Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202405 d_06; ct_50

ورم دموي داخل القحف

يُعد تجمع الدم داخل الجمجمة من المضاعفات الخطيرة للإصابة الدماغية والتي قد تهدد الحياة.

نظرة عامة

الورم الدموي داخل القِحف هو تجمع للدم داخل الجمجمة. ويحدث عادةً بسبب انفجار وعاء دموي داخل الدماغ. وقد ينتج أيضًا بسبب إصابة جسدية مثل حادث سيارة أو السقوط. ويمكن أن يتجمع الدم داخل نسيج الدماغ أو تحت الجمجمة فيضغط بدوره على الدماغ.

يمكن أن تكون بعض إصابات الرأس طفيفة، كتلك التي تسبب فقدان الوعي لفترة قصيرة. ومع ذلك، يُحتمل أن يشكل الورم الدموي داخل القِحف تهديدًا للحياة. وهو يستلزم عادةً علاجًا فوريًا، قد ينطوي على تدخل جراحي لإزالة التجمع الدموي.

الأعراض

قد تظهر عليك مؤشرات الورم الدموي داخل القحف وأعراضه بعد إصابة رأسك مباشرةً، أو قد يستغرق ظهورها بضعة أسابيع أو أكثر. ربما تبدو على ما يرام بعد إصابة في الرأس. وتسمى هذه الفترة بفترة الصحو.

لكن بمرور الوقت، يزداد الضغط على دماغك، ما ينتج عنه بعض المؤشرات والأعراض الآتية أو كلها:

  • صداع يأخذ في التفاقم
  • القيء
  • النُّعاس وفقدان الوعي تدريجيًّا.
  • الدوار
  • التشوش
  • تفاوُت في حجم حَدَقة العين
  • تداخُل الكلام
  • فقدان الحركة (الشلل) على جانب الجسم المقابل للجانب المصاب من الرأس

مع امتلاء الدماغ أو المساحة الضيقة بين الدماغ والجمجمة بدم إضافي، قد تظهر مؤشرات وأعراض أخرى مثل:

  • الخمول
  • النوبات المرضية
  • فقدان الوعي

متى تجب زيارة الطبيب

قد يكون الورم الدموي داخل القحف مميتًا، وبالتالي يحتاج إلى علاج طارئ.

اطلب الرعاية الطبية الفورية بعد تعرضك لضربة على الرأس في حالة:

  • فقدان الوعي
  • الشعور بصداع مستمر
  • حدوث القيء والضعف وتشوش الرؤية وعدم الثبات

إذا لم تلحظ المؤشرات والأعراض بعد تعرضك لضربة على الرأس مباشرةً، فراقب التغيرات البدنية والعقلية والعاطفية. فعلى سبيل المثال، إذا تعرض شخص لإصابة بالرأس وبدا في حالة جيدة ويمكنه التحدث لكنه فقد الوعي لاحقًا، فاطلب الرعاية الطبية على الفور.

اطلب أيضًا من شخص آخر مراقبة حالتك، حتى ولو كنت تشعر بأنك على ما يرام. فربما يؤدي فقدان الذاكرة بعد التعرض لضربة في الرأس إلى نسيان أمر هذه الضربة. ومن المرجح أن يكون الشخص الذي تخبره بالأمر قادرًا على اكتشاف مؤشرات الخطر ومساعدتك في الحصول على العناية الطبية.

الأسباب

عادةً ما تكون الإصابة في الرأس هي السبب الأكثر شيوعًا للتعرض لنزيف الجمجمة. وقد تكون الإصابة في الرأس ناتجة عن حوادث السيارات أو الدراجات وحوادث السقوط والاعتداءات والإصابات الرياضية.

إذا كنت من البالغين الأكبر سنًّا، يمكن أن يُؤدي حتى التعرض لإصابات الرأس الطفيفة إلى حدوث ورم دموي. ويصدق ذلك بصفة خاصة إذا كنت تتناول أحد الأدوية المميعة للدم أو الأدوية المضادة للصفائح الدموية، مثل الأسبرين.

ومن الممكن أن تكون مصابًا بأذى شديد حتى مع عدم وجود جرح مفتوح، أو كدمات أو ضرر أخر واضح.

توجد ثلاث فئات للورم الدموي وهي الورم الدموي تحت الجافية والورم الدموي فوق الجافية والورم الدموي للنزيف داخل المخ (داخل النسيج المتني).

الأعراض

الورم الدموي تحت الجافية

يحدث هذا عند تمزق الأوعية الدموية بين الدماغ وآخر طبقة خارجية من طبقات الغشاء الثلاث التي تغطي الدماغ (الأم الجافية). ويؤدي تسرب الدم إلى تكون ورم دموي يضغط على أنسجة الدماغ. ويمكن أن يسبب الورم الدموي الآخذ في التضخم فقدانًا تدريجيًا للوعي وربما الوفاة.

