Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202405 d_03; ct_50

الاعتلال العصبي السكري

يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السُّكر في الدم إلى تلف الأعصاب في القدمين ومناطق أخرى من الجسم. تعرف على المؤشرات وكيفية اتخاذ خطوات لمنع مضاعفات السُّكَّري.

نظرة عامة

الاعتلال العصبي السكري هو أحد أنواع تلف الأعصاب، ويُمكن أن يُصاحب داء السكري. وقد يؤدي ارتفاع مستوى سكر الدم (الغلوكوز) إلى تلف الأعصاب في مختلف أعضاء الجسم. وغالبًا ما يتسبب الاعتلال العصبي السكري في تلف أعصاب الساقين والقدمين.

واعتمادًا على الأعصاب المتضرِّرة، تشمل أعراض الاعتلال العصبي ألم وخَدَر في الساقين والقدمين واليدين. ويمكن أن يؤدي أيضًا الاعتلال العصبي إلى حدوث مشاكل متعلقة بالجهاز الهضمي والمسالك البولية والأوعية الدموية والقلب. يشعر بعض الأشخاص بأعراض خفيفة. ولكن بالنسبة لآخرين، يُمكن أن يكون الاعتلال العصبي السكري مؤلمًا بشدة ويُسبِّب العجز.

الاعتلال العصبي السكري هو مُضاعفة خطيرة لداء السكري، وقد يُصيب نحو 50% من الأشخاص المصابين بالسكري. وغالبًا تستطيع الوقاية من الاعتلال العصبي السكري أو إبطاء تقدُّمه عن طريق التحكم في مستوى سكر الدم بانتظام واتّباع نمط حياة صحي.

الأعراض

توجد أربعة أنواع رئيسة من الاعتلال العصبي السكري. ومن المحتمل الإصابة بنوع واحد أو أكثر من أنواع الاعتلال العصبي.

كما تتوقَّف الأعراض على نوع الاعتلال والأعصاب المتأثِّرة. وتظهر الأعراض تدريجيًا عادةً. وقد لا تلاحِظُ أن هناك شيئًا خطأ إلى أن يحدُث تلف كبير في الأعصاب.

اعتلال الأعصاب السطحي

قد يُعرَف أيضًا هذا النوع من الاعتلال العصبي باسم "الاعتلال العصبي الطرفي البعيد المتناظر". وهو النمط الأكثر شيوعًا للاعتلال العصبي السكري. ويُؤثِّر على القدمين والساقين أولًا، ثم يتبعهما بالذراعين واليدين. عادةً ما تزداد أعراض ومُؤشِّرات الاعتلال العصبي السكري السطحي سوءًا بالليل، وقد تشمل ما يلي:

  • الخَدَر أو ضعف القدرة على الشعور بالألم أو تغيرات درجة الحرارة
  • الشعور بالوخز أو الحرقان
  • آلام حادَّة أو تقلُّصات مؤلمة
  • ضعف العضلات
  • حساسية شديدة للمس، لدرجة تجعل وزن ملاءة السرير مؤلمًا لبعض الأشخاص
  • مشكلات حادة في القدم، مثل القُرَح والالتهابات وتضرر المفاصل والعظام

الاعتلال العصبي المُستقلي

يتحكّم الجهاز العصبي المستقل في ضغط الدم وسرعة القلب والتعرّق والعينين والمثانة والجهاز الهضمي والأعضاء التناسلية. يمكن أن يؤثر مرض السكري على الأعصاب الموجودة في أي من هذه المناطق، وقد يسبِّب حدوث مؤشرات وأعراض منها ما يلي:

  • فقدان الوعي بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم (غيبوبة نقص سكر الدم)
  • قد يؤدي انخفاض ضغط الدم عند النهوض من حالة الجلوس أو الاستلقاء إلى الشعور بدوخة أو إغماء (نقص ضغط الدم الانتصابي)
  • مشكلات المثانة أو الأمعاء
  • بطء إفراغ المعدة (خزل المعدة)، يسبب الشعور بالغثيان والقيء والإحساس بالامتلاء وفقدان الشهية
  • صعوبة البَلع
  • تغييرات في طريقة تكيّف العينين مع الانتقال من بيئة مضيئة إلى بيئة مظلمة أو من الأشياء البعيدة إلى القريبة
  • زيادة التعرق أو نقصه
  • مشكلات في الاستجابة الجنسية، مثل جفاف المهبل لدى النساء وضعف الانتصاب لدى الرجال

