Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202404 d_28; ct_50
Home Health Library Diseases and Conditions Brain AVM (arteriovenous malformation)

التشوه الشرياني الوريدي الدماغي

تتدخل الأوعية الدموية المتشابكة في الدماغ في هذه الحالة النادرة. تعرف على المزيد.

نظرة عامة

التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي

في حالة التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، يتحرك الدم مباشرة من الشرايين إلى الأوردة عبر مجموعة متشابكة من الأوعية الدموية. وتُحدث هذه الحالة خللاً في عملية دوران الدم عبر الدماغ بشكلٍ طبيعي.

الأوعية الدموية في التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي

في حال الإصابة بالتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، ينتقل الدم مباشرة من الشرايين إلى الأوردة عبر مجموعة متشابكة من الأوعية الدموية.

التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي هو شبكة من الأوعية الدموية التي تربط الشرايين والأوردة في الدماغ.

تنقل الشرايين الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الدماغ. وتحمل الأوردة الدم المستنفد منه الأكسجين وتعيده إلى الرئتين والقلب. ولكن التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي يعطل هذه العملية الحيوية.

يمكن أن يظهر التشوّه الشرياني الوريدي في أي مكان بالجسم، غير أن أشهر مواضعه هو الدماغ والحبل النخاعي، ومع ذلك فالتشوّه الشرياني الوريدي الدماغي نادر على وجه العموم.

سبب الإصابة بالتشوّه الشرياني الوريدي الدماغي غير معروف. فغالبية الأشخاص يُولدون به، ومن ثمّ يتشكّل في وقت لاحق من حياتهم. وقلّما تتوارثه العائلات عن بعضها.

قد تظهر على بعض المصابين بالتشوّه الشرياني الوريدي الدماغي مؤشرات وأعراض، مثل الصداع أو النوبات الـمَرَضية. ويظهر التشوّه الشرياني الوريدي غالبًا بعد إجراء فحص الدماغ للكشف عن مشكلة أخرى أو بعد تمزق الأوعية الدموية والنزيف.

فور تشخيص التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، يمكن معالجته لمنع حدوث المضاعفات مثل تلف الدماغ أو السكتة الدماغية.

الأعراض

قد لا يسبب التشوه الشرياني الوريدي الدماغي أي مؤشرات أو أعراض حتى يتمزق التشوه الشرياني الوريدي، مؤديًا إلى حدوث نزف. وبالتالي يكون النزف أول المؤشرات في حوالي نصف حالات التشوه الشرياني الوريدي الدماغي.

لكن قد تظهر على بعض المصابين بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي مؤشرات وأعراض أخرى غير النزف، مثل:

  • النوبات المرضية
  • صداع أو ألم في منطقة واحدة من الرأس
  • وهن العضلات أو الشعور بالخدر في جزء واحد من الجسم

قد تُصيب البعض مؤشرات وأعراض عصبية أكثر خطورة حسب المنطقة المصابة بالتشوه الشرياني الوريدي، بما في ذلك:

  • الصداع الشديد
  • الوهن أو الخدر أو الشلل
  • فقدان البصر
  • صعوبة الكلام
  • الارتباك الذهني أو عدم القدرة على فهم الآخرين
  • فقدان الاتزان الشديد

قد تبدأ مؤشرات وأعراض التشوه الشرياني الوريدي الدماغي في أي عمر، ولكنها تظهر عادةً بين سن 10 و40 عامًا. ويمكن للتشوهات الشريانية الوريدية الدماغية إحداث تلف في أنسجة المخ بمرور الزمن. حيث تتراكم الآثار الناتجة عنه ببطء وتسبب حدوث الأعراض في بداية مرحلة البلوغ غالبًا.

ولكن تظل التشوهات الشريانية الوريدية الدماغية مستقرة بحلول منتصف العمر، وتقل إمكانية تسببها في حدوث أعراض.

