متخصصة تنتج صورًا مقطعية للدماغ. ويُستخدم عادةً لاستبعاد الإصابة بالأورام والسكتات الدماغية وإصابات الرأس.

أما التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني فيمكنه التقاط صور لعملية تطور المرض. أثناء إجراء فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، يُحقَن متتبِّع إشعاعي منخفض المستوى في الدم للكشف عن سمات معينة في الدماغ. وقد يتضمن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني الآتي:

  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام فلوروديوكسي غلوكوز، الذي يُظهر مناطق الدماغ التي تضعُف فيها عملية أيض العناصر المغذية. ويمكن أن يساعد اكتشاف أنماط في المناطق التي ينخفض فيها الأيض على التمييز بين داء الزهايمر وأنواع الخَرَف الأخرى.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام الأميلويد، الذي يمكنه قياس العبء الناتج عن ترسّبات الأميلويد في الدماغ. ويُستخدم هذا الاختبار بشكل أساسي في الأبحاث، لكنه قد يُستخدم أيضًا إذا كان الشخص مصابًا بأعراض غير عادية أو ببداية مبكرة للغاية لأعراض الخَرَف.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام بروتين تاو، الذي يقيس الحُبَيْكات الموجودة في الدماغ، ويُستخدم عادةً في الأبحاث.

وفي حالات خاصة، قد تُستخدم اختبارات أخرى لقياس الأميلويد وبروتين تاو في السائل الدماغي النخاعي. ويمكن القيام بذلك إذا كانت الأعراض تتفاقم بسرعة أو إذا أصاب الخَرَف شخصًا في سن أصغر من المعتاد.

فحوص تشخيصية مستقبلية

يعمل الباحثون على تطوير فحوص يمكنها قياس المؤشرات البيولوجية لمسارات المرض في الدماغ.

ويمكن أن توفّر هذه الفحوص -ومنها تحاليل الدم- مزيدًا من الدقة عند إجراء التشخيص. وقد تمكّن الأطباء أيضًا من تشخيص المرض قبل بدء ظهور الأعراض. يمكن في الوقت الحالي إجراء نوع من تحاليل الدم لقياس مستويات بروتين بيتا أميلويد.

لا يُوصى بإجراء اختبار الجينات لمعظم الأشخاص المصابين بداء الزهايمر. ولكن يمكن للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع داء الزهايمر المبكر التفكير في إجرائه. تحدث مع أحد استشاريي الوراثيات لمناقشة مخاطر الاختبار الوراثي وفوائده قبل إجرائه.

المعالجة

أدوية معينة

يمكن أن تساعد أدوية داء الزهايمر على علاج الأعراض التي تصيب الذاكرة وغيرها من التغيرات الإدراكية. ويُستخدم نوعان من الأدوية حاليًا لعلاج الأعراض:

  • مثبطات الكولينستيراز. تعمل هذه الأدوية من خلال رفع مستويات التواصل بين الخلايا. فهذه الأدوية تحافظ على الناقل الكيميائي المستنزف في الدماغ بسبب داء الزهايمر. وهي الأدوية التي غالبًا تُجرب في البداية، ويشعر معظم الأشخاص بتحسن لا بأس به في الأعراض عند استخدامها.

    يمكن أن تخفف مثبطات الكولينستيراز الأعراض المرتبطة بالسلوك، مثل التهيُّج أو الاكتئاب. وتُتناول هذه الأدوية عن طريق الفم أو بشكل لصيقة. تشمل مثبطات الكولينستيراز الموصوفة عادةً دونيبيزيل (Aricept و Adlarity) وغالانتامين (Razadyne) ولصيقة ريفاستغمين (Exelon).

    من الآثار الجانبية الأساسية لهذه الأدوية الإسهال والغثيان وفقدان الشهية للطعام واضطرابات النوم. وقد تشمل الآثار الجانبية الخطيرة التي تظهر على المصابين ببعض اضطرابات القلب؛ عدم انتظام ضربات القلب.

