Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202405 d_02; ct_50

الانتباذ البطاني الرحمي

تعرف على بطانة الرحم المهاجرة، بما في ذلك العلاجات الممكنة لهذه الحالة المرضية التي قد تُسبب الألم والعقم في بعض الأحيان.

نظرة عامة

ترسبات الانتباذ البطاني الرحمي على الرحم والمبيضين

في حال انتباذ بطانة الرحم (بطانة الرحم المهاجرة)، تنمو أجزاء من بطانة الرحم — أو نسيج مماثل لبطانة الرحم — خارج الرحم على أعضاء الحوض الأخرى. ويزداد النسيج خارج الرحم سماكة وينزف، تمامًا كما يحدث مع أنسجة بطانة الرحم الطبيعية خلال دورات الحيض الشهرية.

بطانة الرحم المهاجرة حالة مرضية مؤلمة غالبًا ما ينمو فيها النسيج الذي يُشبه البطانة الداخلية للرحم خارج الرحم. وغالبًا ما تؤثر في المِبيَضين وقناتي فالوب والنسيج الذي يُبطِّن الحوض. في حالات نادرة، يمكن العثور على زوائد بطانة الرحم المهاجرة خارج المنطقة التي توجد بها أعضاء الحوض.

تتشابه أنسجة بطانة الرحم المهاجرة مع البطانة الموجودة داخل الرحم — فهي تصبح سميكة وتتفتت وتنزف مع كل دورة حيض. لكنها تنمو في أماكن لا تنتمي إليها، ولا تُغادر الجسم. عندما تصل بطانة الرحم المهاجرة إلى المِبيَضين، قد تتشكَّل كيسات يُطلق عليها ورم بطانة الرحم. قد تصبح الأنسجة المحيطة مُتهيجة وتُشكِّل أنسجة ندبية. كما قد تتشكَّل أشرطة من الأنسجة الليفية تسمى التصاقات. ويمكن أن يُسبب ذلك التصاق أنسجة الحوض وأعضائه ببعضهما.

يمكن أن تسبب بطانة الرحم المهاجرة ألمًا، خاصةً خلال دورات الحيض. قد تحدث أيضًا مشكلات في الخصوبة. لكن قد تساعدك العلاجات على تحمُّل الحالة ومضاعفاتها.

الأعراض

إن العرَض الأساسي لبطانة الرحم المهاجرة ألم الحوض. ويكون مرتبطًا في معظم الأوقات بفترات الحيض. على الرغم من أن العديد من النساء يشعرن بتقلصات مؤلمة أثناء فترات الحيض، تصف المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة أن آلام الحيض تكون أسوأ بكثير من المعتاد. كذلك قد يتفاقم الألم بمرور الوقت.

تشمل الأعراض الشائعة لبطانة الرحم المهاجرة ما يأتي:

  • فترات حيض مؤلمة. قد يبدأ ألم الحوض والتقلصات المؤلمة قبل فترة الحيض ويستمران أيامًا بعدها. قد تشعرين بآلام أسفل الظهر وفي المعدة أيضًا. وتسمى فترات الحيض المؤلمة عسر الطمث.
  • الشعور بالألم عند ممارسة الجماع. الألم أثناء ممارسة الجماع أو بعده أمر شائع مصاحب لبطانة الرحم المهاجرة.
  • الألم أثناء التبرز أو التبول. من المرجح أن تشعري بهذه الأعراض قبل فترة الحيض أو خلالها.
  • النزيف المفرط. قد يكون لديكِ غزارة حيض أو نزيف بين فترات الحيض.
  • العقم. بالنسبة إلى بعض الأشخاص، تُكتشف الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة لأول مرة أثناء اختبارات علاج العقم.
  • أعراض أخرى. قد تشعرين بإرهاق أو إسهال أو إمساك أو انتفاخ البطن أو غثيان. يشيع حدوث هذه الأعراض بشكل أكبر قبل فترة الحيض أو خلالها.

قد لا تكون خطورة الألم مؤشرًا على عدد زوائد بطانة الرحم المهاجرة في الجسم أو مدى نموها. إذ قد تكون لديكِ كمية صغيرة من الأنسجة وتشعرين بألم شديد. أو قد يكون لديكِ كثير من أنسجة بطانة الرحم المهاجرة ولا تشعرين بألم أو تشعرين بألم بسيط.