لم تتوصل الأبحاث إلى وجود أي أدلة تؤكد أن الحمل يزيد من خطر تعرض المصابات بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي للنزف. لكن لا يزال يجب إجراء المزيد من الأبحاث.

يشمل أحد أخطر أنواع التشوه الشرياني الوريدي الدماغي عيب وريد جالينوس. ويتسبب في حدوث مؤشرات وأعراض تظهر بعد الولادة بفترة قصيرة أو بعدها مباشرة. ويمكن للأوعية الدموية الرئيسية في هذا النوع من التشوه الشرياني الوريدي الدماغي أن تسبب تراكم السوائل في الدماغ وتورم الرأس. ويمكن أيضًا أن يسبب تورم الأوردة المرئية على فروة الرأس وحدوث نوبات مرضية وقصور النمو وفشل القلب الاحتقاني.

متى تزور الطبيب

اطلب المساعدة الطبية الفورية إذا لاحظت أي مؤشرات أو أعراض للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي، مثل النوبات المَرضية أو الصداع أو أعراض أخرى. فالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي هو حالة مهددة للحياة وتتطلب رعاية طبية طارئة.

الأسباب

تدفق الدم في حالة التَشوّه الشرياني الوريدي

في حال التَشوّه الشرياني الوريدي، ينتقل الدم بسرعة من الشرايين إلى الأوردة؛ ما يعطل تدفق الدم المعتاد ويمنع وصول الأكسجين إلى الأنسجة المحيطة.

لا يُعرف سبب التشوه الشرياني الوريدي الدماغي. يرى الباحثون أن التشوه الشرياني الوريدي الدماغي يكون موجودًا منذ الولادة، ويبدأ التكوّن أثناء نمو الجنين، وقد يظهر أيضًا في مرحلة عمرية لاحقة. ويمكن ملاحظة الإصابة به لدى بعض المصابين بتوسع الشعيرات النزفي الوراثي الذي يطلق عليه أيضًا متلازمة أوسلر-ويبر-ريندو. يصيب توسع الشعيرات النزفي الوراثي أيضًا الطريقة التي تتكون بها الأوعية الدموية في مناطق أخرى من الجسم، ومنها الدماغ.

يرسل القلب في العادة الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ عبر الشرايين. وتبطئ الشرايين تدفق الدم عن طريق تمريره عبر مجموعة من شبكات الأوعية الدموية التي تضيق تدريجيًا، انتهاءً بالجزء الأصغر من الأوعية الدموية (الشعيرات الدموية). ومن ثم توصل الشعيرات الدموية الأكسجين ببطء عبر جدرانها الرقيقة المسامية إلى نسيج الدماغ المحيط بها.

أما الدم الخالي من الأكسجين، فيمر إلى الأوعية الدموية الصغيرة ثم يصل إلى الأوردة الأكبر التي تعيد الدم إلى القلب والرئتين للحصول على مزيد من الأكسجين.

وتفتقر الشرايين والأوردة في حالة التشوه الشرياني الوريدي إلى هذه الشبكة الداعمة من الأوعية الدموية الأصغر والشعيرات الدموية. وبدلاً من ذلك، يتدفق الدم سريعًا ومباشرة من الشرايين إلى الأوردة متجاوزًا الأنسجة المحيطة.

عوامل الخطورة

يمكن أن يولد أي شخص مصابًا بتشوه شرياني وريدي دماغي، إلا أن العوامل التالية قد تزيد من احتمالية الإصابة به:

  • كونك ذكرًا. يزيد شيوع الإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي بين الذكور.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة. أُبلغ عن حالات للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي في بعض الحالات النادرة داخل بعض العائلات، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك عامل وراثي معين يسببها، أم أنها حالات عارضة لا أكثر. من المحتمل أيضًا أن تنتقل بعض الأمراض الأخرى وراثيًا -مثل توسُّع الشعيرات النزفي الوراثي- ما يزيد احتمالية الإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي.