  • الميمانتين (Namenda). يعمل هذا الدواء في شبكة اتصال أخرى بين خلايا الدماغ، ويبطئ تفاقُم أعراض الحالات الشديدة إلى المتوسطة من داء الزهايمر، ويُستخدم في بعض الأحيان مع مثبط الكولينستيراز. ومن الآثار الجانبية النادرة نسبيًا، الدوخة والاضطراب.

في عام 2023، اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية دواء ليكانيماب (Leqembi) لعلاج الأشخاص المصابين بداء الزهايمر والاختلال المعرفي المعتدل الناتج عن داء الزهايمر.

وقد توصلت تجربة سريرية من المرحلة الثالثة إلى أن الدواء نجح في إبطاء الانحدار الإدراكي لدى المصابين بداء الزهايمر في مراحله المبكرة. إذ يمنع الدواء تكتل لويحات الأميلويد في الدماغ. وقد كانت تجربة المرحلة الثالثة أكبر دراسة أُجريت إلى الآن للبحث في ما إذا كان التخلص من تكتلات لويحات الأميلويد من الدماغ يمكنها إبطاء المرض أم لا.

يُعطى دواء ليكانيماب عن طريق الحقن عبر الوريد كل أسبوعين. وتتضمن الآثار الجانبية لدواء ليكانيماب التفاعلات المرتبطة بالحقن، مثل الحُمَّى وأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا والغثيان والقيء والدوخة وتغيرات في سرعة القلب وضيق النفس.

وتتضمن الآثار الجانبية لدواء ليكانيماب التفاعلات المرتبطة بالحقن، مثل الحُمَّى وأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا والغثيان والقيء والدوخة وتغيرات في سرعة القلب وضيق النفس.

كما قد يُصاب الأشخاص الذين عُولِجوا بليكانيماب بتورم في الدماغ أو نزيف بسيط في الدماغ. وفي حالات نادرة، يكون تورم الدماغ خطيرًا لدرجة التسبب في حدوث نوبات صرع وغيرها من الأعراض. وقد يؤدي نزيف الدماغ إلى الوفاة في حالات نادرة أيضًا. توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ قبل بدء العلاج. كما توصي أيضًا بمتابعة الحالة عن طريق الاستمرار بتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي أثناء علاج أعراض تورم الدماغ أو نزفه.

يبدو أن الأشخاص الذين يحملون شكلاً معينًا من الجين المعروف باسم جين صميم البروتين الشحمي E ‏e4 معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بهذه المضاعفات الخطيرة. لذا توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باختبار هذا الجين قبل بدء العلاج باستخدام ليكانيماب.

في حال أخذ دواء مميع للدم أو وجود عوامل خطورة تؤدي إلى نزيف الدماغ، يجب استشارة الطبيب قبل أخذ ليكانيماب. فقد تزيد الأدوية المميعة للدم من خطر حدوث نزيف في الدماغ.

وتجرى أبحاث إضافية حول المخاطر المحتملة لتناوُل ليكانيماب. وتوجد أبحاث أخرى تدرس مدى فعالية ليكانيماب للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء الزهايمر، بما في ذلك الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء، مصاب بالمرض.

وتجرى دراسة دواء آخر يسمى دونانيماب. يستهدف دونانيماب لويحات الأميلويد وبروتينات تاو ويقلل تراكمهما. وقد تبين أنه يُبطئ تراجع مستوى التفكير والأداء الوظيفي لدى الأشخاص المصابين بداء الزهايمر في مراحله المبكرة.

واعتمُِد دواء أدوكانوماب (Aduhelm) لعلاج بعض حالات داء الزهايمر، لكنه لا يستخدم على نطاق واسع. فقد كانت نتائج الدراسات التي أُجريت على مدى فعاليته في إبطاء الانحدار الإدراكي متباينة. كما أن التغطية التأمينية لهذا الدواء محدودة.