ومع ذلك، لا تظهر على بعض المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة أي أعراض. وغالبًا ما يكتشفن إصابتهن بالمرض عندما لا يتمكنَّ من الحمل أو بعد خضوعهن لجراحة من أجل سبب آخر.

في ما يخص اللاتي تظهر عليهن الأعراض، قد يبدو مرض بطانة الرحم المهاجرة أحيانًا مثل حالات مرضية أخرى يمكنها أن تُسبب ألم الحوض. تتضمن هذه الحالات مرض الحوض الالتهابي أو كيسة المِبيَض. أو قد يمكن الخلط بينه وبين متلازمة القولون المتهيج (IBS)، والتي تُسبب نوبات إسهال وإمساك وتقلصات مؤلمة في المعدة. كذلك قد تحدث متلازمة القولون المتهيج بالتزامن مع بطانة الرحم المهاجرة. ما يجعل من الصعب على فريق الرعاية الصحية اكتشاف سبب أعراضك بالضبط.

متى تزور الطبيب؟

توجَّهي لزيارة أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية إذا كنتِ تعتقدين أن لديكِ أعراضًا لمرض انتباذ بطانة الرحم.

قد يكون انتباذ بطانة الرحم مرض صعب العلاج. ربما تتمكنين من تحمُّل الأعراض بدرجة أكبر إذا:

  • اكتشف فريق الرعاية المرض في وقتٍ مبكرٍ وليس متأخرًا.
  • تعرَّفتِ على أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بمرض انتباذ بطانة الرحم.
  • تلقيتِ العلاج من فريق خبراء الرعاية الصحية من مختلف المجالات عند الضرورة.

الأسباب

لا يزال السبب الدقيق لمرض بطانة الرحم المهاجرة غير واضح. لكن تتضمن بعض الأسباب الآتي:

  • الحيض الرجوعي. يحدث هذا عندما يرجع دم الحيض عبر قناتي فالوب إلى جوف الحوض بدلاً من الخروج من الجسم. يحتوي الدم على خلايا لبطانة الرحم من البطانة الداخلية للرحم. قد تلتصق هذه الخلايا بجدران الحوض وأسطح أعضاء الحوض. وهنا قد تنمو وتستمر في أن تصبح أكثر سمكًا وتستمر في النزيف على مدار كل دَورة حيض.
  • الخلايا الصفاقية المتحولة. يشير الخبراء إلى أن الهرمونات أو العوامل المناعية قد تساعد على تحويل الخلايا المبطنة للجانب الداخلي من البطن، وتُسمى الخلايا الصفاقية، إلى خلايا تشبه تلك التي تُبطِّن الجزء الداخلي من الرحم.
  • التغيرات في الخلايا الجنينية. قد تقوم الهرمونات مثل الإستروجين بتحويل الخلايا الجنينية — الخلايا في المراحل الأولى من النمو — إلى زوائد خلايا تشبه بطانة الرحم خلال فترة البلوغ.
  • مضاعفات الندبة الجراحية. قد تلتصق خلايا بطانة الرحم بالنسيج الندبي الناتج عن قطع أُجريَ أثناء جراحة في منطقة المعدة، مثل العملية القيصرية.
  • انتقال خلايا بطانة الرحم. قد تَنْقُل الأوعية الدموية أو السائل النسيجي خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • حالة الجهاز المناعي. قد تؤدي مشكلة في الجهاز المناعي إلى جعل الجسم غير قادر على التعرُّف على نسيج بطانة الرحم المهاجرة وتدميره.

عوامل الخطورة

تتضمن العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة:

  • عدم الإنجاب سابقًا.
  • بدء الدورة الشهرية في سن صغيرة.
  • انقطاع الطمث في سن متأخرة.
  • دورات الحيض القصيرة — على سبيل المثال أقل من 27 يومًا.
  • غزارة دورات الحيض الشهرية مع دوامها مدة تزيد على سبعة أيام.
  • زيادة مستويات هرمون الإستروجين في جسمك أو التعرض لهرمون الإستروجين الذي يفرزه جسمك لفترة أكبر خلال حياتك.
  • مؤشر كتلة الجسم المنخفض.
  • إصابة أحد الأقارب أو أكثر بمرض بطانة الرحم المهاجرة، مثل الأم أو العمة أو الأخت.

