Schedule Now Pay Bill
be_ixf;ym_202404 d_29; ct_50

الخرف الجبهي الصدغي

اقرأ المزيد عن هذا النوع الأقل شيوعًا من الخَرَف، والذي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الشخصية وصعوبات في النطق والحركة.

نظرة عامة

الخَرَف الجبهي الصدغي مصطلح شامل لمجموعة من الأمراض الدماغية التي تصيب الفصين الجبهي والصدغي من الدماغ بشكل أساسي. وترتبط هذه المناطق من الدماغ بالشخصية والسلوك واللغة.

في حالة اضطرابات الخَرَف الجبهي الصدغي تتقلص أجزاء من هذين الفصين، فيما يُعرف بالضمور. وتختلف الأعراض باختلاف الجزء المصاب من الدماغ. تطرأ على بعض المصابين بالخَرَف الجبهي الصدغي تغيرات في شخصياتهم. إذ تصبح تصرفاتهم غير لائقة اجتماعيًا وقد يكونون اندفاعيين أو غير مبالين عاطفيًا. بينما يفقد آخرون القدرة على استخدام اللغة بشكل صحيح.

يمكن أن يُشخَّص الخَرَف الجبهي الصدغي بشكل خاطئ على أنه حالة مَرَضية عقلية أو داء الزهايمر. إلا أن الخَرَف الجبهي الصدغي يميل إلى الحدوث في سن أصغر من داء الزهايمر. ويبدأ غالبًا في سن تتراوح بين 40 و 65 عامًا، لكنه قد يحدث في مرحلة عمرية متأخرة عن ذلك أيضًا. ويُعد الخَرَف الجبهي الصدغي سبب الإصابة بالخَرَف في نحو 10% إلى 20% من الحالات.

الأعراض

تختلف أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي من شخص لآخر. وتتفاقم الأعراض بمرور الوقت، عادةً على مدى سنوات.

تظهر على المصابين بالخَرَف الجبهي الصدغي عادةً مجموعات من أنواع الأعراض معًا في وقت واحد. وربما تظهر عليهم أكثر من مجموعة واحدة من مجموعات أنواع الأعراض.

التغيرات السلوكية

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا للخرف الجبهي الصدغي حدوث تغييرات جذرية في السلوك والشخصية. وتشمل ما يلي:

  • تزايد السلوك الاجتماعي غير المناسب.
  • فقدان التعاطف ومهارات التعامل مع الآخرين، مثل عدم الاكتراث لمشاعرهم.
  • سوء تقدير الأمور.
  • فقدان القدرة على ضبط النفْس.
  • قلة الاهتمام، وتُعرف أيضًا باللامبالاة، والتي يُمكن أحيانًا أن يُخلَط بينها وبين والاكتئاب.
  • السلوكيات القهرية المتكررة، مثل النقر أو التصفيق أو لعق الشفتين.
  • تدهور مستوى النظافة الشخصية.
  • تغيُّرات في عادات الأكل. يتناول المصابون بالخرف الجبهي الصدغي غالبًا كميات زائدة من الطعام أو يفضلون تناول الحلويات والكربوهيدرات.
  • التهام الأشياء.
  • الرغبة القهرية في وضع الأشياء في الفم.

الأعراض المرتبطة بالكلام واللغة

تؤدي بعض الأنواع الفرعية من الخَرَف الجبهي الصدغي إلى تغيرات في القدرة اللغوية أو فقدان القدرة على النطق. ومن الأنواع الفرعية الحبسة التقدمية الأولية والخَرَف الدلالي والحبسة النحوية التقدمية، التي تُعرف كذلك بحبسة فقد الطلاقة التقدمية.

يمكن أن تسبب هذه الحالات المَرَضية:

  • زيادة صعوبة استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة وفهمهما. قد لا يتمكن الأشخاص المصابون بالخَرَف الجبهي الصدغي من انتقاء الألفاظ المناسبة لاستخدامها أثناء الحديث.
  • صعوبة في تسمية الأشياء. قد يستبدل الأشخاص المصابون بالخَرَف الجبهي الصدغي كلمة محددة بكلمة عامة أكثر مثل استخدام "هذا" بدلاً من "القلم".
  • عدم معرفة معاني الكلمات.
  • يتحدث المريض بشكل متردد قد يبدو مختصرًا جدًا من خلال استخدام جُمل بسيطة مكونة من كلمتين.
  • ارتكاب أخطاء في صياغة الجُمل.