خلق بيئة آمنة وداعمة

يتمثل جزء مهم من أي خطة علاجية في التكيف مع احتياجات الشخص المصاب بداء الزهايمر. عليك محاولة تأسيس عادات يومية وتعزيزها، مع تقليل المهام التي تعتمد على الذاكرة. فهذه الخطوات يمكنها أن تجعل الحياة أسهل بكثير.

فيما يلي بعض الطرق لدعم شعور الشخص بأنه على ما يرام ولا يزال قادرًا على أداء المهام بنفسه:

  • ضع المفاتيح والمحافظ والهواتف المحمولة والمقتنيات الثمينة الأخرى في مكان واحد في المنزل حتى لا يفقدها.
  • احتفظ بالأدوية في مكان آمن. استخدم قائمة تفقديّة يومية لتتبع جرعات الأدوية.
  • اتخذ الترتيبات اللازمة لتكون التعاملات المالية عن طريق الدفع الآلي والإيداع الآلي.
  • اجعل الشخص المصاب بداء الزهايمر يحمل هاتفًا محمولاً مزودًا بإمكانية تتبع الموقع. سجِّل الأرقام المهمة على الهاتف.
  • ركِّب مستشعرات إنذار على الأبواب والنوافذ.
  • احرص على جعل المواعيد الطبية المنتظمة في اليوم نفسه والوقت ذاته قدر المستطاع.
  • استخدم تقويمًا أو سبورة بيضاء لتتبع الجداول اليومية. اكتسب عادة وضع علامة على المهام المكتملة.
  • تخلص من الأثاث الزائد والفوضى والسجاجيد الصغيرة.
  • ثبت درابزينًا قويًا على الدَّرَج وفي الحمامات.
  • تأكد من أن تكون الأحذية والنعال مريحة وتوفر ثباتًا جيدًا.
  • قلل عدد المرايا. فقد تسبب الصور المنعكسة في المرايا شعور مرضى الزهايمر بالارتباك أو الخوف.
  • تأكد من أن مريض الزهايمر يحمل بطاقة تعريف أو يرتدي سوار تنبيه طبيًا.
  • وزِّع الصور والأشياء الأخرى التي تحمل معنى لصاحبها في أرجاء المنزل.

الطب البديل

يُروَّج للعلاجات العشبية والفيتامينات والمكملات الغذائية الأخرى على نطاق واسع على أنها تعزز الصحة المعرفية أو تقي من داء الزهايمر أو تؤخر الإصابة به. لكن التجارب السريرية أسفرت عن نتائج متباينة. وهناك القليل من الأدلة التي تدعم فكرة أن هذه المستحضرات فعالة.

تشمل بعض العلاجات التي خضعت للدراسة مؤخرًا ما يلي:

  • فيتامين E. على الرغم من أن فيتامين E لا يقي من داء الزهايمر، فإن تناول 2000 وحدة دولية يوميًا قد يساعد على تأخير تفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين فعليًا بأعراض المرض الخفيفة إلى المتوسطة. ومع ذلك، كانت نتائج الدراسات متباينة، إذ أظهر بعضها فقط فوائد قليلة. ستكون هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث بشأن مدى أمان تناول 2000 وحدة دولية يوميًا من فيتامين E بالنسبة إلى مرضى الخَرَف قبل أن يُوصَى به بشكل روتيني.

    ويمكن أن تتفاعل المكملات الغذائية التي يُروَّج لها على أنها تعزز الصحة المعرفية مع أدوية داء الزهايمر أو أدوية علاج الحالات الصحية الأخرى. لذلك تعاون مع فريق الرعاية الصحية لوضع خطة علاج آمنة لك. وأخبر فريق الرعاية الصحية بالأدوية الموصوفة لك، وأي أدوية أو مكملات غذائية تتناولها دون وصفة طبية.