أي حالة صحية تمنع تدفق الدم إلى خارج الجسم خلال فترات الحيض يمكن أن تكون أيضًا عامل خطورة لمرض بطانة الرحم الهاجرة. وكذلك الحال بالنسبة إلى حالات الجهاز التناسلي المرضية.

غالبًا ما تحدث أعراض بطانة الرحم المهاجرة بعد سنوات من بدء الحيض. قد تتحسن الأعراض لبعض الوقت مع الحمل. قد يصبح الألم أخف بمرور الوقت مع انقطاع الطمث، إلا إذا كنت تتناولين علاجًا بالإستروجين.

المضاعفات

عملية تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي وزرعها في الرحم

أثناء الإخصاب، يتحد الحيوان المنوي والبويضة في إحدى قناتي فالوب لتشكيل اللاقِحة (الزيجوت). ثم تنتقل اللاقِحة (الزيجوت) إلى أسفل قناة فالوب، حيث تتحول إلى التوتية. بمجرد وصولها إلى الرحم، تتحول التوتية إلى الكِيسة الأُرَيْميّة. وبعد ذلك تلتصق الكِيسة الأُرَيْميّة في جدار الرحم في عملية تُعرف بالغرس.

العقم

إن المضاعفات الرئيسية لبطانة الرحم المهاجرة هي صعوبة حدوث الحمل، أو ما يُسمى أيضًا بالعقم. يواجه ما يصل إلى نصف الأشخاص المصابين ببطانة الرحم المهاجرة صعوبةً في الحمل.

لكي يحدث الحمل، يجب إطلاق البويضة من المِبيَض. ثم يجب أن تنتقل البويضة عبر أنبوب فالوب وتخصَّب بواسطة خلية حيوان منوي. تحتاج البويضة المخصبة بعد ذلك إلى الالتصاق بجدار الرحم لبدء النمو. قد تؤدي بطانة الرحم المهاجرة إلى سد أنبوب فالوب ومنع اندماج البويضة والحيوان المنوي. لكن يبدو أن هذه الحالة تؤثر أيضًا في الخصوبة بطرق غير مباشرة. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي إلى تلف الحيوان المنوي أو البويضة.

ومع ذلك فإن الكثيرات من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة الخفيفة إلى المعتدلة لا يزال باستطاعتهن الاحتفاظ بالحمل لفترة. ينصح اختصاصيو الرعاية الصحية أحيانًا المصابات ببطانة الرحم المهاجرة بعدم تأخير إنجاب الأطفال. وذلك لأن الحالة قد تصبح أسوأ مع مرور الوقت.

السرطان

تشير بعض الدراسات إلى أن التهاب بطانة الرحم المهاجرة يزيد خطر الإصابة بسرطان المِبيَض. لكن الخطر العُمْري العام للإصابة بسرطان المِبيَض يكون منخفضًا في بادئ الأمر. ويظل منخفضًا إلى حد ما لدى الأشخاص المصابين ببطانة الرحم المهاجرة. رغم ندرته، فإن هناك نوعًا آخر من السرطان، وهو السرطان الغُّدي المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة، يمكن أن يحدث في وقت لاحق من العمر لدى النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة.

التشخيص

كيفية إجراء فحص الحوض

أثناء فحص الحوض، يرتدي الطبيب قفازًا ويُدخِل إصبعًا أو إصبعين داخل المهبل ويضغط على البطن في نفس الوقت ليتمكن من فحص حالة الرحم والمبايض والأعضاء الأخرى.

كيفية التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل

خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، يُدخل الطبيب أو تقني الفحص الطبي جهازًا يشبه العصا (يُطلق عليه الترجام) في المهبل أثناء استلقاء المريضة على ظهرها على طاولة الفحص. وتلتقط الموجات الصوتية الصادرة من الترجام صورًا للرحم والمبيضين وقناتي فالوب.

لمعرفة ما إذا كنتِ مصابة ببطانة الرحم المهاجرة، من المرجح أن يبدأ طبيبكِ بإجراء فحص بدني. سيُطلب منكِ وصف أعراضكِ، بما في ذلك أين ومتى تشعرين بالألم.

