Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202405 d_02; ct_50

اكتئاب ما بعد الولادة

تعرَّفي على عوامل الخطر وأعراض الاكتئاب لدى الأمهات الجدد، فضلًا عن العلاج الفعال الذي يمكن أن يساعدكِ في السيطرة على الأعراض ويزيد ارتباطك بطفلك.

نظرة عامة

يمكن أن تحفز ولادة الطفل مشاعر متنوعة قوية بدءًا من الإثارة والفرح إلى الخوف والقلق. لكن يمكن أن ينتج عنها شيء قد لا تتوقعه، ألا وهو الاكتئاب.

تصاب معظم الأمهات الحديثات "بالكآبة النفاسية"، وتتسم هذه الحالة عادةً بتقلبات مزاجية ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم. تبدأ حالات الكآبة النفاسية خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين.

لكن تصاب بعض الأمهات الحديثات بنوع اكتئاب أكثر حدةً وأطول زمنًا، ويُعرف باكتئاب ما بعد الولادة. ويطلق عليه أحيانًا اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة لأنه يمكن أن يبدأ أثناء الحمل ويستمر لما بعد الولادة. وقد يظهر اضطراب مزاجي شديد بعد الولادة في حالات نادرة، ويسمى ذهان ما بعد الولادة.

لا يعني اكتئاب ما بعد الولادة خللاً أو ضعفًا في الشخصية. لكنه في بعض الأحيان يكون من مضاعفات الولادة. وإذا كنتِ مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، فيمكن للعلاج السريع مساعدتكِ على التغلب على الأعراض ومساعدتكِ على الارتباط بطفلكِ.

الأعراض

تختلف أعراض الاكتئاب بعد الولادة، وتتراوح بين الخفيف والشديد.

أعراض الكآبة النفاسية بمرحلةِ ما بعد الولادة

ربما تتضمن أعراض الكآبة النفاسية، التي تستمر فقط لعدة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين بعد ولادة طفلك، ما يأتي:

  • التقلبات المزاجية
  • القلق
  • الحزن
  • سهولة الاستثارة
  • الشعور بالضغط الشديد
  • البكاء
  • انخفاض التركيز
  • مشكلات تتعلق بالشهية
  • صعوبة النوم

أعراض اكتئابِ ما بعد الولادة

في البداية قد تخطئين في التفرقة بين اكتئاب ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، لكن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تكون أكثر حدة وتدوم لفترة أطول. وفي نهاية المطاف، قد تؤثر هذه الأعراض في قدرتك على رعاية طفلك وأداء المهام اليومية الأخرى. عادةً ما تظهر الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. لكنها قد تبدأ مبكرًا، أي أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة.

قد تتضمن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ما يأتي:

  • الشعور بالكآبة أو التقلبات المزاجية الحادة
  • الإفراط في البكاء
  • صعوبة التعلق بطفلك
  • الابتعاد عن العائلة والأصدقاء
  • فقدان الشهية أو تناول الطعام بكمية أكثر من المعتاد
  • عدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم لفترات طويلة
  • الشعور بالتعب البالغ أو فقدان الطاقة
  • قلة الاهتمام والاستمتاع بالأنشطة التي كانت تبعث على المتعة
  • الغضب وسهولة الاستثارة بصورة حادة
  • الخوف من ألا تكوني أما جيدة
  • اليأس
  • الشعور بانعدام القيمة أو الخزي أو الذنب أو العجز
  • ضعف القدرة على التفكير بوضوح أو التركيز أو اتخاذ القرارات
  • التململ
  • نوبات الهلع والقلق الشديدة
  • أفكار تتعلق بإيذاء نفسك أو طفلك
  • تكرار أفكار الموت أو الانتحار

ربما يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لعدة أشهر أو لمدة أطول في حال عدم علاجه.