المضاعفات

النزيف داخل الدماغ

قد يتسبب التشوه الشرياني الوريدي الدماغي في حدوث نزيف داخل الدماغ، ما قد يؤدي إلى تلف أنسجة الدماغ المحيطة كما هو موضح في التصوير المقطعي المحوسب هذا (على الجانب الأيسر) والرسم التوضيحي (على الجانب الأيمن) للنزف داخل المخ.

تشمل مضاعفات التشوه الشرياني الوريدي الدماغي:

  • نزيف الدماغ. يضغط التشوه الشرياني الوريدي بشدة على جدران الشرايين والأوردة المصابة، ما يؤدي إلى ترققها أو ضعفها. وقد يؤدي هذا إلى تمزق منطقة التشوه الشرياني الوريدي ونزفها داخل الدماغ.

    تتراوح احتمالية نزف مناطق التشوه الشرياني الوريدي الدماغي بين 2% و3% كل عام. وقد تكون احتمالية النزف أعلى في أنواع معينة من التشوه الشرياني الوريدي، أو في حالة الإصابة المسبقة بتمزق في منطقة التشوه الشرياني الوريدي.

    لا تُكتشف بعض أنواع النزف المرتبطة بالتشوه الشرياني الوريدي لأنها لا تسبب أي ضرر ملحوظ في الدماغ أو لا تصاحبها مؤشرات أو أعراض. ومع ذلك، فقد تحدث نوبات نزف ربما تكون مهددة للحياة.

    يتسبب التشوه الشرياني الوريدي الدماغي في حدوث نحو 2% من إجمالي السكتات الدماغية النزفية كل عام. وغالبًا ما يكون هو سبب حالات النزف لدى الأطفال واليافعين الذين يصابون بنزف داخل الدماغ.

  • قلة الأكسجين الواصل إلى أنسجة الدماغ. في حالة التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، يتخطى الدم شبكة الأوعية الدموية الدقيقة، ويتدفق مباشرة من الشرايين إلى الأوردة. ويندفع الدم سريعًا عبر المسارات الجديدة نظرًا لأنه لا يجد ما يعيقه من قنوات أوعية دموية أصغر.

    ولا يستطيع نسيج الدماغ المحيط امتصاص الأكسجين بسهولة من الدم المتدفق سريعًا. ونظرًا لعدم كفاية الأكسجين، تضعف أنسجة الدماغ أو قد تموت تمامًا. ويؤدي هذا إلى أعراض شبيهة بالسكتة الدماغية، مثل صعوبة التحدث، أو الشعور بالضعف، أو الخدَر، أو فقدان البصر، أو فقدان الاتزان الشديد.

  • ترقق الأوعية الدموية أو ضعفها. يضغط التشوه الشرياني الوريدي بشدة على جدران الأوعية الدموية الرقيقة والضعيفة. وقد يتكوّن انتفاخ في أحد الأوعية الدموية (تمدد الأوعية الدموية) ويصبح عرضة للتمزق.
  • تلف الدماغ. يمكن أن يستعين الجسم بعدد أكبر من الشرايين لتوصيل الدم إلى منطقة التشوه الشرياني الوريدي الدماغي التي يتدفق فيها الدم بسرعة. ونتيجة لذلك، قد تتضخم بعض مناطق التشوه الشرياني الوريدي ويتغير مكانها أو تضغط على أجزاء من الدماغ. وربما يؤدي هذا إلى منع السوائل الواقية من التدفق بحرية حول نصفي الدماغ.

    عند تراكم السوائل، فإنها تضغط على نسيج الدماغ في اتجاه الجمجمة.

التشخيص

صورة وعائية دماغية تُظهِر التشوه الشرياني الوريدي الدماغي

صورة وعائية دماغية تُظهِر التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي

التصوير المقطعي المحوسب

يوفر التصوير المقطعي المحوسب إمكانية رؤية جميع أجزاء الجسم تقريبًا، ويُستخدم أيضًا لتشخيص مرض أو إصابة ما، وكذلك لوضع خطة العلاج الطبي أو الجراحي أو الإشعاعي.