تشمل اختبارات فحص دلائل الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة ما يأتي:

 
  • فحص الحوض. يقوم اختصاصي الرعاية الصحية بتحسس مناطق من الحوض باستخدام إصبع أو إصبعين مع ارتداء القفاز للتحقق من وجود أي تغييرات غير عادية. يمكن أن تتضمن هذه التغييرات وجود كيسات على الأعضاء التناسلية وبقع مؤلمة وزوائد غير منتظمة تسمى العقيدات وندبات خلف الرحم. لا يمكن الشعور غالبًا بالأجزاء الصغيرة من بطانة الرحم المهاجرة إلا إذا تشكلت كيسة.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية. يستخدِم هذا الاختبار الموجات الصوتية للحصول على صور للجسم من الداخل. لالتقاط الصور، قد يُوضع جهاز يسمى محوِّل الطاقة على منطقة المعدة. أو قد يُوضع في المهبل في نسخة من الفحص تسمى التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل. يمكن إجراء كلا نوعي الاختبار للحصول على أفضل رؤية للأعضاء التناسلية. لن يؤكد التصوير بالموجات فوق الصوتية القياسي ما إذا كنتِ مصابة ببطانة الرحم المهاجرة. لكن يمكنه العثور على كيسات مرتبطة بالحالة المرضية تُسمى أورام بطانة الرحم.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). يستخدم هذا الفحص مجالاً مغناطيسيًا وموجات راديوية للحصول على صور للأعضاء والأنسجة داخل الجسم. بالنسبة إلى البعض، يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي على التخطيط الجراحي. حيث يُعطي الجراح معلومات مفصلة حول موقع زوائد بطانة الرحم المهاجرة وحجمها.
  • تنظير البطن. في بعض الحالات، قد تتم إحالتكِ إلى جراح للقيام بهذا الإجراء. يتيح تنظير البطن للجراح فحص داخل بطنك بحثًا عن مؤشرات وجود أنسجة بطانة الرحم المهاجرة. قبل الجراحة، ستتلقين الدواء الذي يجعلكِ في حالة تشبه النوم ويمنع الألم. ثم يقوم الجراح بعمل شق صغير بالقرب من السرة ويدخل أداة عرض رفيعة تسمى منظار البطن.

    يمكن أن يوفر تنظير البطن معلومات حول موقع زوائد بطانة الرحم المهاجرة ومدى انتشارها وحجمها. قد يأخذ جراحكِ عينة من النسيج تُسمى خزعة لإجراء اختبارات إضافية. من خلال التخطيط الجيد، يمكن للجرَّاح عادة معالجة بطانة الرحم المهاجرة أثناء تنظير البطن لكيلا تحتاجي إلى أكثر من عملية جراحية واحدة.

المعالجة

غالبًا ما ينطوي علاج بطانة الرحم المهاجرة على تناوُل الأدوية أو الخضوع لجراحة. يعتمد النهج الذي تختارينه أنتِ وفريق الرعاية الصحية على مدى خطورة الأعراض لديكِ وما إذا كنتِ تأملين في الحمل.

عادةً، ينصح بتناول الدواء أولاً. إذا لم يساعد ذلك بما فيه الكفاية، تصبح الجراحة خيارًا.

مسكنات الألم

قد يوصي فريق الرعاية الصحية بمسكنات للألم يمكنك شراؤها من دون وصفة طبية. تتضمن هذه الأدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) آيبوبروفين (Advil وMotrin IB وغيرهما) أو نابروكسين الصوديوم (Aleve). قد تساعد هذه الأدوية على تخفيف تقلصات الحيض المؤلمة.

قد يُوصي فريق الرعاية بالعلاج الهرموني مع مسكنات الألم إذا كنتِ لا تُحاولين أن تُصبحي حاملاً.

العلاج بالهرمونات

تساعد الأدوية الهرمونية في بعض الأحيان على تخفيف آلام بطانة الرحم المهاجرة أو التخلص منها. يؤدي ارتفاع مستوى الهرمونات وانخفاضه أثناء دَورة الحيض إلى ثخانة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة وتكسيرها ونزفها. قد تؤدي النُسخ المخبرية من الهرمونات إلى إبطاء نمو هذا النسيج ومنع تكوين أنسجة جديدة.

العلاج الهرموني ليس علاجًا دائمًا لبطانة الرحم المهاجرة. إذ يمكن أن تعود الأعراض بعد التوقف عن تناول العلاج.