مشكلات حركية

تسبب الأنواع الفرعية النادرة من الخَرَف الجبهي الصدغي أعراضًا حركية تتشابه مع أعراض داء باركنسون أو التصلُّب الجانبي الضموري.

وقد تشمل الأعراض الحركية ما يلي:

  • الرُّعاش
  • التصلُّب
  • التقلصات أو التشنُّجات العضلية
  • ضَعف التناسق الحركي
  • صعوبة في البلع
  • ضعف العضلات
  • الضحك أو البكاء غير المبرر
  • السقوط أو صعوبة المشي

الأسباب

في حالات الخَرَف الجبهي الصدغي، ينكمش حجم الفص الجبهي والفص الصدغي للدماغ وتتكون مواد معينة داخل الدماغ. ويكون السبب في ذلك غير معروف غالبًا.

ترتبط بعض التغيرات الوراثية بالخَرَف الجبهي الصدغي. لكن أكثر من نصف المرضى المصابين بالخَرَف الجبهي الصدغي ليست لديهم سيرة مَرَضية عائلية للإصابة بالخَرَف.

وأكد الباحثون أن بعض التغيرات الوراثية المرتبطة بالخَرَف الجبهي الصدغي تظهر أيضًا في حالات التصلب الجانبي الضموري. وتُجرى المزيد من الأبحاث لفهم الصلة بين المرضين.

عوامل الخطورة

يزداد احتمال الإصابة بالخَرَف الجبهي الصدغي في حال إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض. وليست هناك عوامل إصابة أخرى معروفة حتى الآن.

التشخيص

لا يوجد اختبار محدد يمكنه تشخيص الخَرَف الجبهي الصدغي. يفكر اختصاصيو الرعاية الصحية في الأعراض التي تظهر عليك ويستبعدون الأسباب المحتملة الأخرى لهذه الأعراض. قد يصعب تشخيص الخَرَف الجبهي الصدغي في المراحل المبكرة لأن أعراضه تتداخل غالبًا مع أعراض حالات أخرى. وقد يطلب اختصاصيو الرعاية الصحية إجراء الاختبارات الآتية.

فحوص الدم

للمساعدة على استبعاد الحالات الأخرى مثل أمراض الكبد أو الكلى، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات دم.

دراسة النوم

قد تتشابه بعض أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي مع أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض تغيرات الذاكرة والتفكير والسلوك. وقد تحتاج إلى إجراء تخطيط للنوم إذا كنت تعاني من الشخير بصوت مرتفع وتقطّع النفس أثناء النوم. فقد يساعد تخطيط النوم على استبعاد انقطاع النفس الانسدادي النومي من أسباب الأعراض التي تشعر بها.

اختبارات النفسية العصبية

قد يختبر الأطباء مهارات التفكير والذاكرة لديك. وهذا النوع من الاختبار مفيد على نحو خاص في تحديد نوع الخَرَف لديك في مرحلة مبكرة. ويمكن أن يُساعد أيضًا على تمييز الخَرَف الجبهي الصدغي عن أسباب الخَرَف الأخرى.

فحوص الدماغ

يمكن أن تكشف صور الدماغ عن الحالات المَرَضية المرئية التي قد تسبب الأعراض، وقد يكون منها الجلطات والنزف والأورام.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي. يَستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي موجات راديوية ومجالاً مغناطيسيًّا قويًّا لالتقاط صور تفصيلية للدماغ. يُمكن أن يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي التغيرات في شكل الفص الجبهي أو الصدغي أو حجميهما.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام المادة القائفة فلوروديوكسي الغلوكوز. يستخدم هذا الاختبار مادة متتبعة منخفضة الإشعاعية تُحقَن في الدم. تُظهِر هذه المادة المتتبِّعة مناطق الدماغ التي يضعُف فيها أيض العناصر المغذية. يمكن أن تُظهِر مناطق ضعف الأيض مكان حدوث التغيرات في الدماغ؛ وقد تساعد الأطباء على تشخيص نوع الخَرَف.