فحص التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ

سيستعرض الطبيب أعراضك وسيجري لك فحصًا بدنيًا لتشخيص التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي.

يمكن استخدام اختبار واحد أو أكثر لتشخيص التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي. وفي العادة، يُجري اختصاصيو الأشعة المتخصصون في تصوير الدماغ والجهاز العصبي فحوصات تصويرية.

تشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص التشوه الشرياني الوريدي الدماغي ما يلي:

  • تصوير الأوعية الدماغية. يُعرف أيضًا باسم تصوير الشرايين الدماغية، وهو الاختبار الأكثر تفصيلاً المستخدم في تشخيص التشوه الشرياني الوريدي الدماغي. يكشف تصوير الأوعية الدماغية عن موضع الشرايين المغذية والأوردة المصرِّفة وخصائصها، وهو الأمر الضروري لوضع خطة العلاج.

    في هذا الاختبار، يُدخَل أنبوب رفيع (قسطار) إلى أحد الأوردة الموجودة في الأربية (باطن الفخذ) أو المعصم، ثم يمرر إلى الدماغ موجَّهًا بصور الأشعة السينية. وتُحقن صبغة في الأوعية الدموية للدماغ لجعلها مرئية أثناء التصوير بالأشعة السينية.

  • الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب. يستخدم التصوير المقطعي المحوسب سلسلة من صور الأشعة السينية لتكوين صور مقطعية مفصلة للدماغ.

    وتُحقن أحيانًا صبغة عبر أنبوب إلى داخل أحد الأوردة لإجراء التصوير المقطعي المحوسب للأوعية الدموية. هذه الصبغة تتيح رؤية الشرايين التي تغذي التشوه الشرياني الوريدي ورؤية الأوردة التي تصرف التشوه الشرياني الوريدي بمزيد من التفصيل.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مغناطيسات قوية وموجات راديو لتكوين صور مفصلة للدماغ.

    ويتميز التصوير بالرنين المغناطيسي بأنه أكثر حساسية من التصوير المقطعي المحوسب، ويمكنه إظهار التغيرات الدقيقة التي تطرأ على الدماغ وترتبط بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي.

    يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا معلومات عن موضع التشوه الشرياني الوريدي الدماغي بالتحديد وأي حالات نزف مرتبطة به في الدماغ، وهو الأمر المهم لتحديد الخيارات العلاجية المناسبة.

    يمكن أيضًا حقن صبغة لمعاينة الدورة الدموية داخل الدماغ (تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي).

المعالجة

الإصمام داخل الأوعية الدموية

تجري عملية الإصمام داخل الأوعية الدموية عبر إدخال أنبوب طويل ورفيع (أنبوب قسطرة) في أحد شرايين الساق ويُمرر عبر الأوعية الدموية وصولاً إلى الدماغ بمساعدة التصوير بالأشعة السينية. ويضع الجراح أنبوب القسطرة في أحد الشرايين التي تغذي التَشوّه الشرياني الوريدي ويحقن عامل الإصمام، مثل الجزيئات الصغيرة أو مادة تشبه الغراء، لسد الشريان وتقليل تدفق الدم إلى التَشوّه الشرياني الوريدي.

صورة مقربة لجراحة إصمام الأوعية الدموية

في إجراء الإصمام داخل الأوعية لعلاج التشوه الشرياني الوريدي، يعمل أنبوب القسطرة على ترسيب جزيئات مادة تشبه الغراء في الشريان المصاب لمنع تدفق الدم.

الاستهداف باستخدام سكين جاما

تتسم الحِزم الإشعاعية الفردية بضعفها الشديد لدرجة أنها لا تؤذي أنسجة الدماغ التي تعبر من خلالها نحو الهدف. يصل الإشعاع إلى أقصى قوته عندما تتقاطع الأشعة كافة.