ذهان ما بعد الولادة

ذهان ما بعد الولادة هو حالة طبية نادرة تظهر عادة في الأسبوع الأول بعد الولادة، وتكون أعراضه حادة. قد تشتمل الأعراض على ما يأتي:

  • الشعور بالارتباك والضياع
  • وجود أفكار وسواسية بخصوص مولودك
  • الهلوسة والتوهمات
  • مشكلات النوم
  • زيادة الطاقة والشعور بالضيق
  • مشاعر الشك والارتياب
  • محاولات لإيذاء نفسك أو طفلك

قد يؤدي ذهان ما بعد الولادة إلى أفكار أو سلوكيات مهددة للحياة ويستلزم علاجًا فوريًا.

اكتئاب ما بعد الولادة لدى الآباء

تشير الدراسات إلى أن الآباء الجدد يمكن أن يعانوا أيضًا من اكتئاب ما بعد الولادة. فقد يشعرون بالحزن أو الإرهاق أو الثقل أو القلق أو تحدث لهم تغيرات في أنماطهم المعتادة في الأكل والنوم، وهي الأعراض نفسها التي تشعر بها الأمهات اللاتي تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.

ويزداد خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة لدى الآباء الشباب، الذين أصيبوا بالاكتئاب من قبل، ويواجهون مشكلات في العلاقات أو صعوبات مالية. ويكون لهذا الاكتئاب، الذي يُسمي أحيانًا بالاكتئاب الأبوي بعد الولادة، تأثيرًا سلبيًا على العلاقة بالزوجة ونمو الطفل يضاهي تأثير اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات.

إذا كنت زوجًا لأم جديدة وتَشعر بأعراض الاكتئاب أو القلق أثناء حمل زوجتك أو بعد ولادة طفلك، فاستشر طبيبك في هذا الأمر. ويُمكن أن تساعد العلاجات المماثلة والدعم المقدم للأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة في علاج اكتئاب ما بعد الولادة لدى أزواجهم.

متى تزور الطبيب؟

إذا شعرتِ بالاكتئاب بعد ولادة طفلكِ، فقد تُحجمين عن الاعتراف بذلك أو تخجلين منه. لكن إذا شعرتِ بأي أعراض لاكتئاب ما بعد الولادة، اتصلي بطبيب الرعاية الأولية أو طبيب النساء والتوليد واحجزي موعدًا طبيًا. وإذا كانت لديكِ أعراض تشير إلى احتمال إصابتكِ بذهان ما بعد الولادة، اطلبي المساعدة فورًا.

من المهم الاتصال بطبيبكِ في أقرب وقت ممكن إذا أصبحت أعراض الاكتئاب:

  • لا تختفي بعد أسبوعين.
  • تزداد سوءًا.
  • تُصعِب عليكِ الاعتناء بطفلك.
  • تُصعِب عليكِ أداء مهامكِ اليومية.
  • تتضمن أفكارًا عن إيذاء نفسكِ أو إيذاء طفلكِ.

إذا دارت بذهنك أفكار انتحارية

إذا راودتك أفكار بإيذاء نفسك أو طفلك في أي وقت، فاطلبي على الفور من زوجك أو أي شخص مقرّب إليك المساعدة في رعاية طفلك. واتصلي على 911 إن كنت في الولايات المتحدة، أو رقم المساعدة الطارئة المحلي لطلب المساعدة.

إذا كانت تراودك أفكار انتحارية، يمكنك أيضًا اللجوء لأحد الخيارات التالية:

  • طلب المساعدة من طبيب
  • التواصل مع اختصاصي صحة عقلية
  • الاتصال على الخط الساخن لمكافحة الانتحار اتصل من داخل الولايات المتحدة على الرقم 988 أو أرسل إليه رسالة نصية للتواصل مع الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار والمساعدة في الأزمات 988 المتاح على مدار 24 ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع. أو يمكنك استخدام خدمة دردشة الخط الوطني الساخن لمكافحة الانتحار. هذه الخدمات مجانية وسريّة. كما توفر خدمة خط الحياة لمنع الانتحار والمساعدة في الأزمات رقم هاتف مخصصًا للناطقين بالإسبانية وهو ‎1-888-628-9454 (رقم مجاني داخل الولايات المتحدة).
  • تواصل مع أحد الأصدقاء أو الأشخاص المقرَّبين إليك.
  • تواصل مع شيخ أو مرشد روحي أو غيرهما من رجال الدين في طائفتك الدينية.