الاعتلال العصبي الداني (اعتلال الجذور العصبية السكري)

غالبًا ما يصيب هذا النوع من الاعتلال العصبي الأعصاب الموجودة في الفخذين أو الوِركين أو الألْيَتَيْن أو الساقين. وقد يصيب أيضًا منطقة البطن والصدر. وتظهر الأعراض عادةً في جانب واحد من الجسم، ولكن قد تنتقل للجانب الآخر. وقد يشمل الاعتلال العصبي الداني ما يلي:

  • ألمًا شديدًا في الوِرك أو الألْيَة أو الفخذ
  • ضَعفًا وانكماشًا في عضلات الفخذ
  • صعوبة في النهوض من وضعية الجلوس
  • ألمًا في الصدر أو جدار البطن

اعتلال العصب الأحادي (الاعتلال العصبي البؤري)

يُشير اعتلال العصب الأحادي إلى حدوث تلف في عصبٍ واحد محدد، قد يكون في الوجه أو الجذع أو الذراع أو الساق. قد يؤدي اعتلال العصب الأحادي إلى:

  • صعوبة في التركيز أو ازدواج الرؤية
  • شلل في جانب واحد من الوجه
  • خَدَر أو شعور بوخز في اليد أو الأصابع
  • ضعف في اليد يؤدي إلى سقوط الأشياء منها
  • ألم في الساق أو القدم
  • ضعف يُسبب صعوبة رفع الجزء الأمامي من القدم (تدلي القدم)
  • ألم في الجهة الأمامية من الفخذ

متى تزور الطبيب

اتصل بطبيبك لتحديد موعد طبي، في حال ظهور الأعراض التالية:

  • جرح أو تقرُّح في القدم مصاب بالتهاب أو لا يلتئم
  • حرق أو نخز أو ضعف أو ألم في يديكَ أو قدميكَ يُؤثِّر على الأنشطة اليومية أو النوم
  • تغيُّرات في الهضم أو التبوُّل أو الوظائف الجنسية
  • الدوخة والإغماء

تُوصي المنظمة الأمريكية لمرض السكري ببدء إجراء فحص الاعتلال العصبي السكري فور تشخيص المريض بداء السكري من النوع الثاني، أو بعد خمس سنوات من تشخيص المريض بداء السكري من النوع الأول. وبعد ذلك، يُوصَى بإجراء الفحص سنويًّا.

الأسباب

السبب الدقيق لكل نوع من أنواع الاعتلال العصبي غير معروف. يعتقد الباحثون أنه بمرور الوقت، يؤدي ارتفاع سكر الدم غير المتحكم فيه إلى تلف الأعصاب ويعوق قدرتهم على إرسال الإشارات العصبية، مما يؤدي إلى اعتلال الأعصاب السكري. كما يتسبب ارتفاع سكر الدم في ضعف جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب بالأكسجين والعناصر المغذية.

عوامل الخطورة

قد يُصاب أي شخص لديه مرض السكري بالاعتلال العصبي، لكن عوامل الخطر التالية تزيد من احتمال الإصابة بتلف الأعصاب:

  • ضعف التحكم في مستوى السكر في الدم. يؤدي عدم التحكم في مستوى السكر بالدم إلى زيادة احتمال الإصابة بكل مضاعفات السكري، بما في ذلك تلف الأعصاب.
  • تاريخ الإصابة بداء السكري. تزداد خطورة الإصابة بالاعتلال العصبي السكرِي بزيادة فترة الإصابة بمرض السكري، خصوصًا في حال عدم التحكم في مستوى السكر في الدم جيدًا.
  • مرض الكلى. قد يسبب السُّكَّري تلف الكليتين. تُفرز الكلى المتضرِّرة السموم في الدم؛ مما قد يؤدي إلى تلف الأعصاب.
  • زيادة الوزن. تزداد خطورة الإصابة بالاعتلال العصبي السكري إذا كان مؤشر كتلة الجسم 25 أو أكثر.
  • التدخين. يسبب التدخين ضيق الشرايين وتصلُّبها، ممَّا يقلِّل تدفُّق الدم إلى الساقين والقدمين، ما يصعِّب التئام الجروح ويُتلف الأعصاب المحيطية.