تشمل العلاجات المُستخدَمة لعلاج بطانة الرحم المهاجرة ما يأتي:

  • وسائل منع الحمل الهُرمونية. تساعد حبوب تنظيم النسل والتطعيمات واللصقات الجلدية والحلقات المهبلية على التحكم في الهرمونات التي تُحفِّز بطانة الرحم المهاجرة. تقل غزارة الطمث ووقت تدفقه عند الكثيرات عندما يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية. قد يخفف استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية الألم أو يقضي عليه في بعض الحالات. وترتفع فرص تخفيف الألم إذا كنتِ تستخدمين حبوب تنظيم النسل لمدة عام أو أكثر من دون فواصل زمنية.
  • محفزات ومضادات الهرمون المُطلِق لموجِّهة الغدد التناسلية (Gn-RH). تمنع هذه الأدوية دَورة الحيض وتُخفض مستويات الإستروجين. ويساعد هذا على تقليص أنسجة بطانة الرحم المهاجرة. تُسبب هذه الأدوية حدوث انقطاع طمث اصطناعي. قد يُخفف تناوُل جرعة قليلة من الإستروجين أو البروجستين مع محفزات ومضادات الهرمون المُطلِق لموجِّهة الغدد التناسلية من الآثار الجانبية لانقطاع الطمث. وتشمل هَبَّات الحرارة وجفاف المهبل وضياع العظم. تعود دورات الحيض والقدرة على حدوث حمل عند التوقف عن تناول الدواء.
  • العلاج بالبروجستين. البروجستين نسخة مخبرية من الهرمون الذي يؤدي دورًا في دَورة الحيض والحمل. يمكن لمجموعة متنوعة من علاجات البروجستين أن توقف دورات الحيض ونمو أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، ما قد يُخفف الأعراض. تشمل العلاجات بالبروجستين جهازًا صغيرًا يُوضَع في الرحم ويُطلق الليفونورجيستريل (Mirena وSkyla وغيرهما)، أو قضيب منع حمل يُوضَع تحت جلد الذراع (Nexplanon)، أو حُقن منع الحمل (Depo-Provera)، أو حَبة تنظيم نسل تحتوي على البروجستين فقط (Camila وSlynd).
  • مثبطات الأروماتاز. فئة من الأدوية تُقلل كمية الإستروجين في الجسم. قد ينصحكِ فريق الرعاية الصحية بأحد مثبطات الأروماتاز إلى جانب حبوب منع حمل تحتوي على البروجستين أو حبوب منع حمل مركبة لعلاج بطانة الرحم المهاجرة.

الجِراحَةُ المُحافِظَة

تُزيل الجراحة المحافظة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة. وتهدف إلى الحفاظ على الرحم والمِبيَضين. إذا كنتِ مصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة وتحاولين الحمل، فقد يُعزز هذا النوع من الجراحة فرص نجاح الحمل. وقد تفيد أيضًا إذا كانت تُسبب الحالة ألمًا شديدًا — ولكن قد يعاود الألم وكذلك الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة بمرور الوقت بعد الجراحة.

قد يُجري الجرَّاح هذا الإجراء من خلال شقوق صغيرة، وتُسمى أيضًا الجراحة بتنظير البطن. وفي حالات قليلة، يلزم إجراء جراحة تتضمن شقوقًا أكبر في البطن لإزالة الأشرطة السميكة للأنسجة الندبية. ولكن حتى الحالات الشديدة من مرض بطانة الرحم المهاجرة، يمكن علاج معظمها بطريقة التنظير البطني.

أثناء الجراحة بتنظير البطن، يضع الجرَّاح أداة مُعايَنة رفيعة تُسمى المنظار من خلال عمل شق صغير بالقرب من السُّرة. وتُدخل الأدوات الجراحية لإزالة أنسجة بطانة الرحم المهاجرة من خلال شق صغير آخر. يُجري بعض الجراحين التنظير البطني بالاستعانة بأجهزة روبوتية يتحكمون فيها. بعد الجراحة، قد يُوصي فريق الرعاية الصحية بتناوُل أدوية هرمونية للمساعدة على تخفيف الألم.

علاج الخُصوبة

قد تُعيق بطانة الرحم المهاجرة حدوث الحمل. إذا كنتِ تواجهين صعوبة في الحمل، فقد يُوصي فريق الرعاية الصحية بتلقي علاج للخصوبة. وقد تُحالين إلى طبيب يُعالج العقم، ويُسمى اختصاصي الغدد الصماء التناسلية. يمكن أن يشمل علاج الخصوبة الأدوية التي تساعد المِبيَضين على إنتاج مزيد من البويضات. كما قد يشمل مجموعة من الإجراءات التي تُمزج فيها البويضات والحيوانات المنوية خارج الجسم، وتُسمى الإخصاب المخبري. ويعتمد تحديد العلاج الأنسب لكِ على حالتكِ الشخصية.