هناك ثلاثة أنواع للورم الدموي تحت الجافية، وهي:

  • حاد. هذا النوع هو الأكثر خطورة ويحدث بشكل عام بسبب إصابة حادة في الرأس، وتظهر مؤشرات المرض والأعراض عادةً على الفور.
  • دون الحاد. تستغرق المؤشرات والأعراض بعض الوقت حتى ظهورها، وغالبًا ما تتراوح هذه المدة بين بضعة أيام وبضعة أسابيع بعد الإصابة.
  • المزمن. يَحدث هذا النوع نتيجة إصابات الرأس الأقل حدة، وقد يؤدي هذا النوع من الأورام الدموية إلى الإصابة بنزف بطيء، ويمكن أن تستغرق الأعراض مدة تصل إلى أسابيع أو أشهر حتى تظهر. بل ربما لا تتذكر أنك قد تعرضت لإصابة في الرأس. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تعرض رأسك للاصطدام أثناء ركوب السيارة إلى حدوث نزف، خاصة إذا كنت تأخذ أدوية مضادة لتخثر الدم.

وتَتطلب الأنواع الثلاثة جميعها تلقي العناية الطبية بمجرد ظهور مؤشرات المرض والأعراض للوقاية من حدوث تلف الدماغ المستديم.

ويزداد خطر الإصابة بالورم الدموي تحت الجافية مع تقدم العمر. كما تزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين:

  • يأخذون الأسبرين أو الأدوية المضادة لتخثر الدم الأخرى بصفة يومية
  • يدمنون الكحوليات

الورم الدموي فوق الجافية

يُعرف هذا النوع أيضًا باسم الورم الدموي خارج الجافية، ويحدث عند تمزق وعاء دموي بين السطح الخارجي للأم الجافية والجمجمة. وبعد ذلك، يتسرب الدم بين الأم الجافية والجمجمة مكونًا كتلة تضغط على أنسجة الدماغ. والسبب الأكثر شيوعًا وراء الورم الدموي فوق الجافية هو التعرض للرضخ.

يحتفظ بعض الأشخاص المصابين بهذا النوع من الإصابات بوعيهم، لكن أغلبهم يشعر بالنعاس أو يدخل في غيبوبة منذ لحظة التعرض للرضخ. ويمكن أن تؤدي الإصابة بالورم الدموي فوق الجافية في أحد شرايين دماغك إلى الوفاة إذا لم تتلقَ العلاج الفوري.

الورم الدموي داخل الدماغ (داخل النسيج المتني)

يَحدث هذا النوع من الأورام الدموية، الذي يُعرف أيضًا بالورم الدموي داخل النسيج المتني، عند تجمُّع الدم في أنسجة الدماغ. ويؤدي إليه العديد من الأسباب؛ منها الإصابة الجسدية وتمزّق الأوعية الدموية المنتفخة (تمدد الأوعية الدموية) والشرايين والأوردة المتصلة بشكل ضعيف منذ الولادة وارتفاع ضغط الدم والأورام. ويُمكن أن تتسبّب الأمراض في تسرّب تلقائي للدم داخل الدماغ. ويمكن أيضًا أن تُؤدي إصابة الرأس إلى تكوّن عدة أورام دموية داخل الدماغ.

الوقاية

للوقاية من إصابة الرأس أو الحد منها:

  • ارتدِ خوذة وتأكد من ارتداء طفلك لخوذة أيضًا. ينبغي ارتداء خوذة ذات مقاس مناسب ومحكم عند المشاركة في رياضات الاحتكاك البدني، أو ركوب الدراجات الهوائية أو النارية، أو ممارسة التزلج على الجليد، أو ركوب الخيل، أو التزلج بالأحذية أو الألواح، أو ركوب ألواح تزلج الجليد، أو ممارسة أي نشاط قد تنتج عنه إصابة في الرأس.
  • اربط حزام أمان مقعدك، وتأكد من ربط حزام مقعد طفلك. يجب فعل هذا في كل مرة تقود فيها مركبة آلية أو تستقلها.
  • احمِ أطفالك. استخدم دائمًا مقاعد الأطفال (المخصصة للسيارات) ذات المقاس المناسب، وبطّن أسطح الطاولات وحوافها، وضع حواجز على السلالم، وثبت قطع الأثاث أو الأجهزة المنزلية الثقيلة في الحائط لمنع انقلابها، وامنع الأطفال من تسلق الأجسام غير الآمنة أو غير الثابتة. وركّب بوابات أمان على السلالم وقضبانًا واقية على النوافذ.

التشخيص

قد يكون تشخيص الورم الدموي داخل القحف صعبًا، نظرًا إلى أن الأشخاص الذين لديهم إصابة بالرأس قد يبدون بحالة جيدة. ولكن يفترض الأطباء غالبًا أن النزيف داخل الجمجمة هو سبب الفقدان التدريجي للوعي بعد التعرض لإصابة في الرأس، إلى أن يثبت العكس.