المضاعفات

يمكن أن يسبب الاعتلال العصبي السكري عددًا من المضاعفات الشديدة، بما فيها ما يلي:

  • نقص سكر الدم غير المصحوب بأعراض. عادةً ما تتسبب مستويات سكر الدم الأقل من 70 ميليغرامًا لكل ديسي لتر (ملغم/دل) -ما يعادل 3.9 ملليمول لكل لتر (ملليمول/ل)- في الارتعاش والتعرُّق وسرعة نبضات القلب. ولكن قد لا يلاحظ الأشخاص المصابون بالاعتلال العصبي اللاإرادي هذه المؤشرات التحذيرية للمرض.
  • بتر إصبع القدم أو القدم نفسها أو الساق. قد يتسبب تلف الأعصاب في فقد الإحساس بقدميك، لذلك قد تتحول حتى أبسط الجروح إلى قُرَح دون أن تلاحظها. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تنتشر العَدوى إلى العظم أو تؤدي إلى موت الأنسجة. وقد تكون إزالة (بتر) إصبع القدم أو القدم أو حتى الجزء السفلي من الساق أمرًا ضروريًا في هذه الحالة.
  • عدوى الجهاز البولي وسلس البول. إذا تعرَّضت الأعصاب المتحكِّمة في المثانة للضرر، فقد لا تُفرَّغ المثانة بالكامل عند التبوُّل. ويمكن أن تتراكم البكتريا في المثانة والكلى، ما يؤدي إلى التهاب المسالك البولية. يمكن أيضًا أن يؤثر تلف الأعصاب في قدرتك على الشعور بالحاجة إلى التبوُّل أو قدرتك على التحكُّم في العضلات التي تُخرِج البول، ما يؤدي إلى التسريب (سلس البول).
  • انخفاض حاد في ضغط الدم. يمكن أن يؤثر تلف الأعصاب المتحكِّمة في تدفق الدم في قدرة جسمك على ضبط ضغط الدم. ويمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض حاد في الضغط عندما تقف بعد الجلوس أو الاستلقاء، وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالدوار والإغماء.
  • مشاكل في الهضم. قد تُصاب بالإمساك أو الإسهال أو كليهما، في حال إصابة السبيل الهضمي بتلف الأعصاب. كما يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب المرتبط بداء السكري إلى الإصابة بخزل المعدة، وهي حالة مرضية تُفرَّغ فيها المعدة ببطء شديد، أو قد لا تُفرَّغ مُطلقًا. ويمكن أن يؤدي هذا إلى الإصابة بالانتفاخ وعسر الهضم.
  • الخلل الوظيفي الجنسي. عادةً ما يؤدي الاعتلال العصبي المُستقل إلى تلف الأعصاب التي تؤثر في الأعضاء الجنسية. فقد يُصاب الرجال بضعف الانتصاب. وقد تواجه النساء صعوبةً في التزليق والتهيج الجنسي.
  • زيادة التعرق أو نقصه. يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى اختلال وظيفة الغدد العرقية لديك، كما يمكن أن يُصعِّب على جسمك عملية التحكُّم في درجة حرارته بشكل سليم.

الوقاية

يمكنك منع أو تأخير اعتلال الأعصاب السكري ومضاعفاته عن طريق إدارة سكر الدم عن كثب والعناية الجيدة بقدميك.

تنظيم نسبة السكر في الدم

توصي الجمعية الأمريكية للسكري بأن يُجرِي الأشخاص المصابون بالسكري فحص مستوى الهيموغلوبين السكري مرتين سنويًا على الأقل. حيث يوضِّح هذا الاختبار متوسط مستوى سكر الدم لديك خلال فترة الشهرين إلى الثلاثة أشهر الأخيرة.

قد يلزم تحديد أهداف مستوى الهيموغلوبين السكري وفقًا لحالة كل مريض على حدة، لكن توصي الجمعية الأمريكية للسكري الكثير من الأشخاص البالغين بالحفاظ على نسبة 7.0% لمستوى الهيموغلوبين السكري. وإذا زادت مستويات السكر في الدم عن المعدل المطلوب، فقد تحتاج إلى تغيير أسلوبك اليومي لتنظيم مستوى السكر في الدم، مثل إضافة أدوية أو تعديلها أو تغيير نظامك الغذائي أو أنشطتك البدنية.