مساعدة صديق أو شخص عزيز

قد لا يدرك مرضى الاكتئاب أو يعترفون بأنهم يشعرون بالاكتئاب. وقد لا يكونون على دراية بمؤشرات الاكتئاب وأعراضه. إذا كان لديك شك في أن صديقة أو سيدة مقربة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو عرضة للإصابة بذهان ما بعد الولادة، فساعدها فورًا على طلب الرعاية الطبية اللازمة. ولا تنتظر وتأمل في تحسن الحالة.

الأسباب

لا يوجد سبب واحد فقط للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، لكن قد تؤدي الخصائص الوراثية والتغيرات البدنية والمشكلات العاطفية دورًا في ذلك.

  • الخصائص الوراثية. تُظهر الدراسات أن وجود تاريخ عائلي للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، خاصة إذا كان خطيرًا، يزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • التغييرات البدنية. بعد الولادة، قد يسهم الانخفاض الشديد في هرموني الإستروجين والبروجيستيرون في جسمك في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وقد تنخفض هرمونات أخرى تنتجها الغدة الدرقية انخفاضًا حادًا أيضًا، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والكسل والاكتئاب.
  • المشكلات العاطفية. قد يؤدي الحرمان من النوم والإرهاق الشديد إلى صعوبة في التعامل حتى مع المشكلات الصغيرة. وقد تشعرين بالقلق بشأن قدرتك على العناية بطفلك حديث الولادة. وربما تشعرين بأنك أقل جاذبية وبصعوبة في إحساسك بالهوية أو تشعرين بفقدان السيطرة على حياتك. يمكن أن يسهم وجود أي من هذه مشكلات في الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

عوامل الخطورة

يمكن لأي أم تلد لأول مرة أن تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، ويمكن أن تحدث الإصابة به بعد ولادة أي طفل وليس بالضرورة الطفل الأول فقط. لكن يزداد احتمال الإصابة به في الحالات التالية:

  • إذا كان لديك تاريخ مرَضي للإصابة بالاكتئاب، سواء أثناء الحمل أو في أوقات أخرى.
  • إذا كان لديكِ اضطراب ثنائي القطب.
  • إذا كنت قد أصبتِ باكتئاب ما بعد الولادة في حمل سابق.
  • إذا كان لديكِ أفراد من العائلة مصابون بالاكتئاب أو اضطرابات مزاجية أخرى.
  • إذا واجهتِ أحداثًا مرهقة خلال العام الماضي، مثل مضاعفات الحمل أو المرض أو فقدان العمل.
  • إذا كان طفلكِ مصاب بمشكلات صحية أو احتياجات خاصة أخرى.
  • إذا كان لديكِ توأمان أو ثلاثة توائم أو حالات ولادة أخرى لأكثر من طفل.
  • إذا كانت لديكِ صعوبة في إرضاع الطفل طبيعيًّا.
  • إذا كنتِ تواجهين مشكلات في علاقتكِ مع زوجك.
  • إذا كان الدعم المقدم إليك ضعيفًا.
  • إذا كان لديكِ مشكلات مالية.
  • إذا كان الحمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه.

المضاعفات

يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة، إذا لم يُعالَج، أن يؤثر على الرابطة بين الأم ووليدها، وقد يُفضي إلى مشكلات عائلية.