توجد العديد من الخيارات العلاجية المحتملة للتَشوّه الشرياني الوريدي الدماغي. والهدف الأساسي من العلاج هو الوقاية من النزف، لكن ينبغي أيضًا أخذ السيطرة على نوبات الصرع أو غيرها من المضاعفات العصبية في الحسبان.

يعتمد العلاج الأنسب لحالتك المَرَضية على عمرك وحالتك الصحية وحجم التشوه الشرياني الوريدي الدماغي وموضعه.

ويمكن استخدام الأدوية لعلاج الأعراض التي يسببها التشوه الشرياني الوريدي، مثل الصداع أو نوبات الصرع.

الجراحة هي أكثر الطرق شيوعًا لعلاج التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، وهناك ثلاثة خيارات جراحية:

  • الإزالة الجراحية (الاستئصال). في حالة نزف التشوه الشرياني الوريدي الدماغي أو إذا كان في منطقة يمكن الوصول إليها بسهولة، فقد يوصى بإجراء جراحة في الدماغ لاستئصال التشوه الشرياني الوريدي. وفي هذا الإجراء، يزيل الجراح جزءًا من الجمجمة مؤقتًا للوصول إلى التشوه الشرياني الوريدي.

    يستخدم الجراح مجهرًا عالي الطاقة لسد التشوه الشرياني الوريدي باستخدام مشابك خاصة، ويزيله بعناية من أنسجة الدماغ المحيطة به. ثم يعيد الجراح عظم الجمجمة إلى موضعه ويغلق الشق الجراحي في فروة الرأس.

    تُجرى عملية الاستئصال عادةً عندما يمكن إزالة التشوه الشرياني الوريدي دون وجود احتمال كبير للإصابة بنزف أو نوبة صرع. أما حالات التشوه الشرياني الوريدي الموجودة في مناطق عميقة من الدماغ، فإنها تنطوي على احتمال كبير للإصابة بمضاعفات. وفي تلك الحالات، قد يوصي طبيبك بعلاجات أخرى.

  • الإصمام داخل الأوعية. يُدخل أنبوب قسطرة في هذا الإجراء إلى أحد شرايين الساق أو المعصم، ثم يوجَّه عبر الأوعية الدموية وصولاً إلى الدماغ باستخدام التصوير بالأشعة السينية.

    يوضع أنبوب القسطرة بعدئذ في أحد الشرايين المغذية للتشوه الشرياني الوريدي الدماغي. يحقن الجراح عامل إصمام -مثل الجزيئات الصغيرة أو مادة شبيهة بالصمغ أو لفافات دقيقة أو غير ذلك من المواد- لسد الشريان وتقليل تدفق الدم إلى منطقة التشوه الشرياني الوريدي.

    الإصمام داخل الأوعية هو إجراء أقل توغلاً من الجراحة التقليدية. ويمكن إجراؤه وحده. ولكنه يستخدم كثيرًا قبل العلاجات الجراحية الأخرى لزيادة عامل الأمان فيها. ويحقق هذا الإجراء تلك النتيجة عن طريق تقليل حجم التشوه الشرياني الوريدي الدماغي أو احتمال النزف.

    يمكن استخدام الإصمام داخل الأوعية في بعض حالات التشوه الشرياني الوريدي الدماغي الكبيرة لتقليل الأعراض الشبيهة بأعراض السكتة الدماغية عن طريق إعادة توجيه الدم إلى أنسجة الدماغ.

  • الجراحة الإشعاعية التجسيمية. تستخدم هذه الطريقة العلاجية حزمًا إشعاعية دقيقة التركيز لتدمير التَشوّه الشرياني الوريدي. ولا يُعد هذا الإجراء جراحة بالمعنى الحرفي لأنه لا تُجرى فيه شقوق في الجسم.