جراحة استئصال الرحم مع الاحتفاظ بالمبيضين

استئصال الرحم هي جراحة تُجرى لإزالة الرحم. كان يُعتقد في السابق أن استئصال الرحم والمبيضين هو العلاج الأكثر فعالية لبطانة الرحم المهاجرة. واليوم، يَعدُّه بعض الخبراء الملاذ الأخير لتخفيف الألم عندما لا تنجح العلاجات الأخرى. ويوصي خبراء آخرون بدلاً من ذلك بإجراء عملية جراحية تركز على الإزالة الدقيقة والشاملة لجميع أنسجة بطانة الرحم المهاجرة.

تؤدي إزالة المبيضين التي تسمى أيضًا استئصال المبيض إلى انقطاع الطمث المبكر. قد يؤدي نقص الهرمونات التي يفرزها المبيضان إلى تحسين آلام بطانة الرحم المهاجرة لدى بعض السيدات. لكن بالنسبة إلى الأخريات، فإن بطانة الرحم المهاجرة التي تبقى بعد الجراحة تستمر في التسبب في ظهور أعراض. بالإضافة إلى أن انقطاع الطمث المبكِّر يرتبط بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وحالات أيضية معينة والوفاة المبكرة.

بالنسبة إلى السيدات اللاتي لا يرغبن في الحمل، يمكن استخدام استئصال الرحم في بعض الأحيان لعلاج الأعراض المرتبطة ببطانة الرحم المهاجرة. وتشمل هذه الأعراض النزيف الحيضي الحاد والحيض المؤلم بسبب تشنجات الرحم. حتى عند ترك المبيضين في مكانهما، قد يكون لاستئصال الرحم تأثير طويل المدى في صحتك. وهذا صحيح بشكل خاص إذا خضعتِ للجراحة قبل سن 35 عامًا.

للتحكم في بطانة الرحم المهاجرة وعلاجها، من المهم العثور على اختصاصي رعاية صحية تشعرين بالراحة معه. قد ترغبين في الحصول على رأي ثانٍ قبل البدء بأي علاج. هكذا يمكنكِ التأكد من أنك تعرفين جميع الخيارات المتاحة لكِ وإيجابيات وسلبيات كل منها.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

قد يتطلب الأمر بعض الوقت للعثور على علاج فعال. إلى ذلك الحين، يمكنكِ تجربة بعض الأشياء في المنزل لتخفيف الألم.

  • ربما تساعد الحمامات الدافئة والكمادات الساخنة على استرخاء عضلات الحوض. ويقلل هذا من التشنجات والألم.
  • يمكن أن تساعد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على تخفيف تقلصات الحيض المؤلمة. وتشمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الآيبوبروفين (Advil وMotrin IB وغيرهما) ونابروكسين الصوديوم (Aleve).

يمكنكِ أيضًا أن تسألي فريق الرعاية الصحية عما إذا كان العلاج الطبيعي قد يساعد أم لا. يمكن أن يعلمكِ اختصاصي المعالجة كيفية استرخاء العضلات التي تسند الرحم، والتي تسمى القاع الحوضي. وقد يساعد استرخاء هذه العضلات المشدودة على تقليل حدة ألم الحوض المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة.

الطب البديل

يشمل الطب البديل علاجات ليست جزءًا من الرعاية الطبية القياسية. تقول بعض السيدات المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة أنهن يشعرن بتخفيف الألم من العلاجات البديلة مثل:

  • الوخز بالإبر، والذي يقوم فيه مُعالِج متدرب بوضع إبر رفيعة للغاية داخل الجلد.
  • المعالجة اليدوية، التي يقوم فيها اختصاصي مرخص بضبط العمود الفقري أو أجزاء أخرى من الجسم.
  • الأعشاب مثل القرفة أو جذور عرق السوس.
  • المكمّلات الغذائية، بما في ذلك فيتامين B1 أو الماغنسيوم أو أحماض أوميغا-3 الدهينة.