هناك أمل في أن يصبح تشخيص الخَرَف الجبهي الصدغي أسهل في المستقبل. ويدرس الباحثون المؤشرات الحيوية المحتملة للخَرَف الجبهي الصدغي. والمؤشرات الحيوية هي مواد يمكن قياسها للمساعدة على تشخيص مرض ما.

المعالجة

لا يوجد حاليًا علاج شاف للخَرَف الجبهي الصدغي، لكن البحث عن العلاجات ما يزال مستمرًا. لكن لا يبدو أن الأدوية المستخدَمة لعلاج داء الزهايمر أو إبطائه مفيدة للأشخاص المصابين بالخَرَف الجبهي الصدغي. بل قد تؤدي بعض أدوية داء الزهايمر إلى تفاقم أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي. لكن يمكن أن تساعد أدوية معينة ومعالجة النطق في السيطرة على الأعراض.

الأدوية

يمكن أن تساعد بعض الأدوية على السيطرة على الأعراض السلوكية للخَرَف الجبهي الصدغي.

  • مضادات الاكتئاب. قد تقلل بعض أنواع مضادات الاكتئاب، مثل ترازودون، الأعراض السلوكية. تكون مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية فعالة كذلك لبعض المرضى. وتشمل سيتالوبرام (Celexa) أو إسيتالوبرام (Lexapro) أو باروكسيتين (Paxil وBrisdelle) أو سيرترالين (Zoloft).
  • الأدوية المضادة للذهان. تُستخدم أحيانًا الأدوية المضادة للذهان، مثل الأولانزابين (Zyprexa) أو الكويتيابين (Seroquel) لعلاج الأعراض السلوكية للخَرَف الجبهي الصدغي. لكن يجب أن يتناول المرضى المصابون بالخَرَف هذه الأدوية بحذر. فقد تنتج عن هذه الأدوية آثار جانبية شديدة، بما في ذلك زيادة خطر الوفاة.

العلاج

قد يستفيد الأشخاص المصابون بالخَرَف الجبهي الصدغي ممن لديهم مشكلة في اللغة من معالجة النطق. إذ تساعد معالجة النطق على تعليم الأشخاص كيفية استخدام وسائل التواصل المساعِدة.

نمط الحياة وعلاجات منزلية

مع تفاقم أعراض الخَرَف الجبهي الصدغي، ستحتاج إلى مساعدة مقدّمي الرعاية. يستطيع مقدّمو الرعاية مساعدتك على ممارسة أنشطة الحياة اليومية والحفاظ على أمانك وتوفير وسائل النقل ومساعدتك في الأمور المالية. يمكن أن يخبرك الطبيب متى قد تحتاج إلى التوقف عن قيادة السيارة أو جعل شخص تثق به يتولى أمورك المالية.

ومن المهم أيضًا أن تمارس التمارين القلبية بانتظام. فقد تساعدك هذه التمارين على تحسين المزاج ومهارات التفكير.

في المنزل، قد يفيد إجراء تعديلات تسهل القيام بمهام المعيشة اليومية وتقلل احتمالات الإصابات. على سبيل المثال، أزل السجاجيد لتقليل حالات السقوط. أو ارفع المراحيض لتسهيل استخدام الحمّام.

قد يستطيع مقدّمو الرعاية معالجة الأعراض السُلوكية من خلال تغيير طريقة تعاملهم مع المُصابين بالخَرَف. اسأل الطبيب المتابع لحالة الشخص العزيز عليك عن المصادر المتاحة التي تقدم تدريبًا على طرق رعاية المصابين بالخَرَف.