  • أحماض أوميغا 3 الدهنية. قد تقلل أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك أو في المكملات الغذائية من خطر الإصابة بالخَرَف. لكن لم تُظهر الدراسات السريرية أي فائدة لها في علاج أعراض داء الزهايمر.
  • الكركمين. تأتي هذه العشبة من الكركم، ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة قد تؤثر في العمليات الكيميائية التي تحدث في الدماغ. لكن حتى الآن، لم تجد التجارب السريرية أي فائدة منه في علاج داء الزهايمر.
  • الجنكة. الجنكة مستخلص نباتي. لكن في دراسة كبيرة موّلتها المعاهد الوطنية للصحة، لم يُكتشف أي تأثير لها في الوقاية من داء الزهايمر أو تأخيره.
  • الميلاتونين. يساعد هذا المكمل الغذائي على تنظيم النوم. ويخضع للدراسة لمعرفة ما إذا كان بإمكانه مساعدة الأشخاص المصابين بالخَرَف على التحكم في مشكلات النوم. لكن بعض الأبحاث أشارت إلى أن الميلاتونين قد يؤدي إلى تدهور الحالة المزاجية لدى بعض الأشخاص المصابين بالخَرَف. لكن ما تزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

تعزِّز خيارات نمط الحياة الصحية من فرص التمتع بصحة عامة جيدة. وقد تؤدي دورًا في الحفاظ على صحة الدماغ.

التمارين

الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية جزء مهم من خطة العلاج. إذ يمكن أن تساعد أنشطة مثل المشي يوميًا على تحسين المزاج والحفاظ على سلامة المفاصل والعضلات والقلب. وتعزز ممارسة التمارين الرياضية أيضًا النوم الهادئ وتقي من الإمساك. كما أنها مفيدة لشركاء الرعاية.

قد يظل الأشخاص المصابون بداء الزهايمر الذين يجدون صعوبة في المشي قادرين على استخدام الدراجة الثابتة أو ممارسة تمارين الإطالة باستخدام أشرطة تمارين مطاطية أو المشاركة في التمارين الرياضية على كرسي. ويمكنك العثور على برامج التمارين الرياضية المصممة لتناسب البالغين الأكبر سنًا على التلفاز أو الإنترنت أو أقراص الفيديو الرقمية.

التغذية

قد ينسى المصابون بداء الزهايمر تناول الطعام، أو يفقدون اهتمامهم بإعداد الوجبات، أو لا يتناولون الأطعمة الصحية. بل قد ينسون أيضًا شرب ما يكفي من السوائل، ما يسبب لهم الجفاف والإمساك.

ينبغي أن توفر لهم ما يلي:

  • خيارات صحية. اشترِ خيارات الطعام الصحية سهلة التناوُل.
  • الماء والمشروبات الصحية الأخرى. شجِّعهم على شرب عدة أكواب من السوائل يوميًا. وتجنَّب المشروبات المحتوية على الكافيين التي قد تسبب زيادة القلق وتؤثر في النوم وتحفّز الحاجة إلى التبول كثيرًا.
  • السموذي والمشروبات المخفوقة الصحية مرتفعة السعرات الحرارية. أضِف مسحوق البروتين إلى مخفوق الحليب أو أعِدّ السموذي. فسيفيدهم ذلك عندما تزيد صعوبة تناوُل الطعام.

الاندماج الاجتماعي والأنشطة

يمكن أن تدعم الأنشطة الاجتماعية المهارات والقدرات التي يحتفظ بها المريض، ويمكنها أن تساعد أيضًا على تحسين سلامتك العامة. مارس أنشطة هادفة وممتعة لك. يمكن للمصاب بالخَرَف:

  • الاستماع إلى الموسيقى أو الرقص.
  • قراءة الكتب أو الاستماع إليها.
  • زراعة الحدائق أو ممارسة الأشغال اليدوية.
  • حضور المناسبات الاجتماعية التي تقام في مراكز رعاية الذاكرة أو دور المسنين.
  • ممارسة الأنشطة مع الأطفال.