تقنيات التصوير هي أفضل الطرق لتحديد موضع الورم الدموي وحجمه. وتتضمن ما يلي:

  • التصوير المقطعي المحوسب. يستخدم هذا الفحص جهاز تصوير بالأشعة السينية متطورًا ومتصلاً بحاسوب لإنتاج صور مفصلة للدماغ. وأثناء الفحص، تتمدد من دون حركة على طاولة متحركة تُوجَّه داخل جهاز على شكل كعكة دونات كبيرة حيث تُلتقط الصور. التصوير المقطعي المحوسب هو الفحص بالتصوير الأكثر استخدامًا لتشخيص الأورام الدموية داخل القحف.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يُجرى هذا الفحص باستخدام مجال مغناطيسي وموجات راديو لإنتاج صور محوسبة. وأثناء التصوير بالرنين المغناطيسي، تتمدد على طاولة متحركة تُوجَّه داخل أنبوب.
  • الصورة الوعائية. إذا كان هناك تخوف من احتمال حدوث تمدد الأوعية الدموية في الدماغ أو مشكلة أخرى في الأوعية الدموية، فقد يلزم أخذ صورة وعائية لتوفير مزيد من المعلومات. يستخدم هذا الاختبار الأشعة السينية وصبغة خاصة لإنتاج صور لتدفق الدم في الأوعية الدموية داخل الدماغ.

المعالجة

لا تلزم إزالة الأورام الدموية الصغيرة التي لا تسبب ظهور أي مؤشرات أو أعراض. ومع ذلك، يمكن أن تظهر المؤشرات والأعراض أو تتفاقم بعد أيام أو أسابيع من الإصابة. نتيجةً لذلك، قد تتعين مراقبتك لرصد التغيرات العصبية ومراقبة الضغط داخل الجمجمة والخضوع لفحوصات متكررة بالتصوير المقطعي المحوسب على الرأس.

إذا كنت تتناول الأدوية المضادة لتخثر الدم، مثل الوارفارين (Coumadin وJantoven)، فقد تحتاج إلى علاج يمكنه وقف آثار الدواء. سيقلل هذا من خطر حدوث مزيد من النزيف. وتشمل الخيارات المتاحة لوقف آثار الأدوية المضادة لتخثر الدم إعطاء فيتامين K والبلازما الطازجة المجمدة.

الجراحة

يشمل علاج الورم الدموي في الغالب إجراء جراحة. ويعتمد نوع الجراحة على نوع الورم الدموي. وتشمل خياراتها المتاحة:

  • تصريف السوائل جراحيًا. إذا كان الدم متجمعًا في منطقة واحدة وتحول من جلطة متصلبة إلى سائل، فقد يُحدث الطبيب ثقبًا صغيرًا في الجمجمة ويستخدم الشفط لإزالة السائل.
  • حج القحف. قد تتطلب الأورام الدموية كبيرة الحجم فتح جزء من الجمجمة (حج القحف) لإزالة الدم.

الشفاء

التعافي من ورم دموي داخل القحف يحتاج لوقت طويل، وقد لا يتعافى المريض بشكل كامل. أكبر فترة تعاف تكون حتى ثلاثة أشهر بعد الإصابة، وفي العادة تحدث تحسينات أقل بعد ذلك. في حالة استمرار المشاكل العصبية بعد العلاج، قد يحتاج المريض إلى علاج مهني وعلاج طبيعي.

التأقلم والدعم

من المهم التحلي بالصبر عند التعامل مع إصابات الدماغ. يحدث أغلب حالات التعافي لدى البالغين في خلال الأشهر الستة الأولى. قد تشعر بعد ذلك بتحسنات أقل وبصورة تدريجية لمدة تصل إلى عامين من بعد الإصابة بالورم الدموي.

تساعدك التدابير التالية في التعافي:

  • احصل على قسط كافٍ من النوم ليلاً، واسترح نهارًا عندما تشعر بالتعب.
  • ارجع تدريجيًا إلى أنشطتك العادية عندما تشعر بالقوة.
  • لا تشارك في الرياضات التلاحمية ولا الترفيهية حتى تحصل على موافقة الطبيب.
  • استشر الطبيب قبل بدء القيادة أو ممارسة الرياضات أو ركوب الدراجة أو تشغيل الآلات الثقيلة. فمن المحتمل أن تكون ردود فعلك قد صارت أبطأ نتيجة إصابة دماغك.
  • استشر طبيبك قبل تناول الأدوية.
  • لا تتناول مشروبات كحولية إلا بعد التعافي تمامًا. قد تُبطئ المشروبات الكحولية فترة التعافي، ومن الممكن أن يزيد الإفراط في الشراب من احتمالية حدوث إصابة أخرى.
  • دوِّن الأشياء التي تجد صعوبة في تذكّرها.
  • تحدث إلى شخص تثق به قبل اتخاذ القرارات المهمة.
Last Updated: June 17th, 2022