أبدى الوخز بالإبر بعض الأمل في تخفيف ألم انتباذ بطانة الرحم. لكن بشكلٍ عام، توجد أبحاث قليلة حول مقدار تخفيف الألم الذي قد تحصل عليه السيدات المصابات بهذه الحالة من الطب البديل. استشيري فريق الرعاية الصحية دائمًا قبل تجربة علاج بديل جديد لمعرفة ما إذا كان آمنًا لكِ أم لا. على سبيل المثال، قد تؤثر المكمّلات الغذائية والأعشاب في العلاجات القياسية مثل الأدوية. إذا كنتِ مهتمة بتجربة الوخز بالإبر أو المعالجة اليدوية، فاطلبي من فريق الرعاية التوصية بخبراء ذوي سمعة حسنة. تَحقَّقي من شركة التأمين التي تتعاملين معها لتري إن كانت ستغطي النفقات أم لا.

التأقلم والدعم

فكِّري في الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم إذا كنتِ مصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة أو مضاعفات مثل مشكلة في الخصوبة. في بعض الأحيان، يمكن أن تستفيدي ببساطة من التحدث إلى نساء أخريات يدركن مشاعركِ وخبراتكِ. إن لم تتمكني من العثور على مجموعة دعم في مجتمعكِ، فابحثي عن واحدة عبر الإنترنت.

التحضير للموعد

سيكون أول موعد طبي لكِ في الغالب إما مع طبيب الرعاية الأولية المشرف على حالتكِ أو اختصاصي أمراض نساء. إذا كنتِ تبحثين عن علاج للعقم، فقد تُحالين إلى طبيب يُعرف باختصاصي الغدد الصماء التناسلية.

قد تكون مدة المواعيد الطبية قصيرة، وقد يصعب تذكر كل شيء تريد مناقشته. لذا يُفضَّل الاستعداد جيدًا لموعدكِ الطبي.

ما يمكنك فعله

  • أعدِّي قائمة بأي أعراض لديكِ. ضمِّني جميع الأعراض، حتى إذا ظننتِ أنها غير مرتبطة بسبب حجز الموعد الطبي.
  • أعدِّي قائمة بجميع الأدوية أو الأعشاب أو المكملات الغذائية الفيتامينية التي تتناولينها. ضمِّني عدد المرات والكمية التي تتناولينها، والتي تُسمى الجرعة.
  • اصطحبِي معكِ أحد أفراد العائلة أو صديقًا مقربًا، إن أمكن. قد تحصلين على كثير من المعلومات أثناء زيارتكِ، وقد يكون من الصعب تذكُّر كل شيء.
  • أحضري معكِ مفكرة أو جهازًا إلكترونيًّا. استخدميه لتدوين المعلومات المهمة أثناء الزيارة.
  • أعدِّي قائمة بالأسئلة لطرحها على طبيبكِ. ضعي الأسئلة الأهم في رأس القائمة لضمان طرح تلك النقاط.

بالنسبة إلى بطانة الرحم المهاجرة، تتضمن بعض الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها على طبيبكِ ما يأتي:

  • كيف تُشخَّص بطانة الرحم المهاجرة؟
  • ما الأدوية التي تعالج بطانة الرحم المهاجرة؟ هل توجد أدوية يمكن أن تخفف الأعراض لديّ؟
  • ما الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج التي يمكن أن أتوقعها؟
  • هل تنصح بالجراحة؟
  • هل تؤثر بطانة الرحم المهاجرة في القدرة على الحمل؟
  • هل يمكن لعلاج بطانة الرحم المهاجرة أن يحسِّن الخصوبة؟
  • هل يمكن التوصية بعلاجات بديلة يمكن اللجوء إليها؟

ينبغي التأكد من فهم كل ما يقوله فريق الرعاية الصحية. لا تترددي في الطلب من فريقكِ تكرار المعلومات أو توجيه الأسئلة التفقدية.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

يرد في ما يأتي بعض الأسئلة التي قد يطرحها عليكِ الطبيب:

  • كم مرة ظهرت عليك هذه الأعراض؟
  • منذ متى تشعر بهذه الأعراض؟
  • ما مدى سوء الأعراض التي تشعر بها؟
  • هل يبدو أن الأعراض لديكِ ذات صلة بدَورة الحيض؟
  • هل يُوجد أي شيء يُخفف هذه الأعراض؟
  • هل يوجد أي شيء يؤدي إلى تفاقم الأعراض؟
Last Updated: January 9th, 2024