  • بالنسبة إلى الأمهات. قد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة لمدة اشهر أو أكثر، وأحيانًا قد يصير اضطرابًا اكتئابيًّا مستمرًا إذا لم يعالج من البداية. قد تتوقف الأمهات عن الرضاعة الطبيعية، ويعانين من مشكلات في الترابط مع أطفالهن ورعايتهم، ويزداد خطر الانتحار. حتى بعد علاجه، قد يزيد اكتئاب ما بعد الولادة من احتمال تعرُّض الأمهات اللائي أُصبن به لنوبات من الاكتئاب الشديد في المستقبل.
  • بالنسبة إلى الأب. يمكن أن يكون لاكتئاب ما بعد الولادة أثر مضاعف، حيث يُسبب ضغطًا عاطفيًا على كل المحيطين بحديث الولادة. عندما تكتئب الأم التي ولدت حديثًا، يزداد احتمال إصابة والد الرضيع بالاكتئاب أيضًا. والآباء الجدد قد يكونوا معرّضين بالفعل لخطر الإصابة بالاكتئاب بشكل متزايد، سواء أصيبت الزوجات بالاكتئاب أم لا.
  • بالنسبة للأطفال. أطفال الأمهات اللائي أُصبن باكتئاب ما بعد الولادة ولم يُعالَجن، أكثر عرضة للمشكلات العاطفية والسلوكية؛ مثل صعوبات النوم والتغذية، والإفراط في البكاء، وتأخُّر نطور المهارات اللغوية.

الوقاية

إذا سبقت إصابتك بالاكتئاب، وخاصة اكتئاب ما بعد الولادة، فأخبري الطبيب بذلك إذا كنتِ تخططين للحمل أو بمجرد معرفة أنكِ حامل.

  • خلال الحمل، يمكن للطبيب متابعتك متابعة لصيقة جيدًا للكشف عن أعراض الاكتئاب. وقد تملئين استبيان فحص لتشخيص الاكتئاب أثناء الحمل وبعد الولادة. وفي بعض الأحيان، تُمكن السيطرة على حالات الاكتئاب الخفيفة من خلال مجموعات الدعم أو تقديم الاستشارات النفسية أو غير ذلك من طرق العلاج. وفي حالات أخرى، قد يُوصى باستخدام مضادات الاكتئاب حتى أثناء الحمل.
  • بعد الولادة، قد يوصي الطبيب بإجراء فحص مبكر بعد الولادة للكشف عن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة. وكلما اكتُشف الاكتئاب مبكرًا، أصبح بالإمكان بدء العلاج مبكرًا. إذا أصبت من قبل باكتئاب ما بعد الولادة، فقد يوصي الطبيب بعلاج مضاد للاكتئاب أو العلاج بالحوار بعد الولادة فورًا. من الممكن تناول معظم مضادات الاكتئاب بأمان في مرحلة الرضاعة الطبيعية.

التشخيص

سيتحدث إليك الطبيب عادةً حول مشاعرك وأفكارك وصحتك العقلية للمساعدة على تحديد ما إذا كنتِ مصابة بالكآبة النفاسية على المدى القصير أم مصابة بحالة أكثر حدة من الاكتئاب. لا تشعري بالإحراج، فاكتئاب ما بعد الولادة أمر شائع. وشاركي الأعراض التي تظهر عليكِ مع الطبيب حتى تتمكنا معًا من وضع خطة علاج مفيدة مناسبة لكِ.

كجزء من التقييم الذي تخضعين له، قد يُجري الطبيب فحص الاكتئاب، بما في ذلك ملء استبيان. وقد يطلب منك الطبيب إجراء اختبارات أخرى، إذا اقتضى الأمر، لاستبعاد وجود أسباب أخرى للأعراض التي تظهر عليك.

المعالجة

يختلف العلاج ووقت التعافي باختلاف شدة اكتئابك واحتياجاتك الفردية. إذا كنت تعاني من خمول الغدة الدرقية أو مرض كامن، فقد يعالج الطبيب هذه الحالات المرَضية أو يحيلك إلى الاختصاصي المناسب. وقد يحيلك الطبيب أيضًا إلى اختصاصي صحة عقلية.

اكتئاب ما بعد الولادة.