العناية بالقدمين

تُعد مشكلات القدم -بدءًا من الجروح التي لا تلتئم والقُرَح وحتى البتر- من المضاعفات الشائعة للاعتلال العصبي السكري. ولكن يمكنك تجنب العديد من تلك المشكلات بإجراء فحص شامل للقدم مرة واحدة سنويًا على الأقل. اطلب أيضًا من الطبيب فحص قدميك في كل زيارة إلى عيادته، واعتن بقدميك جيدًا في المنزل.

اتبع نصائح الطبيب بشأن العناية الجيدة بالقدمين. وللمحافظة على صحة قدميك اتبع الخطوات التالية:

  • افحص قدميك يوميًّا. تحقَّقْ من وجود بثور أو جروح أو كدمات أو تشقُّقات أو تقشُّر في الجلد، أو احمراره أو تورُّمه. استخدِم المرآة أو اطلب من أحد أصدقائك أو أقاربك المُساعدة في فحص أجزاء قدمك التي يصعب عليك رؤيتها.
  • حافِظ على نظافة قدميك وجفافهما. اغسل قدميك يوميًا بالماء الفاتر والصابون اللطيف. وتجنّب نقع قدميك في الماء. وجفف قدميك وما بين الأصابع بعناية.
  • رطِّب قدميك. يعمل ذلك على منع حدوث التشقُّقات. لكن لا تترك المرطب بين أصابع قدميك، فقد يحفز نمو الفطريات.
  • قلّم أظافر قدميك بعناية. قُص أظافر أصابعك بشكل مستقيم. واستخدم المِبرد لتسوية حواف الأظافر بحيث تكون ناعمة. وإذا لم تستطع فعل ذلك بنفسك، فيمكنك اللجوء إلى اختصاصي لعلاج مشكلات القدمين.
  • ارتدِ جوارب نظيفة وجافة. ابحث عن جوارب مصنوعة من القطن أو الأنسجة الماصَّة للرطوبة التي تخلو من الأربطة الضيقة أو الدروز السميكة.
  • ارتدِ أحذية مبطَّنة ذات مقاس مناسب لقدميك. ارتدِ دائمًا الأحذية أو النعال المغلقة من المقدمة لحماية قدميك. وتأكد من أن مقاس حذائك مناسب تمامًا لقدميك ويسمح لأصابعك بالحركة. يمكن لاختصاصي علاج القدمين توجيهك بشأن كيفية شراء الأحذية ذات المقاس المناسب لقدميك ووقايتهما من مشكلات مثل مسمار القدم والكالو. إذا كنت مشتركًا في Medicare، فقد يغطي برنامجك الصحي تكلفة شراء زوج واحد من الأحذية على الأقل سنويًّا.

التشخيص

ويمكن للطبيب عادةً تشخيص الاعتلال العصبي السكري من خلال إجراء الفحص الجسدي، والمراجعة الدقيقة للأعراض والتاريخ الطبي.

عادةً ما يفحص الطبيب ما يلي:

  • قوة العضلات والتوتر العضلي بشكل عام
  • المنعكسات الوترية
  • الحساسية تجاه اللمس والألم ودرجة الحرارة والاهتزاز

إلى جانب الفحص الجسدي، قد يُجري طبيبك أو يطلب إجراء اختبارات محددة للمساعدة على تشخيص الاعتلال العصبي السكري، مثل:

  • اختبار الفتيل. تُستخدم قطعة من ألياف النايلون الناعمة (أحادية الفتيل) بحيث تلامس مناطق من جلدك لاختبار مدى حساسيتك تجاه اللمس.
  • اختبار الإحساس. يُستخدم هذا الاختبار غير الجراحي؛ لمعرفة كيف تستجيب أعصابك للاهتزازات والتغييرات في درجة الحرارة.
  • فحص توصيل الأعصاب. يقيس هذا الاختبار مدى سرعة توصيل الأعصاب في الذراعين والساقين للإشارات الكهربائية.
  • تخطيط كهربية العضل. يُعرَف باسم "اختبار الإبرة"، ويُجرى هذا الاختبار غالبًا مع دراسات التوصيل العصبي. ويعمل على قياس الشحنات الكهربائية التي تتكون في عضلاتك.
  • اختبار الجهاز العصبي اللاإرادي. يمكن إجراء اختبارات خاصة لتحديد كيفية تغير ضغط الدم أثناء وجودك في أوضاع مختلفة، وما إذا كنت تتعرق بمعدل طبيعي أم لا.