    بل توجّه الجراحة الإشعاعية التجسيمية العديد من حزم الأشعة دقيقة التوجيه إلى منطقة التشوه الشرياني الوريدي لإتلاف الأوعية الدموية وإحداث ندوب فيها. وبعد ذلك تتجلط الأوعية الدموية المتندبة في منطقة التشوه الشرياني الوريدي ببطء بعد العلاج بمدة من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات.

    يكون هذا العلاج هو الخيار الأنسب لحالات التشوه الشرياني الوريدي صغيرة الحجم التي تصعب إزالتها بالجراحة التقليدية والحالات التي لا تسبب نزفًا يشكل خطورة على الحياة.

إذا كانت الأعراض الظاهرة عليك قليلة أو لم تكن هناك أي أعراض، أو إذا كان التشوه الشرياني الوريدي في منطقة من الدماغ يصعب علاجها، فقد يقرر طبيبك مراقبة حالتك عن طريق فحوص المتابعة المنتظمة.

العلاجات المستقبلية المحتملة

يدرس الباحثون حاليًا طرقًا للتنبؤ بخطر النزف على نحو أفضل لدى الأشخاص المصابين بالتشوّه الشرياني الوريدي الدماغي لاتخاذ قرارات علاجية أصوب. فعلى سبيل المثال، قد يكون لارتفاع ضغط الدم في التشوّه الشرياني الوريدي والمتلازمات الوراثية المرتبطة بالمشكلات العصبية دور.

يجري أيضًا تقييم الابتكارات في تقنيات التصوير، مثل التصوير الثلاثي الأبعاد وخريطة سُبل الدماغ والتصوير الوظيفي، بهدف إنشاء صور لتدفق الدم إلى مناطق معينة من الدماغ. ويمكن لهذه التقنيات تحسين مستوى الدقة الجراحية وضمان السلامة في إزالة التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي مع الحفاظ على الأوعية المحيطة.

إضافةً إلى ذلك، فإن التطورات المستمرة في تقنيات الإصمام والجراحة الإشعاعية والجراحة المجهرية تجعل التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي أكثر سهولة وأمانًا عند إزالته جراحيًا بعد أن كان من الصعب سابقًا علاجه بالجراحة.

التأقلم والدعم

يمكنك اتخاذ خطوات للتأقلم مع المشاعر التي تصاحب تشخيصك بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي ورحلة تعافيك. ضع في الحسبان تجربة ما يلي:

  • كن على دراية بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن رعايتك. اسأل الطبيب عن حجم التشوه الشرياني الوريدي الدماغي وموقعه في دماغك ومدى تأثير ذلك في خيارات علاجك. كلما تعلمت المزيد عن التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، زادت ثقتك بنفسك عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاج.
  • تقبَّل مشاعرك. يمكن أن تسبب مضاعفات التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، مثل النزف والسكتة الدماغية، مشكلات عاطفية وأخرى جسدية. اعلم أن المرور بالتقلبات العاطفية أمر شائع. وقد تكون بعض التغييرات العاطفية والمزاجية ناجمة عن الإصابة نفسها، وكذلك عن خطوات التكيف مع المرض.
  • حافِظ على قربك من أصدقائك وعائلتك. قد يكون إبقاء علاقاتك القريبة قوية عاملاً مساعدًا أثناء تعافيك. يمكن أن يوفر أصدقاؤك وعائلتك المساندة العملية التي ستحتاج إليها، مثل مرافقتك في المواعيد الطبية وتقديم الدعم العاطفي.
  • ابحث عن شخص للتحدث إليه. ابحثي عن مستمع جيِّد يكون على استعداد للاستماع إليكِ وأنتِ تتحدَّثين عن آمالكِ ومخاوفك. قد يكون هذا الشخص صديقًا أو فردًا من العائلة. ويمكنك الاستفادة أيضًا من اهتمام أحد المستشارين أو الاختصاصيين الاجتماعيين الطبيين أو أحد رجال الدين أو مجموعات الدعم وتفهمهم.