التأقلم والدعم

يشعر الأشخاص المصابون بداء الزهايمر بمزيج من المشاعر، مثل الارتباك والإحباط والغضب والخوف وعدم اليقين والحزن والاكتئاب.

إذا كنت تعتني بشخص مصاب بداء الزهايمر، فيمكنك مساعدته على التأقلم بأن تكون موجودًا بجواره وتستمع إليه. واحرص على طمأنة الشخص بأنه لا يزال بإمكانه الاستمتاع بالحياة، وقدِّم إليه الدعم وابذل قصارى جهدك لمساعدته على الحفاظ على كرامته واحترامه لنفسه.

ويمكن أن تساعد البيئة المنزلية الهادئة والمستقرة على تقليل المشكلات السلوكية. إذ يمكن للمواقف الجديدة أو الضوضاء أو وجود مجموعات كبيرة من الأشخاص أو استعجال الشخص أو الضغط عليه للتذكر أو مطالبته بأداء مهمة معقدة أن تؤدي إلى شعوره بالقلق. وعندما يشعر الشخص المصاب بداء الزهايمر بالانزعاج، تتراجع قدرته على التفكير بوضوح بشكل أكبر.

العناية بمقدمي الرعاية

تقديم الرعاية إلى شخص مصاب بداء الزهايمر أمر يستلزم متطلبات نفسية وجسدية كبيرة. وليس من الغريب الشعور بالغضب والذنب والتوتر والقلق والحزن والعزلة الاجتماعية.

يمكن أن يؤثر تقديم الرعاية على الصحة الجسدية لمقدّم الرعاية. لذلك انتبه إلى احتياجاتك وحافظ على عافيتك، فهذا من أهم الخدمات التي يمكن أن تسديها إلى نفسك وإلى الشخص المصاب بداء الزهايمر.

إذا كنت قائمًا على رعاية شخص مصاب بداء الزهايمر، فيمكنك:

  • تعلُّم كل ما يمكنك تعلُّمه عن المرض.
  • استشارة خبراء الرعاية الصحية والاختصاصيين الاجتماعيين وغيرهم من المشاركين في تقديم الرعاية إلى الشخص العزيز عليك.
  • طلب المساعدة من الأصدقاء أو أفراد العائلة الآخرين متى احتجت إلى ذلك.
  • الحصول على قسط من الراحة كل يوم.
  • قضاء بعض الوقت مع أصدقائك.
  • العناية بصحتك بزيارة خبراء الرعاية الصحية في المواعيد المحددة وتناوُل طعام صحي وممارسة التمارين الرياضية.
  • الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم.
  • الاستفادة من خدمات مراكز الرعاية النهارية للبالغين القريبة منك إن أمكن.

يستفيد الكثير من المصابين بداء الزهايمر وعائلاتهم من خدمات التوجيه المعنوي أو خدمات الدعم المحلية. فتواصَل مع فرع رابطة الزهايمر المحلي ليعرفك على مجموعات الدعم، وخبراء الرعاية الصحية، واختصاصيي العلاج المهني، ومصادر المعلومات والإحالات، وهيئات الرعاية المنزلية، ومرافق الرعاية المقيمة، وتخبرك بخط المساعدة الهاتفية والندوات التعليمية.

التحضير للموعد

تتطلب الرعاية الطبية لفقدان الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى عادةً إستراتيجية الفريق أو إستراتيجية تشمل الزوج/الزوجة. إذا كنت تخشى فقدان الذاكرة أو الأعراض المرتبطة به، فاطلب من أحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين الذهاب معك إلى موعد طبي لدى اختصاصي الرعاية الصحية. يمكن أن يساعد الزوج/الزوجة على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الطبيب، فضلاً عن تقديم الدعم اللازم خلال الزيارة.