العلاج

لا يوجد علاج شاف معروف للاعتلال العصبي السكري. ولكن يهدف العلاج إلى ما يلي:

  • إبطاء تفاقم المرض
  • تخفيف الألم
  • السيطرة على المضاعفات واستعادة وظائف الجسم

الإبطاء من تقدم المرض

إن الحرص باستمرار على استقرار مستوى سكر الدم ضمن النطاق المستهدف هو السر في الوقاية من حدوث ضرر عصبي أو تأخيره. ويمكن أن يحُسِّن التنظيم الجيد لمستوى سكر الدم بعضًا من الأعراض التي تشعر بها حاليًا. ويحدد لك الطبيب أفضل نطاق مستهدف وفقًا لعدة عوامل، مثل العُمر ومدة الإصابة بالسكري وحالتك الصحية بشكل عام.

ويلزم ضبط مستويات السكر في الدم وفقًا لحالة كل مريض على حدة. لكن توصي الجمعية الأمريكية للسكري عامةً بالحفاظ على مستويات سكر الدم المستهدفة التالية لمعظم مرضى السكري:

  • بين 80 و130 ملغم/دل (4.4 و7.2 ملليمول/لتر) قبل الوجبات
  • أقل من 180 ملغم/دل (10.0 ملليمول/لتر) بعد ساعتين من تناوُل الوجبات

بشكل عام، توصي الجمعية الأمريكية للسكري معظم المصابين بالسكري بالحفاظ على نسبة لا تزيد عن 7.0% لمستوى الهيموغلوبين السكري.

تنصح مايو كلينك بالحفاظ على مستويات سكر الدم المنخفضة نسبيًّا لمعظم الشباب المصابين بالسكري، ومستويات سكر الدم المرتفعة نسبيًّا للأشخاص الأكبر سنًا الذين لديهم حالات مَرَضية أخرى وقد يكونون أكثر عرضة لمضاعفات انخفاض مستوى السكر في الدم. كما تُوصي مايو كلينك عامةً بالحفاظ على مستويات سكر الدم المستهدفة التالية قبل الوجبات:

  • بين 80 و120 ملغم/دل، ما يُعادل (4.4 و6.7 ملليمول/ لتر) للأشخاص الذين يبلغون 59 عامًا أو أقل وليس لديهم ظروف طبية أخرى
  • بين 100 و140 ملغم/دل، ما يعادل (5.6 و7.8 ملليمول/ لتر) للأشخاص الذين يبلغون 60 عامًا أو أكثر، أو لأولئك الذين لديهم ظروف طبية أخرى، بما في ذلك أمراض القلب والرئة والكُلى

تشمل الطرق المهمة الأخرى للمساعدة على إبطاء تفاقُم الاعتلال العصبي أو الوقاية منه: الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة، والحفاظ على الوزن الصحي، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.

تسكين الألم

يتوفر العديد من الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية لألم الأعصاب المرتبط بمرض السكري، لكنها غير فعالة مع الجميع. عند أخذ أي دواء بعين الاعتبار، تحدث إلى الطبيب عن الفوائد والآثار الجانبية المحتملة له لمعرفة ما قد يكون أكثر فاعلية معك.