يتلاشى اكتئاب ما بعد الولادة عادةً من تلقاء نفسه خلال فترة تتراوح بين بضعة أيام وأسبوع أو أسبوعين. وفي تلك الأثناء:

  • احصلي على أكبر قدر ممكن من الراحة.
  • اطلبي المساعدة من الأسرة والأصدقاء.
  • تواصلي مع أمهات جدد أخريات.
  • خصصي وقتًا للاهتمام بنفسك.
  • تجنبي شرب الكحوليات والمخدرات الترفيهية التي تُزيد من سوء التقلبات المزاجية.
  • استشيري طبيبك بشأن الحصول على مساعدة استشاري الرضاعة الطبيعية إذا كنتِ تواجهين مشكلة في إدرار الحليب أو الرضاعة الطبيعية.

اكتئاب ما بعد الولادة

غالبًا ما يُعالج اكتئاب ما بعد الولادة عن طريق العلاج النفسي، يُسمى أيضًا العلاج بالتحدث أو استشارات الصحة العقلية، أو باستخدام الدواء أو كليهما.

  • العلاج النفسي. قد يساعدكِ التحدث عن مخاوفكِ إلى طبيب نفسي أو اختصاصي علم نفس أو اختصاصي صحة عقلية آخر. ومن خلال العلاج، يمكنكِ العثور على طرق أفضل للتكيف مع مشاعركِ وحل المشكلات ووضع أهداف واقعية والاستجابة للوضع الحالي بطريقة إيجابية. وقد يساعد أيضًا العلاج الأسري أو علاج العلاقات في بعض الأحيان. وتتضمن أمثلة العلاجات المستخدمة لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة العلاج المعرفي السلوكي والعلاج النفسي التفاعلي بين الأشخاص.
  • مضادات الاكتئاب. قد يوصي الطبيب بتناول أحد مضادات الاكتئاب. وإذا كنتِ ترضعين رضاعة طبيعية، فإن أي دواء تتناولينه سيدخل إلى حليب الثدي. ومع ذلك، يمكن استخدام معظم مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة الطبيعية مع وجود خطر ضئيل لحدوث آثار جانبية لطفلك. تعاوني مع الطبيب من أجل تقييم المخاطر والفوائد المحتملة لمضادات الاكتئاب.
  • الأدوية الأخرى. قد تُضاف أدوية أخرى إلى علاجك إذا لزم الأمر. على سبيل المثال، إذا كنتِ مصابة باكتئاب ما بعد الولادة الذي يتضمن الأرق أو القلق الشديدين، فقد يُنصح بتناول دواء مضاد للقلق لفترة قصيرة.

يمثل بريكسانولون (Zulresso) أول دواء تعتمده إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خصوصًا لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة لدى النساء البالغات. حيث يعمل دواء بريكسانولون على إبطاء الانخفاض السريع في مستوى بعض الهرمونات بعد الولادة الذي قد يتسبب في اكتئاب ما بعد الولادة. وتتطلب الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة الإقامة في مرفق رعاية صحية والبقاء تحت الملاحظة أثناء تلقي الدواء من خلال الوريد على مدار 60 ساعة. ولهذا السبب، لا يتوفر العلاج على نطاق واسع حتى الآن.

وما زالت الأبحاث مستمرة حول دواء يُؤخذ عن طريق الفم لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة يبشر بنتائج واعدة. ويعمل الدواء قيد الدراسة بطريقة مشابهة لدواء بريكسانولون. ولكنه قد يُؤخذ يوميًا على شكل أقراص وقد لا ينطوي على الآثار الجانبية الخطيرة نفسها.

عادةً ما تتحسن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة باستخدام العلاج المناسب. وفي بعض الحالات، قد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة ويصبح طويل المدى، ويُعرف بالاكتئاب المزمن. ومن المهم الاستمرار في العلاج بعدما تبدئين في الشعور بالتحسن. فإيقاف العلاج مبكرًا قد يؤدي إلى انتكاس الحالة.