قد يساعدك الاحتفاظ بسجل للأعراض السُلوكية على تحديد الأشياء المحفزة للأعراض في البيئة. وقد تساعد الخطوات الآتية:

  • تجنُّب الأحداث أو الأنشطة التي تُثير السلوك غير المرغوب فيه.
  • إزالة التلميحات البيئية السلبية مثل مفاتيح السيارة.
  • توفير بيئة هادئة.
  • توفير روتين مُنظَّم.
  • تبسيط المهام اليومية.
  • تشتيت الانتباه عن السلوكيات غير الملائمة أو الضارة وإعادة توجيهه.

التأقلم والدعم

إذا شُخِّصت بالإصابة بالخرَف الجبهي الصدغي، فقد يكون تلقي الدعم والرعاية وتعاطف الأشخاص الذين تثق بهم أمرًا لا يُقدَّر بثمن.

اعثر على إحدى مجموعات الدعم للأشخاص المصابين بالخرَف الجبهي الصدغي، عن طريق الطبيب أو عبر الإنترنت. يمكن أن تقدم مجموعة الدعم معلومات مخصصة لاحتياجاتك. كما تسمح لك بمشاركة خبراتك ومشاعرك.

لمقدّمي الرعاية وشركاء الرعاية

قد يكون الاهتمام بشخص مصاب بالخَرَف الجبهي الصدغي صعبًا لأن الخَرَف الجبهي الصدغي يمكن أن يسبب تغيرات شديدة في الشخصية وأعراضًا سلوكية. وقد يكون من المفيد تثقيف الآخرين بشأن الأعراض السلوكية وما يمكن أن يتوقعوه عند قضاء الوقت مع شخص عزيز مصاب بالمرض.

يحتاج مقدّمو الرعاية والأزواج أو الأقارب الآخرون (يُطلق عليهم شركاء الرعاية) الذين يهتمون بالأشخاص المصابين بالخَرَف إلى مساعدة. وقد يجدون المساعدة من أفراد العائلة والأصدقاء ومجموعات الدعم. أو قد يستعينون بالرعاية المؤقتة التي توفرها مراكز رعاية البالغين أو وكالات الرعاية الصحية المنزلية.

ومن الضروري أن يعتني مقدّمو الرعاية وشركاء الرعاية بصحتهم ويمارسوا التمارين الرياضية ويتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا ويتحكموا في التوتر الذي يصيبهم. وقد تساعد المشاركة في الهوايات خارج المنزل على تخفيف بعض التوتر.

عندما يحتاج شخص مصاب بالخرف الأمامي إلى رعاية على مدار 24 ساعة، تتَّجِه معظم الأسر إلى دور رعاية المسنين. ستسهل الخطط الموضوعة سابقًا هذا الانتقال، وقد تسمح للشخص بالمشاركة في عملية صنع القرار.

التحضير للموعد

لا يدرك الأشخاص المصابون بالخَرَف الجبهي الصدغي عادةً أن لديهم أعراضًا. لكن يلاحظ أفراد العائلة عادةً التغيّرات ويحددون موعدًا مع الطبيب.

قد يحيلك الطبيب إلى طبيب آخر متخصص في علاج أمراض الجهاز العصبي. أو قد تُحال إلى طبيب متخصص في علاج أمراض الصحة العقلية (اختصاصي علم النفس).

ما يمكنك فعله

قد لا تكون على دراية بكل ما لديك من أعراض، لذا يُفضَّل أن تصطحب معك أحد أفراد عائلتك أو أحد أصدقائك المقربين أثناء الموعد الطبي. وقد ترغب في كتابة قائمة تتضمن ما يلي:

  • وصف مفصل للأعراض التي تشعر بها.
  • المشكلات الطبية التي أُصِبت بها في الماضي.
  • المشكلات الطبية التي أصابت والديك أو إخوتك.
  • جميع الأدوية والمكمّلات الغذائية التي تتناولها.
  • الأسئلة التي تريد طرحها على الطبيب.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

بالإضافة إلى الفحص البدني، سيتحقق الطبيب من صحتك العصبية. ويفعل ذلك من خلال اختبار بعض الأمور مثل التوازن وتوتر العضلات وقوتها. وقد تخضع أيضًا لتقييم سريع للحالة العقلية لفحص مهارات الذاكرة والتفكير لديك.

Last Updated: January 30th, 2024