ومن الأدوية المسكنة للألم التي تُصرف بوصفة طبية ما يلي:

  • العقاقير المضادة للنوبات المرضية. هناك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات النوبات المَرَضية (الصرع) تُستخدم أيضًا لتخفيف آلام الأعصاب. توصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري بالبدء بالبريغابالين (Lyrica)، والغابابنتين (Gralise، Neurontin) خيار آخر. وقد تشمل الآثار الجانبية الشعور بالنعاس والدوخة والدوار وتورّم اليدين والقدمين.
  • مضادات الاكتئاب. تُخفِف بعض مضادات الاكتئاب من آلام الأعصاب، وإن لم تكن مكتئبًا. قد تساعد مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات في حالات آلام الأعصاب البسيطة إلى المتوسطة. وتشمل أدوية هذه الفئة أميتريبتيلين ونورتريبتيلين (Pamelor) وديسيبرامين (Norpramin). قد تكون آثارها الجانبية مزعجةً، ومنها جفاف الفم والإمساك والنعاس وصعوبة التركيز. وقد تسبب هذه الأدوية أيضًا الشعور بالدوار عند تغيير وضع الجسم، مثل تغيير وضع الجسم من الاستلقاء إلى الوقوف (نقص ضغط الدم الانتصابي).

    مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإيبينيفرين هي نوع آخر من مضادات الاكتئاب التي قد تساعد في تخفيف آلام الأعصاب، كما أن لها آثارًا جانبية أقل. تُوصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري بالبدء بالدولوكستين (Cymbalta و Drizalma Sprinkle) كعلاج أولي. وهناك دواء آخر يمكن استخدامه وهو الفينلافاكسين (Effexor XR). ومن آثارها الجانبية المحتملة الشعور بالغثيان والنعاس والدوار وفقدان الشهية والإمساك.

في بعض الأحيان، قد يُجمَع بين مضاد للاكتئاب ودواء مضاد لنوبات الصرع. ويمكن استخدام هذه الأدوية أيضًا مع الأدوية المسكّنة للآلام، مثل الأدوية المتاحة دون وصفة طبية. فعلى سبيل المثال، قد يساعدك استخدام الأسيتامينوفين (Tylenol وأدوية أخرى) أو الأيبوبروفين (Advil و Motrin IB وغيرهما) أو لَصيقَة جلدية تحتوي على الليدوكايين (وهو مادة مُخدرة) في تخفيف الألم والشعور بالراحة.

إدارة المضاعفات واستعادة الوظائف

للسيطرة على المضاعفات، قد تحتاج إلى رعاية من اختصاصيين مختلفين. وقد يشمل ذلك اختصاصي علاج مشكلات المسالك البولية (طبيب المسالك البولية) واختصاصي لعلاج أمراض القلب (طبيب القلب) اللذان يمكنهما المساعدة في الوقاية من المضاعفات أو علاجها.

يعتمد العلاج الذي ستحتاجه على المضاعفات المرتبطة بالاعتلال العصبي:

  • مشكلات الجهاز البولي. تؤثر بعض الأدوية على وظيفة المثانة، لذلك قد يوصي طبيبك بإيقاف تلك الأدوية أو تغييرها. يمكن أن يساعد الالتزام بجدول دقيق للتبول أو التبول كل بضع ساعات (التبول التوقيتي) مع الضغط الخفيف على منطقة المثانة (أسفل السرة) في حل بعض مشكلات المثانة. قد تكون هناك حاجة إلى طرق أخرى، بما في ذلك القسطرة الذاتية، لإزالة البول من المثانة التي تلفت أعصابها.
  • مشكلات الهضم. لتخفيف المؤشرات والأعراض الخفيفة لخزل المعدة، مثل عسر الهضم أو التجشؤ أو الغثيان أو القيء، قد يساعدك تناول وجبات أقل من حيث الحجم وأكثر من حيث العدد. قد تساعد تغييرات النظام الغذائي والأدوية في تخفيف خزل المعدة والإسهال والإمساك والغثيان.
  • انخفاض ضغط الدم عند الوقوف (انخفاض ضغط الدم الانتصابي). يبدأ العلاج ببعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة، مثل التوقف عن تعاطي الكحوليات، وشرب الكثير من الماء، وتغيير وضعيات الجسم، كالانتقال من الجلوس إلى القيام ببطء. يساعد أيضًا النوم مع رفع مقدمة السرير بمقدار من 4 إلى 6 بوصات في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أثناء النوم.

    يمكن أيضًا أن يوصي طبيبك باستخدام أدوات الدعم الضاغطة للبطن والفخذين (حزام البطن والشورت أو الجورب الطويل الضاغط). قد تستخدم العديد من الأدوية، بمفردها أو معًا، لمعالجة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

  • الخلل الوظيفي الجنسي. إن الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الحقن قد تساعد في تحسين الكفاءة الجنسية لدى بعض الرجال، ولكن هذه الأدوية ليست فعالة أو آمنة مع كل الأشخاص. وقد تساعد أجهزة الشفط الميكانيكية في زيادة تدفق الدم إلى القضيب. ويمكن أن تستفيد النساء من المزلقات المهبلية.