ذهان ما بعد الولادة

يحتاج ذهان ما بعد الولادة إلى علاج فوري، ويكون عادةً في المستشفى. وقد يشمل العلاج:

  • الأدوية: قد يتطلب العلاج مجموعة من الأدوية -مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والأدوية التي تساعد على استقرار الحالة المزاجية والبنزوديازيبينات- للتحكم في مؤشرات المرض وأعراضه.
  • المعالجة بالصدمات الكهربائية (ECT): إذا كان اكتئاب ما بعد الولادة شديدًا وأُصبتِ بذهان ما بعد الولادة، فقد يوجهك الطبيب إلى المعالجة بالصدمات الكهربائية إذا لم تستجب الأعراض للأدوية. والمعالجة بالصدمات الكهربائية إجراء يمرر فيه الطبيب تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ محدثًا نوبة قصيرة مُتعمّدة. ويبدو أن المعالجة بالصدمات الكهربائية تسبب تغيرات في كيمياء الدماغ يمكنها أن تقلل من أعراض الذهان والاكتئاب، خاصةً عند فشل العلاجات الأخرى.

يمكن أن تؤثر الإقامة في المستشفى أثناء علاج ذهان ما بعد الولادة على قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية. فالانفصال عن الرضيع يجعل الرضاعة الطبيعية صعبة. ولكن يستطيع الطبيب أن يصف لكِ ما يساعدكِ في إدرار اللبن أثناء وجودكِ في المستشفى.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

يمكنكِ فعل بعض الأمور لنفسكِ من شأنها زيادة فعالية خطتك العلاجية وإسراع عملية تعافيكِ، وذلك جنبًا إلى جنب مع تلقي العلاج المتخصص.

  • اتباع خيارات نمط حياة صحي. اجعلي النشاط البدني، كالمشي مع طفلك وأشكال التمارين الرياضية الأخرى، جزءًا من روتينك اليومي. وحاولي الحصول على قسط كافٍ من الراحة، مع تناول الأطعمة الصحية وتجنَّب شرب الكحول.
  • وضع توقعات عملية. لا تضغطي على نفسك لفعل كل شيء، ولكن اخفضي سقف توقعاتك لإنجاز المهام المنزلية على أكمل وجه، فافعلي ما يمكنك فعله واتركي الباقي.
  • تخصيص وقت لنفسك. خصِّصي بعض الوقت لنفسك واخرجي فيه من المنزل. قد يستدعي ذلك أن تطلبي من زوجك العناية بطفلك أو الاستعانة بجليسة أطفال. وافعلي شيئًا تستمتعين به، كممارسة هواية أو أحد الأنشطة الترفيهية. يمكنكِ أيضًا ترتيب قضاء بعض الوقت مع زوجك أو أصدقائك.
  • تجنُّب العزلة. تحدثي مع زوجك وأفراد عائلتك وأصدقائك عن مشاعرك. واسألي الأمهات الأخريات عن تجاربهن. فكسر حالة العزلة قد يساعدك في الشعور بكيانك الإنساني مجددًا.
  • طلب المساعدة. حاولي التحدث بصراحة إلى المقربين لكِ وأخبريهم بحاجتك إلى المساعدة. وإذا عرض أحدهم مجالسة طفلك، فاقبلي عرضه. ويمكنك في هذا الوقت النوم أو أخذ قيلولة، أو يمكنك مشاهدة فيلم أو مقابلة أصدقائك لشرب القهوة. يمكنك أيضًا الاستفادة من طلب المساعدة في تعلُّم مهارات رعاية الأطفال التي قد تشمل أساليب الرعاية لتحسين نوم الطفل وتهدئة ضيقه وبكائه.

تذكّري أن اهتمامك بنفسك هو جزء من الاعتناء بطفلك.

التأقلم والدعم

تصبح الفترة المرهقة بطبيعة الحال التالية للولادة أكثر صعوبة في حال الإصابة بالاكتئاب، لكن تذكري أن اكتئاب ما بعد الولادة ليس خطأ أحد، بل هو حالة طبية شائعة تحتاج إلى علاج.

لذا، إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة، فاستشيري طبيبك في هذا الشأن. واسألي طبيبك أو معالجك النفسي عن مجموعات الدعم المحلية للأمهات الجدد أو السيدات اللاتي تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.

كلما أسرعت بالحصول على المساعدة، أصبحت أكثر استعدادًا للتغلب على الاكتئاب والاستمتاع بمولودك الجديد.