إذا كنت مرافقًا لشخص ما في الذهاب إلى موعد للرعاية الصحية، فقد يكون الدور المطلوب منك هو تقديم بعض التفاصيل عن التاريخ الطبي أو انطباعاتك بشأن التغييرات التي قد لاحظتها. فهذا العمل الجماعي جزء مهم من الرعاية الطبية.

قد يحيلك اختصاصي الرعاية الصحية إلى طبيب أعصاب أو طبيب نفسي أو أخصائي طب النفْس العصبي أو أي اختصاصي آخر لمزيد من التقييم.

ما يمكنك فعله

يمكنك التحضير من أجل موعدك الطبي من خلال تدوين أكبر قدر ممكن من المعلومات لمشاركته. قد تشمل المعلومات:

  • السيرة المرضية تشمل أي تشخيصات سابقة أو حالية والسيرة المرضية للعائلة.
  • الفريق الطبي، يشمل اسم أي طبيب موجود أو اختصاصي صحة عقلية أو اختصاصي معالجة ومعلومات الاتصال الخاصة بهم.
  • الأدوية، تشمل الوصفات الطبية أو الأدوية التي تُصرف من دون وصفة طبية أو الفيتامينات أو الأعشاب أو المكملات الغذائية أخرى.
  • الأعراض، تشمل أمثلة معينة على التغيرات التي تطرأ على الذاكرة أو مهارات التفكير.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية عددًا من الأسئلة لفهم تغيرات الذاكرة أو مهارات التفكير الأخرى. وإذا كان هناك شخص يرافقك إلى الموعد الطبي، فاستعد للحديث عن أفكارك حسب حاجتك. قد يطرح اختصاصي الرعاية الأسئلة التالية:

  • ما أنواع مشكلات الذاكرة والهفوات الذهنية التي تتعرض لها؟ متى لاحظتها أول مرة؟
  • هل تزداد سوءًا مع مرور الوقت أم أنها تتحسن أحيانًا وتسُوء أحيانًا أخرى؟
  • هل توقفت عن ممارسة بعض الأنشطة، مثل إدارة شؤونك المالية أو القيام بالتسوق، لأنها أرهقت ذهنك للغاية؟
  • ما حالتك المزاجية؟ هل تشعر بالاكتئاب أو بأنك أكثر حزنًا أو قلقًا من المعتاد؟
  • هل ضللت الطريق مؤخرًا أثناء القيادة أو شعرت بالتشتت في موقف مألوف لك في العادة؟
  • هل عبَّر أي شخص عن مشكلة في قيادتك على غير المعتاد؟
  • هل لاحظت أي تغيرات في الطريقة التي اعتدت التفاعل بها مع الأشخاص أو الأحداث؟
  • هل تتمتع بطاقة أكثر من المعتاد، أم أقل من المعتاد، أم في المستوى نفسه تقريبًا؟
  • ما الأدوية التي تأخذها؟ هل تأخذ أي فيتامينات أو مكملات غذائية؟
  • هل تتناوَل المشروبات الكحولية؟ بأيِّ كمية؟
  • هل لاحظت وجود أي ارتعاش أو تعثر في المشي؟
  • هل لديك مشكلة في تذكر المواعيد الطبية أو مواعيد تناول الأدوية؟
  • هل خضعت لفحص سمعك وبصرك مؤخرًا؟
  • هل واجه أحد أفراد عائلتك مشكلة في الذاكرة؟ هل هناك تاريخ عائلي بالإصابة بداء الزهايمر أو الخَرَف؟
  • هل تتفاعل مع أحلامك عند النوم (تقوم بالركل، أو اللكم، أو الصياح، أو الصراخ)؟ هل يصدر عنك صوت شخير أثناء النوم؟
Last Updated: February 13th, 2024