الرعاية الذاتية

يمكن أن تساعدك هذه التدابير على الشعور بالتحسن بشكل عام وتقليل خطر الاعتلال العصبي السكري:

  • الحفاظ على ضغط الدم في معدلاته الطبيعية. إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم وداء السكري، فأنت أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات. لذلك، حاول إبقاء ضغط دمك في النطاق الذي يوصي به الطبيب، وتأكد من قياسه في كل زيارة للعيادة.
  • اختيار أغذية صحية. اتبع نظامًا غذائيًّا متوازنًا يحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، خاصة الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة. تقليل حجم الحصص للمساعدة في الوصول إلى وزن صحي أو المحافظة عليه.
  • ممارسة النشاط البدني كل يوم. تساعد ممارسة التمارين الرياضية في خفض نسبة السكر في الدم وتحسين تدفق الدم والحفاظ على صحة القلب. استهدف ممارسة التمارين الهوائية المعتدلة أسبوعيًا لمدة 150 دقيقة أو التمارين الهوائية القوية لمدة 75 دقيقة، أو مزيج من التمارين المعتدلة والقوية. من الجيد أيضًا أخذ استراحة من الجلوس كل 30 دقيقة ومحاولة ممارسة بعض الأنشطة السريعة.

    تحدث مع طبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي قبل بدء ممارسة التمارين الرياضية. إذا كانت درجة شعورك بساقيك منخفضة، فقد تكون بعض أنواع التمارين الرياضية، مثل المشي، أكثر أمانًا من غيرها. إذا كان لديك إصابة في القدم أو تقرح، فمارس التمارين الرياضية التي لا تتطلب تحميل وزن الجسم على قدمك المصابة.

  • الإقلاع عن التدخين. يؤدي تدخين التبغ بأي طريقة إلى جعلك أكثر عرضة للإصابة بضعف الدورة الدموية في قدميك، الأمر الذي قد يسبب مشكلات في التعافي. فإذا كنت مدخنًا للتبغ، فتحدث مع طبيبك عن إيجاد طرق للإقلاع عنه.

الطب البديل

هناك العديد من العلاجات البديلة التي قد تساعد في تخفيف الألم بمفردها أو عند استخدامها مع الأدوية. ولكن استشر طبيبك قبل استخدام أي علاج بديل أو مكمِّل غذائي للتأكد من تفادي حدوث أي تفاعلات محتملة.

ويمكن تجرِبة ما يلي لمن لديهم اعتلال عصبي سكري:

  • كابسايسين. يمكن لكريم كابسايسين الذي يُوضع على الجلد أن يقلِّل من الإحساس بالألم لدى بعض الناس. قد تتضمن الآثار الجانبية شعورًا بالحرقان أو تهيُّجًا بالجلد.
  • حمض الألفا ليبويك. وهو مضاد للأكسدة قوي يُوجَد في بعض الأطعمة، وقد يُساعد في تخفيف أعراض آلام الأعصاب لدى بعض الأشخاص.
  • أسيتل -إل- كارنيتين. هذه المادة المغذية ينتجها الجسم طبيعيًا، وتتوفر كمكمِّل غذائي، وقد تُخفِّف من آلام الأعصاب لدى بعض الأشخاص.
  • التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد. قد يساعد هذا العلاج الذي يصفه الطبيب في منع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ، حيث يُطلق جهاز التحفيز نبضات كهربائية صغيرة إلى مسارات عصبية محددة من خلال أقطاب كهربائية صغيرة تُثبَّت على الجلد. لا يصلح التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد لكل الأشخاص أو لجميع أنواع الآلام، على الرغم من أنه آمِن وغير مؤلِم.
  • الوخز بالإبر. قد يساعد الوخز بالإبر في تخفيف ألم الاعتلال العصبي، وليس له أي آثار جانبية بشكل عام. ضع في اعتبارك أنك قد لا تشعر براحة فورية من الألم عقب جلسة الوخز بالإبر، ومن المحتمَل أن تحتاج لأكثر من جلسة.