ويمكنك سؤال الطبيب عن مجموعات الدعم الموجودة في منطقتك. أو ابحث على الإنترنت أو راجع دليل الهاتف أو دوام على زيارة المكتبة أو تواصل مع إحدى المنظمات المحلية، مثل جمعية السكتات الدماغية الأمريكية أو مؤسسة أمراض أم الدم والتشوه الشرياني الوريدي.

التحضير للموعد

يمكن تشخيص التشوه الشرياني الوريدي الدماغي في حالات الطوارئ، وهذا على إثر حدوث نزيف. كما يمكن اكتشافه عقب ظهور أعراض أخرى تستدعي فحصًا للدماغ.

لكن في بعض الحالات، قد يُكتشف التشوه الشرياني الوريدي الدماغي عند تشخيص حالة طبية أخرى غير متعلقة به أو علاجها. وقد تُحال حينها إلى اختصاصي متدرب على علاج حالات الدماغ والجهاز العصبي (طبيب أعصاب أو جرَّاح أعصاب).

نظرًا إلى كثرة النقاط المطروحة للمناقشة عادة، يُستحسن أن تكون مستعدًا لموعدك الطبي. إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد جيدًا للموعد الطبي، وما يمكن توقعه من الطبيب.

ما يمكنك فعله

  • التزم بأي قيود موصى بها قبل الذهاب للموعد الطبي. عند تحديد الموعد الطبي، لا تنسَ السؤال عمَّا إذا كان عليك فعل أي شيء مقدَّمًا.
  • دوّن أي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو مرتبطة بالسبب الذي حددت الموعد الطبي من أجله.
  • إعداد قائمة بجميع الأدوية، والفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولها.
  • اطلب مرافقة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء إلى الموعد الطبي، إن أمكن. حيث يصعب في بعض الأحيان استيعاب كل المعلومات المقدمة إليك خلال الموعد الطبي. فقد يتذكر الشخص الذي يرافقك شيئًا يمكن أن يفوتك أو تنساه.
  • دوّن الأسئلة التي تريد طرحها. لا تتردد في طرح أي أسئلة تدور ببالك خلال الموعد الطبي.

وقت موعدك الطبي محدود عادة؛ لذلك سيساعدك تحضير قائمة بالأسئلة مسبقًا على استفادة من وقتك والطبيب إلى الحد الأقصى. وتشمل أمثلة الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها فيما يتعلق بالتشوه الشرياني الوريدي الدماغي ما يأتي:

  • ما الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض التي تصيبني؟
  • ما الاختبارات اللازمة لتأكيد التشخيص؟
  • ما خيارات العلاج المتاحة، وكذلك مزايا وعيوب كل منها؟
  • ما النتائج التي يُمكنني توقعها؟
  • ما نوع المتابعة التي يمكنني توقعها؟

ما الذي تتوقعه من طبيبك

غالبًا ما يسألك طبيب الأعصاب عن الأعراض التي تشكو منها، ويُجري لك فحصًا جسديًا ويضع قائمة بالاختبارات المطلوبة لتأكيد التشخيص.

يجمع الطبيب من خلال الاختبارات معلومات عن حجم التشوّه الشرياني الوريدي وموقعه للمساعدة في تحديد الخيارات المناسبة للعلاج. وقد يطرح عليك طبيب الأعصاب الأسئلة التالية:

  • متى بدأ ظهور الأعراض عليك؟
  • هل الأعراض التي تشعر بها مستمرة أم عرضية؟
  • ما مدى شدة الأعراض لديك؟
  • إن وُجد ما يُحسّن أعراضك، فما هو؟
  • وإن وُجد ما يزيد من حدة أعراضك، فما هو؟

ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء

تجنب أي نشاط يمكن أن يرفع ضغط الدم لديك أو يتسبب في إجهاد على منطقة التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، كرفع الأشياء الثقيلة أو سحبها. وتجنب أيضًا تناول أي أدوية مميعة للدم، مثل الوارفارين (Jantovin).

Last Updated: November 14th, 2023