التحضير للموعد

بعد موعدك الطبي الأول، قد يحيلك الطبيب إلى اختصاصي الصحة النفسية الذي يمكنه وضع خطة العلاج المناسبة لك. ننصحك باصطحاب شخص تثق به من أفراد الأسرة أو الأصدقاء لمرافقتك في موعدك الطبي كي يساعدك في تذكر جميع المعلومات التي يقدمها الطبيب.

ما يمكنك فعله؟

أعدّ قائمة بما يلي قبل موعدك الطبي:

  • أي أعراض تشعر بها، ومدة استمرارها.
  • جميع مشكلاتك الطبية، بما فيها حالات المرَضية البدنية أو العقلية، كالاكتئاب.
  • جميع الأدوية التي تأخذها، بما في ذلك الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية والمتاحة بدون وصفة طبية، والفيتامينات والأعشاب والمكملات الغذائية الأخرى، مع ذكر الجرعات.
  • الأسئلة التي ترغبين في طرحها على الطبيب.

يمكن أن تشمل الأسئلة التي يمكنكِ طرحها:

  • ما تشخيص حالتي؟
  • ما العلاجات المرجح فعاليتها مع حالتي؟
  • ما الآثار الجانبية المحتمَلة للعلاجات التي تقترحها؟
  • ما مقدار التحسن الذي تتوقعه للأعراض مع العلاج، وما مدى سرعته؟
  • هل الدواء الذي تصفه آمن أثناء الرضاعة الطبيعية؟
  • كم من الوقت سأحتاج إلى العلاج؟
  • ما تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تساعدني في التعامل مع الأعراض التي أشعر بها؟
  • كم مرة ينبغي زيارة الطبيب من أجل اختبارات المتابعة؟
  • هل أنا معرضة بشكل أكبر للإصابة بمشكلات الصحة العقلية؟
  • هل أنا معرضة لتكرار الإصابة بهذه الحالة المرَضية إذا أنجبت طفلاً آخر؟
  • هل هناك طريقة لمنع عودة الإصابة عند إنجاب طفل آخر؟
  • هل هناك أي مواد مطبوعة يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تُوصِي بالاطلاع عليها؟

لا تترددي في طرح أي أسئلة أخرى أثناء موعدك الطبي.

ما يمكن أن يقوم به الطبيب

قد يطرح عليك الطبيب أو اختصاصي الصحة العقلية أسئلة كالآتي:

  • ما الأعراض التي تشعرين بها ومتى بدأت؟
  • هل تتحسن الأعراض لديك أم تتفاقم حدتها مع مرور الوقت؟
  • هل تؤثر الأعراض لديكِ على قدرتك على رعاية طفلكِ؟
  • هل ارتباطك بطفلك كما توقعتِ أن يكون؟
  • هل تستطيعين النوم عندما تُتاح لك الفرصة والنهوض عندما يحين وقت الاستيقاظ؟
  • كيف تصفين مستوى طاقتك؟
  • هل تغيرت شهيتكِ للطعام؟
  • ما معدل شعورك بالقلق أو الانزعاج أو الغضب؟
  • هل راودتك أي أفكار لإيذاء نفسك أو إيذاء طفلك؟
  • ما مقدار الدعم الذي تحصلين عليه في رعاية طفلكِ؟
  • هل تتعرضين لضغوط كبيرة أخرى في حياتك؛ على سبيل المثال مشاكل مالية أو مشاكل في العلاقة الزوجية؟
  • هل سبق أن شخص الطبيب إصابتكِ بأي حالة مَرَضية أخرى؟
  • هل سبق أن شخص الطبيب إصابتكِ بأي اضطراب نفسي، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هو نوع العلاج الذي حقَّق أفضلَ نتيجة لكِ؟

من الممكن أن يطرح الطبيب عليكِ أسئلة إضافية بناءً على إجاباتك والأعراض التي تشعرين بها واحتياجاتك. وسيساعدكِ استعدادكِ وتوقعكِ للأسئلة على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من زيارتك الطبية.

Last Updated: November 24th, 2022