التأقلم والدعم

قد يكون التعايش مع الاعتلال العصبي السكري أمرًا صعبًا أحيانًا. لكن يمكن أن توفر مجموعات الدعم التشجيع والمشورة بشأن كيفية التعايش مع الاعتلال العصبي السكري. استشر طبيبك بشأن وجود أي من تلك المجموعات في منطقتك أو اطلب منه أن يحيلك لأحد الاختصاصيين. تقدم الجمعية الأمريكية لمرض السكري دعمًا على الإنترنت من خلال موقعها الإلكتروني. إذا وجدت نفسك تشعر بالاكتئاب، يمكنك الحديث مع أحد الاستشاريين أو المعالجين.

الاستعداد لموعدك

إذا لم تذهب بالفعل إلى متخصِّص في علاج الاضطرابات الأيضية ومرض السكري (اختصاصيِّ الغدد الصماء)، فمن المحتمل أن تُحال إليه إذا بدأت تظهر عليك مؤشرات مضاعفات السكري. وستُحال أيضًا إلى متخصص في أمراض المخ والجهاز العصبي (طبيب مخ وأعصاب).

للاستعداد لموعدك الطبي، ننصحك بما يلي:

  • معرفة أي قيود ذات صِلَة بما قبل الموعد الطبي. عند حجز الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك شيء يلزم القيام به مسبقًا، مثل الالتزام بنظام غذائي معين.
  • اكتب قائمة بأي أعراض تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بالسبب الذي حددت الموعد الطبي لأجله.
  • دوّن معلوماتك الشخصية الأساسية، بما في ذلك أيُّ ضغوط شديدة تعرَّضت لها أو تغييرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
  • أعدّ قائمة بكل الأدوية والفيتامينات والأعشاب والمكملات الغذائية التي تتناولها.
  • أحضر معك سجل المستويات الأخيرة للسكر في الدم، إذا كنت تقيسها في المنزل.
  • اطلب من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء مرافقتك إلى الموعد الطبي، فقد يكون من الصعب أن تتذكر كل ما يقوله لك الطبيب خلال الموعد الطبي. ولعل الشخص الذي يرافقك يتذكر شيئًا قد فاتك أو نسيته.
  • جهِّز قائمة بالأسئلة التي تود طرحها على الطبيب.

من الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها ما يلي:

  • هل الاعتلال العصبي السكري هو السبب الأرجح لما أشعر به من أعراض؟
  • هل يتعين عليَّ إجراء اختبارات لتأكيد سبب إصابتي بهذه الأعراض؟ كيف يمكنني الاستعداد لهذه الاختبارات؟
  • هل هذه الحالة ستكون مؤقَّتة أم طويلة المدى؟
  • هل ستتحسَّن هذه الأعراض أو تزول إذا تولَّيت إدارة سكر الدم؟
  • هل السبل العلاجية متاحة، وأي منها تُوصي به؟
  • ما أنواع الآثار الجانبية التي يمكن أن أتوقعها من العلاج؟
  • أنا أعاني من حالات صحية أخرى. كيف يمكنني إدارة هذه الحالات معًا؟
  • هل هناك كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني أخذها معي؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بزيارتها؟
  • هل يتعين عليَّ الذهاب إلى اختصاصي معتمد لرعاية مرضى السكري وتوعيتهم، أو اختصاصي النُّظُم الغذائية المسجل أو اختصاصيين آخرين؟

ما يمكن أن يقوم به الطبيب

من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عددًا من الأسئلة، مثل:

  • ما مدى فعالية تحكمك في داء السكري؟
  • متى بدأت تشعر بالأعراض؟
  • هل تشعر بالأعراض على الدوام أم على فترات؟
  • ما مدى شدة الأعراض؟
  • هل هناك أي شيء يبدو أنه يحسّن من الأعراض التي تشعر بها؟
  • ما الذي يجعل الأعراض تزداد سوءًا، إن وُجد؟
  • ما الصعوبات التي تواجهك بشأن التحكم في داء السكري لديك؟
  • ما الذي قد يساعدك على التحكم في داء السكري بصورة أفضل؟
Last Updated: June 21st, 2022